أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايناس البدران - فجر منقوش على لوح الروح














المزيد.....

فجر منقوش على لوح الروح


ايناس البدران

الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 11:51
المحور: الادب والفن
    


ايها الطريق .. رفقا بأجساد متعبة تنقل خطاها بتؤدة نحو ... المذبح .
- لاشيء يشبهني الان كالخريف .. صرت شراعا مشرعا لبرد اهوائه وصدى لصدأ دهشته .
- حين ترسمك الايام غيمة اتعبها الرحيل .. وتخلفك وحيدا كنخلة في ثمود .. كرمح في قلب عدو .. يوم لايفتقدك من يفترض ان يفتقدك .. وتشعر بالكاد بحاجتك للاخرين .. فأعلم انك انما تخوض مخاضك الاخير وصولا .. اليك .
- يدهشني ما اراه مختبئا خلف حدقات العيون وما بين السطور !
- يوم تخبرك النظرات بأكثر مما تريد .. وتفتح كوى من احزمة ضوئية في حجيرات عقلك .. ويصبح قط او مذياع رفيقك في هذا العالم اللامبالي الذي هو دائما على عجل .. ستطوي بلا ندم البوم صورك الحائلة ، وتعمل اناملك على عقص نهايات القصص المهترئة .. وتنزع عنك اوسمة بلهاء علقتها رمزا لمعارك منسية .. ويكف لسانك عن لوك انتصارات وهمية لاتهم احدا . ولا حتى انت .. عندها ستكون قد اقتربت كثيرا .. منك .
عيناه تدوران في محجريهما كذباب حائم في زجاجة فيما اصابعه مشغولة بأشعال سيجارة ترتعش بين شفتيه ، اخذ منها نفسا عميقا وقال عبر دخانها المتقطع :
- بات جسدي مثخنا بالعذاب .. لم يعد من مكان لجرح جديد .
- يوم تزول جراح سطحية وغائرة ليصبح جسدك كله جرحا يبسم للالم .. ستجز حبلا كان يربطك الى حضيرة خوف عائمة فوق بركة آسنة من خنوع ، وتعلم أنك لست مضطرا للعب دور البهلوان في حضرة السلطان ، وستلقي بمشاعل غضبك النبيل الى اغوار نفس سحيقة لتحرق بلهيبها الاخضر جثة عشش فيها العفن طويلا وتتابع بنشوة – لاتخلو من تشف – تطاير مستصغر الشرر منها بعدها ستخرج من رمادك كيوم ولدتك أمك .
افلتت منه بسمة وتمتم بسخرية .
- بفم مكمم اعيش مؤامرة الايام .. صرت اسمع سنة حلوة ! يا ... ؟مع كل دورة عام بقلب يقطر مرارة .
- الاجدر ان تسمعها باسما لأنك اصبحت أعلم من سواك كم هو الربيع قصيروماكر كثعلب .. يتخفى فيه البعد باللقاء والظمأ بالارتواء وان كل البدايات فيه الى انتهاء .
- اعلن الجسد علي الاحكام العرفية وبت سجين زنزانة نفسي الانفرادية ألوذ منها بالزحام رأفة بها .
- يوم تعود الى العالم الذي ولد معك .. ووئد معك ، الى نفسك التي امعنت في طمسها وتدليسها .. الى اناك التي اضعتها وسط ضجيج الزحام .. يوم كانت الارصفة عشبا والمديات حقول تشب فيها ازهار البنفسج والبابونج المشبوبة . والليل عشق سماوي مشغولا بقبلات النجوم .. قبل ان تقلم ( المدنية ) اظفار الرجولة وتحيل نمرها الى قط مدجن وانسانيته الى ديناصورات للفرجة خلف زجاج متاحف التاريخ الطبيعي ، ونسله الى فئران تجارب في المختبرات ( المعقمة ) لتعود فتبصقه حيث الازقة القذرة لتتقاذفه الجدران الصماء قبل ان يبتلعه النسيان .
يوم تذوب عن عقلك البدايات وتنتهي كل النهايات الى حلقة االابدية وتصبح اللحظة الراهنة رهانك الاخير وخيارك الوحيد .. عندها يشف احساسك بكل نعمة لك او عليك .. ويصبح القليل كثيرا بل اكثر مما يجب وتخاطب يومك قائلا :
- ايها الغد كن ماشئت ، لقد عشت يومي كاملا .
- كل ايامي متشابهة ككتيبة زنوج اتحدت ضدي ، صارت المخدة اسخى بالحنان من اي حضن .. أتراني بعت وريدي لمن امتلك بدل القلب سكينا ؟
- يوم يتوقف بحثك اللامجدي عن الحب المستحيل ذلك المخدر الذي يغشي بسرابه قلبك البريء عن نصله البارد .. وتكف عن اللهاث وراء بريق الغريزة الخداع .. يصبح الامساك بجمرة الحكمة وتقليبها على كافة وجوهها أمرا ممكنا بل ممتعا في آن واحد .. وستنفض عنك ثياب الممثل الملفقة لتتحد بجلدك من جديد ، وتستبدل وجهه الشمعي بصدق التجاعيد وتستعيض عن شعره المستعار بخيوط الفضة وبريق الماس.
- لاشيء يشبهني اليوم كالخريف ..
- حين تكتسي بألقه وتتخضب بشفيف حنائه ايامك ، يصبح للمنبه دورغير ايقاظك من النوم ، وللموسيقى عطر الانتشاء ، للوجع لون الرفقة ، لبخار الشاي دفء اللمسة ، للدمع نهكة الصبر ، وللحب طعم الشهادة ، ويصبح عمر بكامله أقصر مما ينبغي .
همس بصوت مخنوق :
- بت أشعر انني اقرب الى هناك مني الى هنا .
- فأعلم اذن ان ذاك الفجر هو آخر اقدارنا .. نقش على لوح الروح منذ الازل .. فأذا ما نادتك الارض الطيبة الى احضانها من جديد .. لتدوس بأقدامك العارية تربتها اللينة عابرا قارات الشمس .. كسهم ناري الى شلالات النور الابدية .. فأياك ان تخاف أو تأسى على حلم صحا من غفوة موت .. او تذرف الدمع على نثيث كتبك بأصابع من ماء . الا اذا كنت تجد في الدمع .. ايناسا .






#ايناس_البدران (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناديل العنبر
- كاردينيا
- النمرة
- الابرة والتشظي
- في الردهة
- عواء ذئب
- - النمرة - قصة قصيرة
- حوار مع القاصة ايناس البدران
- أشارات ضوئية
- - على حافة الرحيل - قصة قصيرة -
- جدائل الشمس - قصة قصيرة
- الجدار - قصة قصيرة
- وجه السماء - قصة قصيرة
- -الاكتواء بثلوج كلمنجارو - قصة قصيرة
- -صورة من زيت وماء - قصة قصيرة
- - حين اكلنا التفاحة - قصيدة نثرية
- مقابلة صحفية مع القاصة ايناس البدران
- قصة - هذيان محموم-
- قصة قصيرة بعنوان - الحلزون -
- قصة قصيرة


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايناس البدران - فجر منقوش على لوح الروح