أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - توصيات بيكر-هاملتون من جديد!















المزيد.....

توصيات بيكر-هاملتون من جديد!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توصيات بيكر – هاملتون، التي شارك في إعدادها لجنة مؤلفة من عشر شخصيات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وضعها الرئيس الامريكي بوش على الرف، باعتبارها مجرد توصيات غير ملزمة،فما الذي عاد بها الى الواجهة مجدداً بعد أن تم الاحتفاظ بها في الأدراج لبضعة أشهر؟ وهو ما يريد الرئيس الامريكي تفعيله مجدداً حين وعد وبرّر بأن الفوضى الخلاقة والشاملة، مهمت كلّف الأمر ستقود في نهاية المطاف الى الاستقرار والى احراز النصر.
الطاقم السياسي الذي رافق الرئيس بوش، والذي سبق غزو أفغانستان واحتلال العراق، ووضع ايران وكوريا ضمن "محور الشر" واتهام سوريا بالضلوع بالارهاب الدولي وبخاصة رعاية " الارهاب الفلسطيني"، غادر معظمه مواقعه بعد الخيبات والانكسارات التي تعرّض لها، لدرجة أن السيناتور الجمهوري ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ريشارد لوغر أعلن أن صبر الجمهوريين حيال خطة بوش لزيادة القوات الامريكية في العراق بدأ ينفذ. ومن داخل حزب بوش " الجمهوري" أيّد السيناتور جورج فوينكونيستش والسيناتور جورج وارنر الرئيس السابق للجنة القوات المسلحة في مجلس مجلس الشيوخ كلام لوغر، الذي كان قد أشاد بتقرير لجنة بيكر- هاملتون حول العراق، التي تدعو الى إشراك المجاورة وبضمنها سوريا وايران بالحل، وهو ما كان مبعث تحفظ الادارة الامريكية رغم فتح ملف المفاوضات الامريكية-الايرانية في العراق وبشأنه.
لعل الفداحة في إدارة الأزمة والخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي لحقت بواشنطن في العراق، إضافة الى أن النموذج " الديمقراطي" الذي وعدت به الادارة الامريكية بلدان وشعوب المنطقة تبدد على مرآى ومسمع من الجميع، لدرجة أن الارهاب الدولي وهو الذي تكرسّت طاقات وجهود كبيرة لاجتثاثه وتجفيف منابعه كما قيل، أصبح ظاهرة خطيرة ليس في العراق أو أفغانستان ومدهما حسب، بل عمّ دولاً كثيرة في المنطقة وخارجها بما فيها أوروبا التي أصبحت مرتعاً له.
هذه المعطيات وغيرها جعلت الولايات المتحدة تتقبل وجود "شركاء" آخرين وان كانوا " أعدقاء" بتعديل أو تكييف ستراتيجيتها بشأن الملف العراقي من مبدأ " تصدير الديمقراطية" الى علاج المشكلة العراقية موضعياً ولكن هل ارسال المزيد من الجنود الامريكان (21500 جندي) سيحل المشكلة أم هو هروب الى الأمام ومعالجة الأخطاء بالأخطاء، وحتى مطالبة الدول العربية الاقليمية بدعم الحكومة العراقية لم يسهم في حلحلة الوضع الداخلي في العراق، خصوصاً وان أولويات واشنطن هي ليست أولويات بغداد، كما أنها ليست أولويات الدول العربية والاقليمية.
لقد وضع الرئيس الامريكي ثلاث أولويات لحكومة نوري المالكي (حزيران/يونيو الماضي) ودعاه الى تنفيذها على الفور، والاّ فإن صبر الويات المتحدة سوف ينفذ وهو بلا أدنى شك ليس بلا حدود! وكانت أولويات بوش هي: تطويق موجة العنف الطائفي وحل الميليشيات أي ضبط الأمن وتشريع قانون النفط، فكيف يتم القضاء على العنف المذهبي والاثني والمحاصصات التي جاء بها الحاكم المدني الامريكي بول بريمر لصيغة مجلس الحكم الانتقالي ما زالت قائمة، والميليشيات وتسليح جماعات جديدة باسم العشائر بحجة مواجهة تنظيمات القاعدة الارهابية سياسة ستقود الى المزيد من العنف والتشظي.
اما النفط فهو جوهر الصراع السياسي والاجتماعي في المنطقة وليس في العراق حسب، فضلاً عن أنه الهدف الاساسي وراء احتلال العراق، سواءً كان معلناً أو غير معلن، خصوصاً بانهيار ذريعتي وجود أسلحة دمار شامل وعلاقة بغداد بالارهاب الدولي، ولذلك فهو الاولوية الحقيقية للرئيس بوش الذي يصرّ على إمرار قانون النفط بما يوّفره من ضمانات مستقبلية للاحتكارات النفطية وللشركات الامريكية تصل الى 34 عاماً بحيث يعفيها من أية احتمالات بتغييرات سياسية للنظام الحالي ولعل هذه الفترة موازية لفترة ما بعد التأميم 1972 وحتى الاحتلال.
كان الهدف الحقيقي من احتلال العراق إذاً هو وضع اليد على النفط لآجال طويلة، إضافة الى استكمال قيام " الامبراطورية الامريكية" من خلال بناء المزيد من القواعد العسكرية على المستوى العالمي، خصوصاً وان عددها الحالي يشارف على ألف قاعدة عسكرية. ورغم الورطة التي وقعت بها واشنطن لدرجة إنخفاض شعبية الرئيس بوش الى 23% بشأن سياسته العراقية و26% بخصوص سياسته العامة، وهي النسبة نفسها التي استدعت الرئيس الامريكي الأسبق نيكسون الى تقديم استقالته في العام 1974، الاّ أن الادارة الامريكية الحالية ما تزال تراوح في مكانها في العراق، وتصرّ على البقاء " حتى النصر" سواء " بخفض تكتيكي" للقوات كما يدعو البعض أو عبر بناء أربع قواعد أساسية خارج المدن في العراق، كما يدعو البعض الآخر.
لكن السياسة العراقية للولايات المتحدة منذ الاحتلال سعت الى تقسيمات نمطية عبر صورة كونتها للمجتمع العراقي أو عملت على تكريسها بإثارة وتعميق أزمة الهوية من خلال هويات جزئية، طائفية، مذهبية أثنية، عشائرية، مناطقية على حساب الهوية الموّحدة، التي شكلت صورة العراق أو نموذج الدولة العراقية المعاصرة رغم خصوصية المكوّنات المتنوعة والمختلفة والحساسيات الموجودة.
ان التمترس الطائفي والاحتقان والتطهير والعنف عمّق الى حدود كبيرة عناصر العداء وزاد من عوامل الكراهية وعاظم من أسباب الانقسام في المجتمع، ووسّع على نحو مريع ظاهرة الاستئصال والإلغاء، التي تعمقت من خلال قوانين وقرارات للحاكم المدني الامريكي وما أعقبه، خصوصاً باستفحال ظاهرة الميليشيات وانتشار الفساد والرشوة وتفشي الارهاب والفلتان الأمني وتعمّق الطائفية السياسية والمجتمعية، تلك التي قادت أربعة ملايين عراقي وثلاثمائة الف الى الهجرة، وبخاصة بعد أحداث سامراء وتفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري (شباط /فبراير-2006).
ويشكل جمهور المهاجرين واللاجئين ومعظمهم من الطبقة الوسطى من العلماء والاكاديميين والأطباء والاعلاميين والمثقفين عموماً مشكلة حقيقية للعراق بتفريغه من العقول والأدمغة والكفاءات، ناهيكم عن مشكلة لدول الجوار، التي ليس بمقدورها ضمن هذا التدفق الانساني والكتل البشرية المتواصلة تقديم المستلزمات الضرورية لهم، فضلاً عن قصور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من تأمين الحد الادنى الضروري للاجئين والمهاجرين، وتقاعس الحكومة العراقية ونكوص " القوات المتعددة الجنسيات" (القوات المتحلة) بحكم اتفاقيات جنيف لعام 1949 وقواعد القانون الدولي الانساني من تقديم الحماية اللازمة لهم.
هل عودة واشنطن الى توصيات بيكر- هاملتون يعني ظهور إمكانات جديدة للحل في العراق خارج إطار العمل العسكري، من أهمها: إشراك دول الجوار وإعطاء دور محوري للامم المتحدة، خصوصاً اذا أعلنت الادارة الامريكية عن نيتها في الانسحاب ووضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال!!
د. عبدالحسين شعبان*
كاتب ومفكر عراقي




#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والفصل السابع
- النزيف العراقي المستمر
- الطفولة العراقية : هل من وخزة ضمير !؟
- خيوط الارهاب الدولي وشبكاته
- البوليساريو: بؤرة النزاع - المستديمة-!
- اسئلة الحداثة والحقوق الانسانية
- الاصلاح وجدلية القطيعة والمشاركة
- هل عادت الحرب الباردة
- صراع خارج المكان
- تعقيب على تعقيب باقر ابراهيم
- عام على حكومة المالكي
- القرآن والجواهري
- الاحتلال الأميركي والفساد والميليشيات تفتت العراق
- أزمة الماركسية هل هي واقع أم مجرد دعاية سوداء!!؟
- ما يحدث في العراق ارهاب منفلت من عقاله (الجزء الاول والثاني ...
- بن لادن مجرم وعار على العرب والاسلام
- الاحتفال التكريمي الخاص ب الشخصية العربية البحرينية الكبيرة ...
- ما يحدث في العراق ارهاب منفلت من عقاله
- الارهاب الدولي وحقوق الانسان : رؤية عربية
- الفلسطينيون في العراق: الحماية المفقودة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - توصيات بيكر-هاملتون من جديد!