سلام صادق
الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 06:13
المحور:
الادب والفن
غادر عالمنا في وقت مبكر من صباح هذا اليوم ( الساعة السابعة )المخرج السينمائي والمسرحي الالمعي السويدي انجمار بيرجمان عن عمر ناهز 89 عاما .
نقلت الخبر المؤسف والصاعق الى الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى ابنته ( ايفا) والتي هي الان في طريقها الى جزيرة ( فورو) التي اتخذها معتكفا ومعتزلا له ولوحدته منذ سنوات
كان انجمار بيرجمان من احد اهم اعمدة الفن السابع على مستوى العالم فقد بدأ رحلته معه منذ عام اوائل الاربعينيات واستمر يعمل بدأب في حقل السينما متوجا بداياته بالفلم ( صيف مع مونيكا ) و ( ابتسامة ليلة صيف ) و( الصمت ). وكان فلم ( فاني والاكسندر ) من اهم افلام حياته فمع هذا الفلم سجل عودته الى مزاولة فنه من جديد وكذلك عودته الى بلده الام السويد وكان ذلك عام 1982 بعد ان عاش في منفاه الاختياري في المانيا سنوات عديدة
دخل عدد كبير من افلامه منافسات الاوسكار وحاز عليها ثلاث مرات ، لكنه شخصيا لم يحصل حتى رحيله على هذه الجائزة
انصرف للدراما المسرحية في سنواته الاخيرة وقدم فيها اعمال مازالت للان موضع نقاشات محتدمة ، كما قام باخراج نتاجات مسرحية وتلفزية ضخمة كما في عمله ( مشاهد من زواج )
كانت اغلب اعماله التي اخرجها او انتجها تتمحور حول الاسئلة الوجودية الكبرى التي تتحكم في صياغة المصائر الانسانية
وفي حرية الانسان وقراراته وخياراته الشخصية ، وما يحاول ان يمحق ذلك ويحرف الانسان عن سويته وفطرته وعفويته ويحاول اصابة روحه بالعفن
كان انجمار بيرجمان ابنا لام تتحدر من الطبقة العليا وعلى العكس تماما فقد كان والده متحدرا من طبقة بسيطة حصل على تعليم بسيط ليدخل سلك الرهبانية فيما بعد ويصبح قسا في احد الكنائس ، ان هذا التحدر العائلي بحد ذاته ترك انعكاسات واضحة طبعت مجمل اعماله في السينما والمسرح فقد كان هذا ملهما له في ايداعه وسببا لمعاناته ايضا ، فقد وجد نفسه ومنذ نعومة اظفاره امام تناقضات شتى صعب عليه اتخاذ موقف ازاءها او حتى محاولة حسمها لصالحه
كان قد تخرج من مدرسة ستوكهولم العليا عام 1940 ومنذ ذلك الوقت اتجه لممارسة هوايته المفضلة آنذاك في السينما والمسرح والتي استمرت معه لتستغرق كل سنوات عمره الطويل
تزوج خمس مرات وانجب تسعة اطفال
وبرحيله تطوى صفحة مضيئة من صفحات السينما العالمية كان بيرجمان قد اضاءها باعماله الرائعة التي سيخلدها التاريخ
هناك مفارقة اشير اليها بان آخر عمالقة الفن السابع فارق الحياة في تمام الساعة السابعة من فجر يوم سويدي لم يكن على مايرام بعد الفين وسبعة اعوام على ميلاد المسيح !!
سلام صادق
#سلام_صادق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟