أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين ابو سعود - قرصان ماليزيا














المزيد.....

قرصان ماليزيا


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمة القراصنة وهي جمع قرصان تبعث بالخوف والذعر في النفوس ، لان قراصنة البحر يقابلهم على الارض قطاع الطرق ، وان عملية القرصنة تحتاج الى جرأة وخبرة وقوة وضمير ميت ،ولكننا منذ الصغر احببنا القراصنة الذين كنا نراهم في الافلام فقط ، لشبابهم الغض وحماسهم المتقد وما يصاحب عملياتهم من مناظر طبيعية خلابة ورحابة الجو وصفاء البحر فضلا عن الممثلات الحسناوات ، حيث كنا ننبهر بجمال البطلة وبتقاسيم جسدها الممشوق ونحن في مجتمع يسيطر عليه الكبت الجنسي بشكل فظيع مما ادى الى تعطيل الكثير من المواهب وامات فينا روح الابتكار والابداع .
انا لا اتذكر بالضبط قصة فيلم قرصان ماليزيا ، لمرور وقت طويل على مشاهدتي له ، الا اني اتذكر ماليزيا جيدا لاني زرتها ذات مرة وقضيت سبعة ايام رائعة في ربوعها ، حيث وجدت الشعب الماليزي في قمة اللطافة والظرافة وحسن الضيافة ، وهو يتكون من ثلاث قوميات رئيسية هي المالي والصينيين والهنود ، تربطهم علاقة جميلة من الود والتفاهم والاخاء ، ولعل اجمل ما في المجتمع الماليزي هو الامان ، وعدم الخوف من الامن والمخابرات ، حيث وقفنا مع عشرات السياح من مختلف الجنسيات امام القصر الملكي نحمل كاميراتنا ونلتقط الصور كيفما نشاء دون خوف او ترقب في زمن حرمنا فيه من الوقوف امام القصر الجمهوري، ومجرد المرور بالسيارة من امام القصور الرئاسية كانت كارثة ، فان اسرعنا ورطنا وان ابطأنا شكوا في امرنا كما حدث مع احد الاخوة العرب الذي زار العراق في السبعينات ، فاقسم واغلظ في القسم ان لايزور العراق ثانية ما دام فيه رمق، ولعله قد غير رايه الان بعد ان تغيرت الاوضاع كلية في العراق وصار الامن والامان في متناول الجميع وفي كل الاوقات .
ان اقتسام السلطة وهو من اصعب المعضلات في العالم يجري في ماليزيا باسلوب سلس مرن راق حيث يتناوب زعماء الولايات ا لتي تتكون منها الاتحاد الماليزي اعتلاء العرش لفترة معقولة على عكس العراق الذي شهد امرا لاسابقة له وهو اعتلاء سدة الرئاسة لمدة شهر واحد لكل عضو في مجلس الحكم ، والجدير بالذكر باننا شاهدنا في احد ايام اقامتنا في ماليزيا حركة غير عادية بين الناس وكان البشر (بكسر الباء) يعلو وجوههم ، فسالنا ان كان للقوم عيد لا نعرفه ؟ فقيل لنا بان هذا اليوم سيشهد انتاج اول سيارة صنع محلي 100% وقد قرر الشعب باكمله اهداء السيارة الاولى لجلالة الملك تقديرا واحتراما وعرفانا بالجميل ، ولعل اجمل ذكرى احمله عن تلك الديار هي قول موظف الجوازات عند المغادرة وهو يبتسم : هل اعجبتكم بلادنا ؟ قلنا نعم : قال اذن كرروا الزيارة او كما نقول بالعراقي الفصيح ( اذا طاب الكم عاودونا ) على عكس بعض او كل الدول العربية التي تتعمد تعيين ثلة من الغلاظ الشداد المزعجين المخيفين في المطار ليكونوا اول واخر من يلتقي به السائح عند الوصول والمغادرة مهمتهم اعطاء الانطباع الاول والاخير عن البلد الى الوافدين .
فلم قرصان ماليزيا ، له اثر لاينسى في النفس حاله حال الافلام الرائعة في الزمن الرائع مثل هرقل وابو جاسملر وماشيستي وطرزان ، و هذا الفلم جعلنا نحب دولة ماليزيا قبل ان نراها ولم نكن نعلم بانها دولة تسير نحو التكامل بخطى واثقة في الوقت الذي نسير فيه من انقلاب الى انقلاب حتى افضينا الى الاحتلال الكامل ، وصرنا نقتل بعضنا البعض على الهوية ، حتى يئسنا من احتمال عودة بغداد مرة اخرى عاصمة للثقافة والادب والعلم والفلسفة والحب .
وبقي ان اقول بان الشعب الماليزي مضياف ومحب للحياة الا ان عيبهم الوحيد هو ان عيونهم صغيرة ولا ادري كيف اقتحموا عالم الالكترونيات الذي يتطلب عيون كبيرة مفتحة ، والظريف انهم يعيروننا بكبر عيوننا لانها لا ترى درب المستقبل بالرغم من اتساع الحدقات وجمال الاحورار فيها ، ولانها خلقت للقتل باعتراف الشاعر العربي الذي قال :
ان العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
[email protected].





#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل العراقي ... وقفة عاطفية
- لا (عراق ) في غوغول
- مختصر تفاصيل الزمن المتوقف
- الشعراء والموت في الغربة
- دم الرضيع ما زال في الفضاء
- العلاقة بين الاعراب والتشريح
- انتظروني بعد منتصف الليل
- عرس داقوق
- المتعبون وموسم العودة
- المقاطع الاخيرة من صهيل التعب
- كركوك ، فلا أكف عن مغازلتها ولا هي تتمنع
- عندما تموت الاغنية على شفاه النهر
- صهيل التعب
- مادعاك ان تموت مبكرا
- باي حال عدت يا عيد
- رسالة الى الارهابيين الشرفاء
- الشتاء القادم هو شتائي


المزيد.....




- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين ابو سعود - قرصان ماليزيا