أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - انهم يثردون خارج الصحن














المزيد.....


انهم يثردون خارج الصحن


طلال الغوّار

الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 06:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما يوهم الإنسان نفسه ,ويسقط ما يتمنى أو يرغب على حركة الواقع ,ويفسّر معطياتها ,بما يلبّي هذه ألاماني والرغبات فأن الواهم نفسه يتحمل تبعات ذلك ,وقد تظل خطورة ما ينتج عنه محدودة إلى حد ما ,غير ان الخطورة أعظم ,حينما تتسع دائرة الوهم لتشمل الآخرين ,حيث يدخل الوعي بكامل فاعليته , وذلك لما تتطلبه من خطط مدروسة في التأثير , واستخدام الوسائل والأساليب المتنوعة التي تعتمد التشويه والتضليل والمخادعة . وبالرغم عن ما يترتب من خطورة على حياة الناس ,والمتمثلة في سلب أرادة البعض, وزجهم في أتون الإرباك والوهم, فان ذلك لا يحمل قدرة الديمومة والاستمرار ,لا لان في ذلك مجانبة الواقع وحركته , وتشويه أو طمس الحقائق ,وإنما لكونها نتاج روح انهزامية ومتأزمة غير واثقة , ليس لها إمكانية المواجهة والمجابهة,وبالتالي لايمكن لها ان تأخذ مدى زمني طويل بالقياس إلى عمر الشعوب .
فقد جاء الاحتلال وقّدم نفسه تحت غطاء كبير من الدعاوى والشعارات والمزاعم , بغية أيهام الرأي العام لتحقيق ما كان يخطط له , غير ان كل هذه الدعاوى الوهمية أثبتت بطلانها وسقطت أمام ما يحدث على الواقع ,وقد استمر مع حلفائه ومن اصطف معه في العمل على أيهام العراقيين ,ومحاولة تصوير وتفسير ما يقوم به من إجراءات عملية ,وما يتحقق على ألا رض,عكس ماهو واقع, أو ما يخفيه من أهداف ومشاريع يتوخاها المحتل وحلفائه .
ان تشكيل( مجلس الحكم )والذي أسس على المحاصصة الطائفية والعرقية والاثنية تحت غطاء (التعددية والتنوع)وهللوا له وعدّوه منجزا وطنيا بدعوى انه يمثل وحدة العراقيين وهناك من وصفه( بشدّة الورد ) ,وفي حقيقة الأمر انه وهما كبيرا ويراد منه أيهام العراقيين, حيث انه يعد البذرة التي تنطوي على كل المخاطر والكوارث التي لحقت بالعراق وما يهدد وحدة العراق وتماسك نسيجه الاجتماعي والثقافي , وتأسيسا خطيرا لما
سيعقبه, فأصبح الأنموذج الذي استنسخت منه الحكومات اللاحقة ومؤسساتها .
ثم تمادو أكثر فأكثر في عملية التضليل والمخادعة في كتابه (الدستور ) .الذي خرج من عباءة (بر يمر ) والذي وزع العراق إلى فدراليات والى طوائف وفئات وانتزعوا منه هويته,ليعلنوا وبكل صلافة ان ما جاء في الدستور هو تأكيد على وحدة العراق وصيانة ثرواته واستقلاله !!....وتواصلوا في هذا النهج عند أجراء( العملية الانتخابية) والتي اضهرت للقاصي و الداني كيف تمت الاصطفافات الطائفية والاثنية وكيف تم سلب بعض إرادة العراقيين من خلال هذه الاصطفافات وتأثيرات معينة تحاكي الجوانب الغرائزية والعاطفية والتي تعمق الانتماءات الطائفية وتجعلها بديلا عن الانتماء إلى العراق وهويته العربية وينبري (المسؤولون ) و(الناطقون الرسميون) عل مختلف أصنافهم بأنهم حققوا السيادة والاستقرار ومارسوا (الديمقراطية) بأعلى إشكالها الحضارية , فيما الإلة العسكرية للمحتل تواصل تدميرها للمدن و الاعتقالات على أشدها وممارسات القمع والتنكيل مستمرة , و الاقتتال الطائفي يصل إلى ذروته في بغداد وعمليات التهجير و القتل على الهوية . وفي خضم هذا الواقع المرير يخرج المسؤول (الرفيع ) ليعلن على العراقيين بان واجبهم حماية المكتسبات والمنجزات !!!! ثم يخرج (أخر) إنهم يرفضون أية وصاية من احد !!!! و 150 ألف عسكري أمريكي في العراق ؟,أما ما يتعلق بالمصالحة الوطنية فهي الأخرى لا تتعدى التفاهم والتنسيق على وتوزيع ( الغنائم) بين الأطراف المشاركة في (العملية السياسية )
وإزاء هذا المشهد الدموي والتدميري ومشهد الحرمان من مختلف الخدمات , هل يصدق احد ان هناك منجز ومكسب قد تحقق, اللهم إلا إذا كان ما تحقق من تدمير وتخريب ونهب للثروات ليس إلا , وهل يمكن للعراقي ان يُستغفل و يوهَم مهما يكن مستوى الوعي الذي يملك .
ان الرفض الشعبي والذي تتسع اليوم مساحته في العراق بمختلف مستوياته, للاحتلال وما أنتجه خلال سنواته الماضية هو الحقيقة على إلا رض ,وما التصريحات والدعاوى التي تتقاطع مع الواقع ليس إلا وهما يعللون أنفسهم بها ,إنهم يغمضون عيونهم عن رؤية ما يجري , فما يعج به المشهد العراقي لا يمت بصلة إلى ما يدعونه ويصح القول (إنهم يثردون خارج الصحن)





#طلال_الغوّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ااجعل من جراحك مناديل خضر
- مرايا الغياب
- حكومة في فندق
- اجعل من جراحك مناديل خضر
- انه جرحنا الذي يتلألأ


المزيد.....




- قبل موتهم جميعا.. كشف آخر ما فعله مسافران قبل اصطدام طائرة ا ...
- الصين تعرب عن استيائها الشديد إزاء الرسوم الجمركية الأميركية ...
- حرب تجارية جديدة: كندا تفرض رسوما على سلع أمريكية بقيمة 155 ...
- دراسة تكتشف أسرار الأذن البشرية
- دلالات طريقة المشي
- علماء الفيزياء الكمومية يبتكرون فضاء مكونا من 37 بُعدا
- واشنطن تريد انتخابات بأوكرانيا إذا توقفت الحرب
- عشرات الآلاف دون مأوى وفي وضع مأساوي بغزة
- حراك طلابي في صربيا يُطيح برئيس الوزراء وموسكو وبروكسل تراقب ...
- الولايات المتحدة تفرض رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - انهم يثردون خارج الصحن