عبدالقادر محمد عبدالقادر
الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 06:16
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الوضعية الدونية,والاضطهادالذى تعانى منه المرأة ,والقهرالواقع عليها,والعنف,والتمييز ضدها في الاوساط المتدينة او في المجتمعات المتدينةعموما,وخصوصا بالدين الاسلامى ,تجعلنا نطرح سؤالا مفتاحياللنقاش حول هذه القضايا,والسؤال هو:هل الدين يضطهد المراة , ويجعلها في وضع دونى ومتخلف؟ وهل الديانات عموما, والدين الاسلامى خصوصا , تقهر النساء ؟ وتبيح العنف ضدهن؟ .كمدخل للنقاش واجابة هذه الاسئلة ينطرح سؤال اخر هو :هل هناك دين _اى دين_يدعو الى ان يتعالى احد معتنقيه او المؤمنين به على معتنقين او مؤمنين اخرين بذات الدين؟. وهل هناك دين ,اى دين, يدعو الى الظلم ,والقهر , وعدم المساواة بين معتنقيه؟. الطبيعى والمنطقى ان تكون الاجابة بلا, اذا كان معتنقى هذه الديانة من العقلاء, والاسوياء نفسيا ..مجموع هذه التساؤلات لا نهدف من وراءها الى الطعن فى دين محدد, اوالاستخفاف بالمؤمنين باى ديانة ,بقدر ما هى تحفيز للبحث حول اسباب اضطهاد المراة فى الاوساط المتشددة دينيا,خصوصا المسلمين,.اذا سلمنا جدلا ان الدين الاسلامى اعطى المراة حقوقها _حسب ادعاءات البعض_ ما الهدف من وراء انتشار اقوال منسوبة لنبى الاسلام تهين كرامة المراة ,من شاكلة (المراة ناقصة عقل ودين),(المراة شيطان),(ما خلا رجل وامراة الا وكان الشيطان ثالثهما) ان المروجين لمثل هذه الاحديث والاقوال تحركهم بنية الوعى التناسلى ,الغريزة ,اى ان المراة _عندهم_ لاتساوى اكثر من جسد كل وظائفه تنحصر فى متعة الزوج/الرجل فى الفراش . ان الخطاب الديني السائد الان في الدول الاسلامية يختزل المراة/الانسان في "الانثى" فقط, وتملأ اجهزة اعلام الدول الاسلاموية- السودان نموذجا- احاديث منسوبة لنبى الاسلام عن (حسن التبعل !!), ورجال دين لايختشون يوصون النساء بأن:"المراة التى تريح زوجها فى الفراش هى الاكثر لله !!!.ويرىهؤلاء ا المراة لا تعدو كونها كائن مثير للشهوة ,والفتنة,ويجب غض النظر عنها لأن العين تزنى وزناها النظر!!(لاحظ الدوافع الغريزية ),ويجب ألا ترفع صوتها لأنه عورة!!,ويجب ان تغطى كامل جسدها لأنه مثير لغرائز الرجل !!, والحل الاخير والناجع لهذه المشكلات,في رأيهم, هو "قرار"النساء فى بيوتهن , وحرمانهن من المشاركة فى الحياة العامة ,ومنعهن من العمل, وبعد ذلك لايهم اذا اختلت التنمية,او اذا قلت الايدى العاملة , أو اذا وقفت عجلة التطور فى المجتمع,أو اذا ارتهن الاقتصاد الوطنى لتبعية الرأسمال العالمى . فقط المهم ,والمهم جدا ألا تخرج النساء من البيوت -حتى لا يفتتن بهن رجال الدولة الاسلامية- ويبقين داخل أسوار المنازل خادمات مطيعات لشهوات الرجل/الزوج, وخادمات للاسرة السعيدة !!!؟. من الطبيعى ألا يكون هذا الوضع الشائه مستقيما, وذلك لعدة اسباب أولها وأهمها انه اذا كانت الديانات تضطهد النساء , وتضعهن فى مكانة أقل من مكانة الرجال, فقط لكونهن نساء,من الطبيعى ألا تطالبهن تلك الديانات بأى نوع من أ نواع القبول أو التعبد للديانة المحددة . لأنه ليس من المنطقي والمعقول أن يدين الانسان بديانة تضعه في مكانة أقل, ومرتبة دونية, وتقر باضطهاده,. هذا اولآ,وثانيا لا أظن ان هناك ديانة محددة تقر عدم المساواة بين مجموع الافراد المؤمنين بها, أو تعترف بمكانة أعلى للرجل-كونه رجل- على المرأة فقط لكونها امرأة .ان الديانات عموما ,وخصوصا الدين الاسلامى ,اذا وضعناها في اطارها التأريخى سوف تخرجنا من هذا المأزق بلا أدني شك,بما في ذلك الاعتراف بتأريخية النصوص. ان حالة عدم المساواة كانت سائدة فلى فترة تأريخية محددة,مثلها مثل التباهى والتفاخر بخوض الحروب-هل من أحد يمجد الحروب فى يومنا هذا؟- وقتل الابرياء ,وسبى النساء واغتتصابهن,والرق ,وغير ذلك من الاشكال الثقافية/الاجتماعية التى سائدة في فترة تاريخية محددة وزالت مع تطور المجتمعات لسبب انها لاتحترم انسانية الانسان, وتهينه ,وتحط من قدره كانسان. ان التطور الاجتماعي للمجتمعات جعل البشرية تتجاوز عددا من الاشكال التى كانت تهين الانسان,ومن الطبيعي ان يكون من بينها عدم المساواة بين المراة والرجل .. ان الازمة الحقيقية التي تعقد قضية المرأة في مجتمعاتنا هي تحالف السلطة/رجال الدين ,وقمة هذه المأساة كان في السودان حينما اعتلى عرش السلطة رجال الدين المنضوين تحت راية الجبهة الاسلامية , حيث بدأت سلسلة من القهر ,والاضطهاد ,و الافقار المنظم للجماهيرالكادحة , والتعذيب, وكانت المرأة أكثر من عاني.. ان الفشل الملازم للاسلامويين ينبع من تخلف تفكيرهم .. كانت هنناك حرب دائرة في جنوب السودان لأسباب اقتصادية بحته(تنمية غير متوازنه,اقتسام ثروة,....الخ) بمجرد وصول الاسلامويين للسلطة أعلنوا "الجهاد !!" ضد المواطنين المسيحيين/الجنوبيين (الكفارحسب رأيهم) وحولوا الحرب بذلك من حرب ذات أبعاد اقتصادية/سياسية, الي حرب دينية . ومات ملايين المواطنين السودنيين ,ونزح آخرون ,وهاجر من هاجر, وخسر الوطن كثيرا (هذه تجربة تحتاج لدراسة مطولة) لكن سردتها هنا لتتخيل معى كيف يفكر الاسلاميين. وكيف يشوهون الدين الاسلامى ذاته؟. تكريس لوضعيه مشوهه ترى الآخر المختلف دينيا مواطنا من الدرجة الثانية,يجب ان يسير على أطراف الطريق ,ويدفع الجزية عن يد وهو صاغر !!؟.. أما المرأة فحدث ولا حرج, بمجرد اعتلاء تحالف الترابى/البشير,الاسلاميين/العسكر للسلطة خسرت المرأة السودانية كل مكتسباتها التى حققتها في فترات الديمقراطية-على شحها- وبدأت تظهر بوادر ردة تأريخية في قضيةالمرأة ,تراجع تعليم البنات ودعمت دولة المشروع الحضارى الاسلامى هذا التراجع باصدار قانون للتعليم العالي يحرم البنات من دراسة علوم معينة(هندسة النفط مثلآ !) ويحد من عدد البنات فى التعليم العالى ,( وبالتالي من العمل, وتدريجيا من الشارع).. تراجع وضع المرأة في الخدمة المدنية ودولة الاسلام دعمت هذا التراجع بترسانة من القوانين المقيدة لحريات النساء(عدم مساواة فى الاجور ,عدم مساواة في سن المعاش-55سنة للمرأة ,و60سنةللرجل-,التشجيع علي عدم توظيف النساء, اجازة أمومة بدون أجر للنساء العاملات في حالة الولادة , لا تعمل النساء بعد العاشرة مساء , وقبل السادسة صباحا, منع النساء من العمل فى الكافتريات والمطاعم وطلمبات الوقود -والملاحظ ان هذه القطاعات توظف معظم النساء,لأنها لاتشترط أى نوع منالتأهيل الاكاديمى,وغالبية النساء السودانيات يعنين من الامية,خصوصا النازحات) والهدف واضح:افراغ الخدمة المدنية ,ومؤسسات الدولة من النساء !!.ابتدعت الدولة الاسلامية ايضا قانون النظام العام الذى يفرض على كل النساء ارتداء الزى الاسلامى"الحجاب"!! ,وفى السودان عدد كبير من معتنقى الديانة المسيحية ,وغيرها من الديانات. قانون النظام العام هذا يجعل أي امرأة تخرج الى الشارع متهمة !! هكذا ببساطة .. كل هذا انبنى على خلفية دينية/اسلامية ترى في المرأة كائنا مثيرا للشهوة والفتن يجب حبسه بين جدران البيت !!! (سنواصل)
#عبدالقادر_محمد_عبدالقادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟