أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بثينة رفيع - مرافئُ جرح














المزيد.....

مرافئُ جرح


بثينة رفيع

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 08:20
المحور: الادب والفن
    


انتثَرَ الهشيمُ ورداً لوقتكِ الأخيرْ
فارتوي من عطشي زنابقاً أخرى
لهذا المطارد فيك أسماء مستفيضة
تختزلُ انحناؤكَ ليحجبكَ العناقُ
فيرتابُ الموت وتغتالنا قصيدة
تناجي ربيعكَ المسجى على نافذةِ ليل
عفنٌ مآقينا
وكل أيادينا بلا وطن
أنا انتهيتُ إليك بلا موعد
حين باغتكَ الأخضُر فوق جبينك
فَكَذَبت ذنوبكَ لتعلنكَ الخطا
براءة كفن
فاخرج من صدري مطعوناً أو مشلولاً
كالغضبِ بلون الدمعِ
حين يُساءل مقهور
من أقفلَ وطناً بين النار
ولفظ الصبحَ
حينَ أطلَ بدونِ عيونٍ
انهضْ من صوتي
لاشيَء يُعزيني فيكَ
تفاحةَ روحك تجلدني
تسيلُ بين ضفافِ جسدي
خنجرَ فرحٍ مبهور
تستجدي آلهة الريحِ لتحيا
أي وهم أن تكون قاتل وأنت أخي
أن أبعثر ما تبقى منك
بينَ حزيران وأقدامي
نشوةَ مزمار وعاصفةَ
لقدح البنفسجِ أمطرهُ الشهد فاستراح فيك
خريف رصاص في الرأسِ
يرتوي منه الجنون
جرحاً معلقاً على شهيقِ حنينه
تسربله الدماءُ عناوينَ اغتراب
مخيما يشدو لأسراب النشيجِ
فيبكي في أحشائه الغياب
بين الأناشيدِ صوتي حفيفٌ للوجد
يحز وشم الهزيمة
فأهاجر بين أزقةِ صمته
لأختصرَ انتصار
موجاً لحلمك يُزهرُه قرميدكً
يمد شراعَه للسفائنِ
مطراً للقصبِ المعلقِ بروحك
انتظاراً أمام كلِ باب
لترتمي بين لحدك وعشقها قرنفلةََ
وتنشدُ موطني وتكسرُ الأغلال
كان اغترافُ الموتِ يشدُ أسئلتك
بين ارتجافِ الزندِ والزناد
يُعرشُ في سراديبِ أغنيتي
رئةَ مشطورةً تشتعل الشرايينُ فيها
صفصافة للروح
رفاتاً لهواءِ الأرضِ
أَنبتَ من دمعةٍ
بيني وبينكَ صهيل صحراءٍ
لتعبرَ اشتياقَ ضياءٍ لمن هوى ظلّها
و أغراهُ امتشاقها كالشهداء
أهذا رحيلكَ ؟؟
انهض من عناوينِ الشعار
واقذف براكيني قرابيناً
لهذا الوجهِ واشتبك
في عطرِ سمائها
اخرج من صدري واتركْ بساتينَ الطفولةِ
معلقة على نهرين
وابتدأ من حرفِ هذا الغيمْ
شارعاً جديداً لطلتك
وارمني خلفَ ما تشاءْ
امشِ فوقَ جسدي
لأعبدَ ثانية مدينةَ أورثتنا
انتحارها كالمراثي والخرافة
لنفترقَ أنا وأنت
كما كنا صغاراً تختبئ
بينَ السنابلِ والحائطِ المهدم
وتغادر لمائدة الرثاء
بحراً لأجنحة السنونو
على كفي أمي
و عتاب سوسنة لبوحها الأبيض
أنا هزمت فيك .. لاترمل وحدتي
حين يُذكّرني فراقكَ كم كبرت
لأجلدَ الليلكَ في عمرنا
إذا مزق العتاب بدمعتي صورتك المعلقة على جدار
أترحلُ ككل العصافير التي تألفُ عشها ؟؟
لتغفو في اغماضةِ عينيك تغريدة نازفة
أترحل بابتسامةٍ غائبة
لم تقل لي أن الوطن منفاي
في أوردتي إليك
لم تُعرِّي فيَّ كل حبي
لم تُلقني وردة على قناع مليشيا
تشتري الجنة بقتلاها فوق مئذنة
لم تسابقني لذاك النداء
بين فلسطينَ وبيني
لم تقل لي أنَ صلاتك طقوسٌ لنحرها
لم تعمدني في مراياها صوراً
لمن دُفنوا فوق صليبها أحياء
أو توحدني بمعجزةٍ اسمها انتماء
فانسَ الطريق إليها إليَّ
إذا ما نستك آخر الدروب حين كنت فدائياً
تجتاحك في القذيفة ظفيرة خلف ظهرها
ومفتاح بيتٍ معلق على صدرها كالشتاء
كابر على شغف الحياةِ
واخرج من كلِّ دفئي
حين يغمركَ وأنت مدرج بالوطنِ والدماء
خطيئةَ سلاح
ومزق فيّ كل أسئلة الفجرِ
فانكساري كانعتاقك رائحة
لعشبِ هذا البحرِ الخائن
فنحن الآن غرباء
وانتظر رحيلي .. اقتلني إن شئتَ
دعني أقاسمكَ لعنة الموتِ
ولا تغب وتتركني وحيدا كجرحكَ
تلويني الرماح .. ولاتمت
ولا تمت .. ولاتمت



#بثينة_رفيع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسافة بين معبر رفح والحوار الوطني
- في زمن الردة
- تراب يواسيك
- حديد عتيق لأطفال فلسطين
- عام من الحصار
- عندما تنام دمشق
- اليسار الفلسطيني بين التبعية والتهميش
- فلسطين .. مساحة من دماء
- حزيران ذاكرة جرح لا يموت
- الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بثينة رفيع - مرافئُ جرح