(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
...... .....
في ليلةٍ قمراء
يسكرُ من عبثِ الحياة
من تورّمِ أحشاءِ الوطنِ
يهمسُ بعبثيته الجامحة
في جوفِ التمرّدِِ
منادياً حارس الزنزانة ..
" هل لنا أن نستنشقَ رائحة البحر
وفي الليلِ نسامرُ نجومَ السماءِ"
ذُهِلَ الحارس ..
أحلامٌ منشطرة من شقوقِ الزنازينِ
وجعٌ هائجٌ كأمواجِ الغابات
بعبثيّةٍ ساخرة إلى حدِّ الإندهاش
يقلب صفحات الحربِ ..
لملمَ شظاياها ثم رماها
في برازخِ البحر
نقلوه من أعماقِ الخنادقِ ..
أسندوا إليه آرشيف صحيفة البلاد
الحربُ تغلي ..
قائمة فوقاني تحتاني
مع جبهاتِ الفرسِ
يسأله مدير التحرير عن صورِ الحربِ
يجيبه بشطحةٍ إندهاشيّة
صورُ أين حرب تريدُ؟
هل ذُهِلَ مدير التحرير
من تفاقمِ سماكةِ الزنازين
فوق أقداحِ الكونياكِ
أم أنه تاه هو الآخر
في بؤرةِ شطحاتِ
أبو الأسمالِ؟
ذاتٌ متشظيّة
هاربة من لعلعات الحروب
عابثة في وجهِ الرماحِ
وجهٌ طافحٌ بالتمرُّدِ
على سلطةِ الأبواطِ
يتلقّى حفنة قليلة من المالِ
من أختٍ
أرسلته من خلفِ البحار
ينظرُ بابتسامةٍ ساخرة
إلى حفنتهِ القليلة
يتذكّر شاعراً مقصوص الجناحين
يغدقُ عليه قميصاً
من لونِ البحرِ
ثمَّ يشتري بما تبقّى
ليتراً من الكونياكِ
يشربُ نخبَ الإنشطار
إنشطارُ الشعراءِ
إنشطارُ آبارِ الذهبِ الأحمق
إنشطارُ الروحِ في قبلةِ الأحزان
.... .... ..... .... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: 9 . 5 . 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.