|
زنّار الجنرال
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:36
المحور:
كتابات ساخرة
ـ آلووو ! سماحة السيّد ؟ * نعم ، أنا معك سيادة الجنرال . كيف الصحة والجهوزية ؟ ـ نشكر الله . أظنك تسأل عن معركة " المتن " ؟ فجاهزيتنا على الآخر . طمئن بالك ولا تأكل هـ ... نعم ، لا تأكل هماً ! * عال . وبكل الأحوال ، إذا نقصكم صواريخ قصيرة أو متوسطة أو بعيدة المدى ، فأرجوك أخبرني على الفور ولا تجعل تكليفاً بيننا . ـ أكيد ، أكيد . وعلى فكرة ، ذكرتني بصواريخي التي سبق أن هددتُ دمشقَ بها ، خلال الأزمة مع المرحوم الأسد الأب في نهاية الثمانينات . كانت الصواريخ ، كما تعرف ، من إمداد العراقيين . ولكننا لم نلحق إستخدامها ، بسبب حرب الكويت وجورج بوش الأب و .. * لا تندم على الماضي ، يا أخي . وكلها مسألة مقاومة ، أكانت صواريخنا صدامية أم نجادية ! ـ معك حق . المقاومة أعطتنا جميعاً دروساً عظيمة ، من أهمها أن يبقى لبنان خظ الدفاع الأول عن العروبة والإسلام بوجه الهجمة الشرسة للإمبريالية والصهيونية والرجعية . * حياك الله . فعلاً أنك رجل وطني ، مثل الرئيس لحود . ولهذا السبب ، فنحن مصرون أن يخلفه رجل عسكري في " بعبدا " ، لكي يكرس النهج المقاوم ويكون من جهة اخرى مرتاحاً في تقاعده ؛ لا من يزوره ولا من يدعوه لمجلس الوزراء أو المجلس النيابي ولا مسؤوليات ولا وجع رأس ! ـ نعم ، يا سيّد المقاومة . أي شيء في سبيل منصب رئاسة الجمهورية سنفعله ، بما في ذلك تعطيل الإقتصاد والسياحة و .. * وماذا جنينا بربك من السياحة ، غير الفسق والفجور وتدهور الأخلاق ؟ يريدون إضعاف المقاومة ، عن طريق إخراج شبابنا من عتمة الدشم والمخابئ والملاجئ إلى شمس البحر والإستجمام والبيكيني أبو خيط ! ـ يا عيب الشوم عليهم . إنه مستوى هابط من الأخلاق الغربية ، غير المنسجم مع أخلاقنا وقيمنا . * ولكن ، جنرال ، أنت أيضاً لم تقصر بهم للحقيقة . فتصريحاتك الأخيرة كانت أقوى من الصواريخ ، وخصوصاً عندما قلت عن زعيم محترم ، من عائلة عريقة ، أنه لا يساوي ما تحت زنارك ! ـ التواضع لله وحده ، فأنا أتعلم من أخلاق المقاومة ولست أكثر من جندي في صفوفها . * فعلاً ، أنت في كلمتك الأخيرة وضعت الزنار على الحروف .. أعني ، نعم ! ـ ولا تنسَ الجحود واللؤم والحقد ، الذي قوبل به ترشيحنا لأحدهم بوجه ذاك الزعيم : وليْ إبنه قتل من أجل أن ينقص صوت آخر من أصوات الأغلبية في المجلس النيابي . بهذه الحالة ، يكون من المنطقي أن يشغل واحد معارض مكان القتيل الموالي . وهكذا نفوّت على القتلة ، سوريين كانوا أو عفاريت ، الفرصة في إغتيال الوالد نفسه ! يا خيي صحيح هذا التحليل ، أو أنا غلطان ؟ يعني أنا عملت جميلة مع الجميّل الأب ، وهو كافأني عليها بتحريض المسيحيين علينا في " المتن " وغيرها . * إذا أنتَ أكرمت اللئيم تمردا .. كما يقول شاعرنا العجمي .. أعني ، العربي ! ـ يحدثونك عن الديمقراطية ، وهم " أغلبية عابرة " ؛ كما قال الرئيس الأسد في خطابه . ولكنهم فسروا قصده من تلك الجملة ، أنّ إستخباراته ستجعلهم أقلية في المجلس النيابي عن طريق الإغتيالات ، وربما في الوزارة أيضاً ! * أحلفك ، سيادة الجنرال ، بشرفك العسكري : هل إغتيل سياسي واحد ، مقاوم ، طوال السنتين المنصرمتين ؟ أليس وراء هذه الإغتيالات مؤامرة خطيرة على المقاومة ؛ لكي يقول المواطن أنّ حكومة السنيورة هي التي تقدّم الشهداء وليس حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني ؟ ـ طبعاً ، يا أخي . هم يريدون طمس التاريخ وتضحياتنا في سبيل الوطن . ولكنّ سماحتكَ فوت عليهم المؤامرة ، عندما بادرتَ إلى خطف الجنديين الإسرائيليين ، فولعتْ الحرب وهات من يعدّ الشهداء !! * الأنكى ما يزعمونه بأن لبنان أضحى خراباً وأنقاضاً ينعق على أطلاله بوم وغربان الكذا وكذا . ويتناسون أنه من بين هذا الخراب والأنقاض خرجَ ماردُ المقاومة منتصراً مظفراً . ولوْوو ! الإسرائيلي بنفسه إعترف بالهزيمة في حرب تموز ، بينما الحكومة عندنا ، غير الشرعية ، ما زالت تنوح على الإقتصاد المتقوّض والسياحة المنهارة والهجرة المضطردة وضراب السخن . ـ نعم ، يجب التضحية بكل شيء في سبيل المقاومة وإنتخابي محافظاً جديداً .. أعني ، رئيساً جديداً للجمهورية اللبنانية ! * صحيح ، المقاومة غاية كل من يسعى لملاقاة ربه والفوز برضاه . ـ يا حيه ، صار لي دهر أذكر مقاومتكم ، أما حان الآن وقت دعمكم لترشيحي لمنصب الرئاسة ؟ * مواقفك غالية ونقدرها جميعاً ، سواء في الضاحية الجنوبية أو ريف دمشق ! ـ وبعد ، ماذا عن إنتخابات الرئاسة التي على الأبواب ؟ * يعني بصراحة ، الأخوان يسألون ، ما هو ردّ فعلكم إذا ما طرحت فكرة " المحاصصة الثلاثية " ؟ ـ لا يا عمي ، يفتح الله ! الجنرال لا يمكن أن يبيع طائفته ومبادئه وتاريخه . هذا خط أحمر ، بردون . * طيب ، وإذا كان الفيفتي فيفتي لا يفيدك في الوصول للرئاسة ؟ ـ الحمد لله ونطقتَ هذه الجوهرة ، أخيراً ! * ثيرتي ثيرتي ثيرتي ، إذاً ؟ ـ على أساس أن تضمنوا لي الرئاسة .. ؟ * في الحقيقة ، يعني الواقع حالياً .. والظروف المحيطة بالمقاومة و .. ـ يا عمي ، نزلنا الزنار كله وبعد بتقول لي مقاومة وملاكمة !؟
[email protected]
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موت إنغمار بيرغمان ، آخر رواد السينما العالمية
-
أمير الشعر
-
لحية أتاتورك
-
السادي والسويدي
-
حكاية باموك : إسمٌ بينَ الوردةِ والأحمَر / 5
-
ويحدثونك عن العدالة السويدية
-
حكاية باموك : إسمٌ بينَ الوردةِ والأحمَر / 4
-
محاكمة الكاتب
-
التنكيل بالكاتب
-
رحلة إلى الجنة المؤنفلة / 2
-
سندريلا السينما : فنها وعشقها الضائع
-
كركوك ، قلبُ تركستان
-
سندريلا السينما : حكاية ُ حياةٍ ورحيل
-
في مديح الخالة السويدية
-
رحلة إلى الجنة المؤنفلة
-
أدبُ البيوت
-
مناحة من أجل حكامنا
-
حليم والسينما
-
كنتُ رئيساً للكتاب العرب
-
السينما المصريّة وصناعة الأوهام
المزيد.....
-
الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم
...
-
التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
-
التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
-
بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري
...
-
مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
-
الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر
...
-
حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60
...
-
محاضرة في جامعة القدس للبروفيسور رياض إغبارية حول الموسيقى و
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|