(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
...... ..... ..... ....
غبارٌ يعلو عباءة الليل ..
الشمسُ تغدقُ دفئها
على جراحِ المكان
يأتي عيدٌ
ولعلعات الصواريخ
جاثمة فوقَ بسمةِ الطفولة
فوقَ وجعِ الإنتظار
عيدٌ مسربلٌ
بكل أنواع الإنكسار
عيدٌ يعبر صحارى القلب ..
قلبٌ غارقٌ بأنينِ الحنينِ
أنين الحرمان من بهجةِ العيد
من نكهةِ العيد
تضيقُ الدنيا
في وجهِ الشعراء
فيحترفوا التسكّعَ تارةً
والتشرّدَ طوراً
إنّه زمنُ العبورِ
في وهادِ الإنشطار
إنشطارُ الشوق إلى هلالات قمرٍ
إلى روحٍ ترغب أن تغفو
فوقَ أعشابِ البراري
.. وبقدرةِ قادرٍ
تعبرُ يا جان
الحدود المفخّخة بالآهات
كم ليلةٍ بائسة نامَت فوقَ ركبتيكَ
وأنتَ تحدّقُ
في الفراغِ .. الفراغ؟
كم شاعرٍ آواكَ ..
كم مرّةً صرخَت
في وجه سعدي يوسف
هذا البيتُ ليسَ بيتَكَ
إنّه بيتنا
بيتُ المتسكعين
بيتٌ يأوي التشرّد
يأوي جان دمّو بأسماله اليتيمة
كم مرّةٍ بصقت
على قباحات هذا الزمان
كم مرّةٍ سخرت
من أوباش هذا الزمان
كم مرّة رحّبتَ بفرحٍ
وأنتَ تعبر ( مشفى المجاذيب!)
تهمس
إنها نعمةُ النعمِ
مقارنةً بخنادقٍ
مكتنـزة بالعناكب
والموت المؤجّلِ!
.... .... ..... .... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: 9 . 5 . 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.