غازي الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 11:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدا اللقاء الذي جرى بين اولمرت وعباس في أريحا أوائل شهر آب 2007 حميما لدرجة أنهما تبادلا القبلات الحارة . ونحن لسنا ضد أي مسعى يمهد لإنهاء مأساة الشعب العربي الفلسطيني إذا ما قبلت به الأغلبية التي تمثلها الهيئات الشرعية - لان أهل مكة أدرى بشعابها – ولكن معرفتنا البسيطة بحكام تل أبيب تؤكد أنهم لن يقبلوا بأي حل لا يمنحهم حصة الأسد . ولكي يتحقق لهم ذلك يجب عليهم إزاحة العقبات التي تقف أمامهم ولا سيما حركة حماس . لذلك كلفت احد أذنابها للقيام بدفع وتوريط حماس كما يشاع في العملية التي قامت بها مؤخرا ضد شقيقتها فتح تلك العملية التي وضعت حركة حماس في زاوية ضيقة لا تحسد عليها حيث حوصرت فيها سياسيا وماليا وعسكريا من قبل قوات الاحتلال ومن قبل الدول الكبرى الفاعلة على الساحة الدولية فضلا عن حركة فتح ذاتها كرد فعل غاضب منها على ما بدر من حماس لأنها كانت هدف العملية في الوقت الذي انفتحت فيه جميع الأبواب على فتح بقيادة الرئيس عباس محليا وإقليميا ودوليا لان مثل هكذا دعم في نظر الداعمين من غير العرب يوسع الهوة بين الأخوة وقد يدفع بالأوضاع المتوترة بينهم إلى الاقتتال وهو ما تهدف إليه بالتأكيد حكومة تل أبيب مالم يتدارك الأخوة الفلسطينيين الأزمة بالحكمة المعهودة عنهم بالتقارب احدهم نحو الآخر بإسناد عربي مكثف والباديء أفضل . فعلى حماس أن لا يغيب عن بالها إنها ارتكبت خطأ كبيرا في تجاوزها على إخوتها في فتح وعليها أن تلبي طلب الرئيس عباس بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل العملية التي وصفت بالانقلاب وهذا مطلب منطقي لكي يعود الحوار بين الأخوة ولكن بروحية جديدة تستلهم الدروس من الأزمة الحالية كما أن فتح لديها أخطاء لأنها لم تسحب البساط من تحت أقدام محرضي حماس بالتفاهم معها حول القضايا العالقة بروح نضالية ودية ومنحتهم الفرصة لتنفيذ مآربهم في توريط حماس ودفعها باتجاه التجاوز . لقد كان ما حصل من حماس تجاه فتح حافزا لحكومة تل أبيب لتقوية الروابط مع الرئيس عباس ووصول العلاقات بينهم إلى حد تبادل القبل الساخنة لدرجة قد تحرق حماس أو تطيح برأسها لاسمح الله فالشيطان شاطر وعلى أهبة الاستعداد كما يقال وهذا ما يجب أن نتجنبه مهما بلغ الثمن لأنهم في النهاية أخوة وأبناء بلد واحد وهم أخوة لنا وأعزاء على قلوب كل العرب والمسلمين وما يؤلمهم يؤلمنا وما يحزنهم يحزننا.
#غازي_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟