نبيل حاجي نائف
الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 08:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كيف نتعامل مع الآلام بشكل عام
إن مشكلة التعامل مع الآلام من أهم المشاكل بالنسبة لكل منا , فالألم واللذٌة هما المتحكمان والموجهان لأغلب استجاباتنا وأفعالنا , والألم واللذة الجسمية في بداية حياتنا شامل لكافة تعاملاتنا مع الوجود , ثم ينشأ بعد ذلك ونتيجة التعلم والتربية , الألم النفسي أو الفكري الذي يحدث دون مؤثر مباشر على المستقبلات الحسية.
فالتعامل مع الألم واللذة الجسمي يكون بالاستجابة والفعل المناسب في أول الأمر بتحاشي الألم والسعي للذة , و التعلم يحقق التحكم بهما في حدود معينة . أما التحكم بالآلام الجسمية بشكل فعال فهو يتم عن طريق المخدر والعقاقير .
أما الآلام وكذلك اللذّات النفسية فهي تبدأ في التشكل نتيجة الحياة والتربية , فتربط الكثير من الاستجابات المحايدة , باللذة أو الألم , فالتوبيخ والشتيمة والاستهزاء والتحقير , وكذلك الخسارة والهزيمة . . . , تنتج الكثير من الآلام النفسية للذي تعلٌم معانيها . وكذلك المديح والافتخار , والربح والفوز.... تنتج اللذة والسعادة .
إن المنشئ والمتحكم بالآلام واللذات النفسية هو النتوء اللوزي ويساعده المهاد . فهو عندما يقرر نتيجة تقييم مثير ما , أنه ضار , يطلب أيضاً توليد إحساس ألم نفسي مرافق , فهو بذلك يحول الضار إلى مؤلم , مثلما يحول المفيد إلى ممتع , فهو كما يقولون منشئ أحاسيس العواطف والانفعالات .
كيف نتعامل مع الآلام النفسية
يمكن بالتعلم والتربية بناء الإشراطات والارتباطات المناسبة لتخفيف أو إلغاء تشكل الآلام النفسية , أما التعامل مع هذه الآلام بعد تكونها , فيكون بتعلم جديد , وذلك بتعديلها بإشراط جديد , وهذا يكون غالباً صعباً , و صعوبته تتناسب مع قوة الإشراط ( التعلم) الذي تم , وكلما طال عمر الإنسان صعب عليه تنفيذ ذلك , لأن بناء إشراطات جديدة يصبح صعباً.
ويمكن اعتبار غالبية العقد الفروية هي بمثابة آلام نفسية .
والطريقة المتاحة والسهلة للتعامل مع هذه الآلام هي استعمال باقي خصائص وقدرات الجهاز العصبي , والتي يمكن أن تؤثر على هذه الآلام النفسية , مثل التشتيت , والتداخل , والتعديل العام لها , بوضعها في صيغة شاملة لها تعدل تأثيراتها النهائية , فعندما ترافقها أحاسيس أخرى ضعيفة أو قوية يحدث لهل تشتت وضعف وهذا ما يفعله أغلبنا .
أو تناسيها بإبعادها عن ساحة الشعور ما أمكن ذلك , ويمكن تعديل هذه الآلام بالتفكير والمعالجات الفكرية المتطورة , ولو أن تأثيرها يكون بطيء وضعيف غالباً .
#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟