أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الاداء الضعيف














المزيد.....

الاداء الضعيف


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2005 - 2007 / 8 / 12 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تصريح صحفي اعترف السيد حيدر العبادي بضعف الاداء الرسمي وخاصة لمستشاري رئيس الوزراء، معللا ذلك الضعف بقلة الخبرة في ادارة الدولة او انعدامها في مرحلة خطرة من البناء السياسي تتراكم فيها الواجبات، والحقيقة ان هذا الضعف هو الطابع العام لمعظم الاجهزة الرسمية خاصة المتعلق منها بفهم ووظيفة الدولة ولا يقتصر الامر على مستشاري رئاسة الوزراء، وقد ظهر هذا الضعف واضحا جليا في اكثر من موقف، ومن بين تلك المواقف ما كان رسميا بروتوكوليا يتعلق بصورة الدولة وهيبتها تمتد من ايام ادارة وتنظيم جلسات مجلس الحكم والمجلس الوطني المؤقت ثم الجمعية الوطنية وحتى جلسات مجلس النواب التي تسيطر عليها الفوضى في اغلب الاحيان، كما ان كثيرا من الفعاليات الرسمية شهدت مواقف محرجة اثرت سلبا على صورة الدولة وزعزعت الثقة بها احيانا، مع العلم انها امور بروتوكولية بسيطة، وبالمثل كان الاداء الاعلامي للأجهزة الرسمية من حيث الضعف والتخبط رغم الانفاق الضخم وكثرة الكوادر والمعونات التطويرية التي تحصل عليها هذه الكوادر من دورات داخل وخارج العراق.
لقد ركز العبادي في تصريحه على اداء مستشاري رئيس الوزراء، وصيغة الاشارة اليهم توحي بانهم من جهة سياسية واحدة، وهم او على الاقل البارزين منهم اعضاء في حزب رئيس الوزراء، وهذا ما يمنح وظيفة الاستشارة صفة حزبية او اديولوجية في حين ان الاستشارة لا بد ان تكون مهنية، واذا كان الحزب حديث عهد بالسلطة فيمكنه على الاقل الاستفادة من خبرات متخصصين حتى ولو كانوا اجانب او عراقيين عليهم ملاحظات ما، خاصة انهم لن يكونوا اصحاب قرار او هكذا يفترض بالمستشار، وهذا الامر ينطبق على القياديين في مفاصل السلطة الاخرى الذين سارعوا الى توزيع مناصب المستشارين على زملائهم في الاحزاب او اصدقائهم ومقربيهم وكأن وظيفة المستشار هي مكافأة، في حين هي من اخطر الوظائف لأنها تقدم القاعدة المعلوماتية التي يتخذ على اساسها القرار كما انها تحدد الطريقة او الاسلوب الذي سيعتمد في تنفيذ القرار، فالعمل المؤسسي يقوم على الاعتراف بمحدودية قدرة ومعرفة الانسان، وكلما توسع هذا العمل ازدادت الحاجة الى توزيعه وتقسيمه على عدد اكبر من الاشخاص ممن يمتلكون خبرات متنوعة، خبرات قد تبدو احيانا تافهة او ساذجة ولكنها ضرورية في تحقيق الترابط والاداء الامثل في المؤسسات، واذا كان نقص الخبرة هو الصفة الغالبة على من يحتلون مناصبا استشارية، فأن الصفة الثانية هي كثرتهم التي تثقل ميزانية الدولة، ولأنهم لا يجدون او لايعرفون مايقومون به تراهم يسجلون حضورا اعلاميا لافتا وكأنهم ناطقون اعلاميون، في حين ان التواري عن الانظار او البعد عن وسائل الاعلام هو الصفة الغالبة لوظيفة المستشار.
كل هذا لايعني ان المستشارين وحدهم من يتسم اداؤهم بالضعف، بل هناك ضعف عام في مؤسسات الدولة، وهو ضعف يعود اساسا الى ان النظم الدكتاتورية التي حكمت العراق لعقود، كانت تمنع وجود احزاب المعارضة وتمنع اي شخص من خارج الحزب الحاكم من تعلم فن الحكم وادارة الدولة عمليا، بسبب سياسة الاقصاء التي تغلق ابواب المؤسسات امام الجزء الاكبر من الشعب، وهذا ما تواجهه معظم الدول التي تتحول من نظام الحزب الواحد الى التعددية، حيث تصل احزاب بلا خبرة الى سدة الحكم وتحتاج الى سنوات لتظهر منها كوادر محترفة، ومعظم الدول الديمقراطية تبني مؤسسات خاصة وعامة تساهم في بناء وتطوير العاملين في الحقل السياسي والادارة العليا، ويبدو ان العراق بحاجة لهكذا مؤسسات ليتعلم منها الساسة ان ادارة الدولة اكثر من توقيع قرارات والادلاء بتصريحات اعلامية.
وقلة الخبرة هذه تدفع الى التفكير في ضرورة الاستفادة من الخبرات العراقية التي كانت تعمل في عهد النظام البائد في حقول معينة بعد التأكد من سلامة النوايا، وليس بالضرورة ان يكونوا من ذوي الخبرات الامنية والعسكرية، بل هناك الخبرات الادارية والدبلوماسية والاقتصادية وحتى التشريفاتية والادارة الاعلامية فمثل هذه الخبرات قليلة الخطر على البناء السياسي الجديد وهي قادرة على منع الكثير من الاحراجات والتخبط ريثما ينشأ جيل جديد من الخبرات لم يعمل مع النظام الدكتاتوري.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة
- جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة
- تصريحات ليست عابرة
- قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة
- الجماعة المقدسة
- الحلقات المنسية في العراق
- المالكي ليس هو المشكلة
- السلطة الأنثوية
- احتكار ثقافي
- فوضى السلاح
- قلق في الجوار
- الحلقة الاقتصادية المفرغة
- الساعة الامريكية
- تحولات النص المقدس


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الاداء الضعيف