أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - الالتزام والنقد و... الآخر














المزيد.....

الالتزام والنقد و... الآخر


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 07:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



اعتدنا في مجتمعنا وتبعاً لتربيتنا الأسرية, اتهام الآخر, واستثناء أنفسنا في أي حالة إخفاق أو فشل في موضوع أو قضية ما . متناسين أننا نحن أيضاً آخر بالنسبة لهذا الآخر, وبالتالي نتحمل ذات الوزر في أي نتيجة نتوصل إليها.
وبدءاً من البيت, نجد كلا الزوجين يتهم أحدهما الآخر في حال حدوث أية مشكلة تعترضهما, أو يقعان فيها . وحتى أنهما ربما يحملان أبناءهما وزر خلافاتهما, ووزر تقصيرهم الدراسي, متناسين أنهما قد يكونا السبب الرئيسي في كل ما يجري داخل الأسرة.
أيضاً فإن الأبناء في مرحلة عمرية ما يتهمون الأهل بأنهم سبب الفشل الدراسي أو عدم التأقلم الأسري والاجتماعي الذي يحسونه في تلك المرحلة متجاهلين دورهم في هذه الموضوعات.
كذلك الأمر في المدرسة, فإن كل أركان الهيئة التعليمية ( طالب, مدرس, مدير) كل بدوره يُلقي باللائمة على الطرف الآخر إن كانت هناك مشكلة أو خللاً في تلك المؤسسة التعليمية- التربوية.
وهذا ما بتنا نلمسه ونعايشه في السنوات القليلة الماضية داخل المدارس، خصوصاً بعد الإجراءات المتبعة مثل منع الضرب وتوجيه الإهانات للطلاب، حتى بات المدرس في زاوية مقصية بعيداً عن احترام الطالب الذي لم يتلقَ تربية أسرية تحثه على احترام المدرَس والمدرسة، وأيضاً احترام وتنفيذ واجباته المدرسية، وأيضاً ذاته الطالب الذي يشتكي من المدرَس والإدارة في إهمالهما لاحتياجاته النفسية والتربوية والعلمية، وأيضاً تكريس مبدأ تعزيز موقع أبناء المعلمات مهما كان مستواهم التحصيلي متردياً، واتخاذه ذريعة للتقصير الدراسي.
كذلك الأمر بالنسبة للحياة الوظيفية في دائرة ما أو شركة ما, فالموظفون أو العمال يلقون باللوم على الإدارة لتقصيرها في تحفيز المنتجين، أو صرف المكافآت، أو الاهتمام بالكفاءات المبدعة في مجال العمل والابتكار، وما شابه من حقوق للعمال عند الإدارة.
والإدارة من جانبها تلقي باللوم على العمال والموظفين في أسباب فشل أو تأخير إنجاز مهمات تلك المؤسسة أو المنشأة. التي إن ربحت وتميزت كان ذلك بفضل هذه الإدارة المقدامة، أما إذا خسرت فإن ذلك مرده إهمال العمال وتقصيرهم بعملهم وجودته؟؟؟؟؟
وهذا ما ينطبق على كل العلاقات سواء الاجتماعية أو السياسية وغير ذلك. ولا نجد أياً من هذه الأطراف يقف وقفة صدق مع ذاته ويتحمل ولو جزءاً بسيطاً من الفشل أو الخلل. مع العلم أنه في أية علاقة تبادلية بين طرفين أو أكثر, فإن جميع هذه الأطراف تتحمل المسؤولية ولكن بنسب معينة تبعاً لموقع كل طرف من هذه المسؤولية وتبعاً للمهمات الملقاة على عاتقه.
إن هذا يعني فيما يعنيه, أننا أناس لا نلتزم حدود المسؤولية الملقاة على عاتقنا, ولا نحسن اتخاذ المواقف الجادة حيالها في اللحظات الحاسمة والدقيقة إن كان على الصعيد الشخصي أو العام, كما أننا اتكاليون في تفكيرنا وتعاملنا مع جميع قضايا الحياة والمجتمع إضافة إلى عدم امتلاكنا الروح الرياضية تجاه مبدأ النقد والنقد الذاتي بدءاً من علاقاتنا الأسرية وحتى أعلى المستويات المختلفة في الحياة والمجتمع ( تنظيمات نقابية، سياسية، مهنية، دينية، ...الخ)، فكم من العلاقات الاجتماعية، أو الصداقات التي انتهت( وربما انقلبت لعدائية) نتيجة نقد صغير تمَ توجيهه لنا من قبل الشريك الآخر في هذه العلاقة..!!!؟؟ حتى داخل الأسرة، فإن النقد الموجه من أحد أفرادها للآخر( الزوجين، والأولاد) يعتبر بمثابة الإهانة والتهكم... هل هذا معقول..؟؟ علماً أن ممارسة هذا المبدأ بجدية وواقعية ، تتم من منطلق الغيرة والحب، ومحاولة تجنيب من يتم توجيه النقد له الوقوع في الخطأ مرة أخرى، ويجب ألاَ يُنظر إليه على أن دوافعه عدوانية واتهامية مبنية على الكراهية أو الغيرة.
فلو تمكنا من فهم دقيق لهذا المبدأ العلمي والمنطقي والإنساني, لكنا في مصاف الأمم المتقدمة والمتحضرة ولو على الصعيد الاجتماعي فقط. فإلى متى سنبقى نقبع داخل دهاليز الخوف من مواجهة الحقيقة ونقاط ضعفنا، ومن قبول النقد من الذات ومن الآخر..؟ متى نتحرر من عقدنا واتكاليتنا ولا مبالاتنا تجاه كل قضايانا, الصغيرة منها والكبيرة..؟
فلو تجرأ أحدنا على نقد ذاته, وتحمل مسؤولياته في الأمور التي تقع على كاهله, فتجاوز بذلك كثيراً من العراقيل والأزمات, ومن ثم وجد التقدير والاهتمام لجرأته وصدقه, لما كنا دائماً نسعى لإيجاد شماعة نعلق عليها أخطاءنا, وغالباً ما تكون تلك الشماعة هي الآخر شريكنا في المسؤولية والحياة, ولكُنَا الآن في أفضل الأحوال على كل الصعد, خصوصاً في الظرف الراهن الذي يعصف بالبلد والمجتمع.
فلنقف جميعاً وقفة صدق وجرأة وشجاعة مع ذاتنا أولاً, ومن ثمَ مع الآخر , ولنكن قدوة ومثلاً أعلى لأي آخر حتى نفوز بالحرية والتقدم والتحضر, على الصعيد الخاص قبل العام, حيث يكون العَام تحصيل حاصل لأخلاقياتنا الجريئة والصادقة, ويكون المجتمع ككل يرفل بالتحضر والتقدم والأمان.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقيات الفرد هي الأصل
- الشباب ومعضلة السكن
- المعوَق ... والمجتمع
- عندما يكون الخوف نعشاً للحرية.
- شرف المرأة بين سندان القانون.. ومطرقة المجتمع
- الاستلاب... آفة تغتال الوعي والإدراك
- حوار الأديان الثلاث بدمشق
- نحن والسلطة.... والآخر
- ما يكمن وراء ظاهرة الطلاق المبكر..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- هل يعودون للوراء.. أم نحن نتقدم للأمام في عقوق القيم الاجتما ...
- سيكولوجية المرأة العاملة
- دوافع واهية ... وراء الزواج الثاني..!!؟؟؟
- مفهوم الزواج... بين العرفي والاغتصاب
- عام آخر... والعراق مازال يتوسد الموت.. ويلتحف الدجى- ملف الع ...
- إشكاليات الزواج العصري
- هل الإنسان مجرد فرد...!!!؟؟؟
- لأجل أمومة حرة... وسعيدة
- مقالة- إلى أرضٍ لا نستطيع مغادرتها... إلى أمي...
- الحجاب.. اغتيال للعقل والأخلاق والطفولة
- آذار احتفالية أنثوية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - الالتزام والنقد و... الآخر