|
سيكولوجيا فوز الفريق العراقي
قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 12:02
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أقرر بكامل قواي العقلية! أن الذي حسم فوز الفريق العراقي ببطولة أمم آسيا بتغلبه على الفريق السعودي الّذي أقصى الفريق الياباني حامل اللقب بمهارة ولعب رائعين ، هو العامل السيكولوجي ..ولديّ أسبابي . أولها . دخل اللاعبون الملعب يوحدّهم الشعور بأن الدماء التي تحنّى بها شهداء الفرحة يوم فوزهم على الفريق الكوري كانت من أجلهم (أو بسببهم ) . وأن أرواح الشهداء وفاجعة عوائلهم تريد منهم الفوز والا فان موقفهم من عوائل الشهداء والجرحى سيكون إحساسا بالخجل والعار إن حصل العكس ( هم خسرنا أولادنا وهم ...). والثاني .إن اللاعبين وجدوا أن ال 27 مليون عراقي توحدّوا بهم ، وأنهم عطاشى للفرح . وأروع شيء يمنح الإنسان الشعور بالزهو أن يدخل الفرحة في قلب محتاج لها ، فكيف إذا كان من تمنحهم الفرحة 27 مليونا قضوها أحزانا وفواجع ل27عاما!. والثالث . إن الفريق السعودي استصغر الفريق العراقي ، وكان غرور اللاعبين السعوديين واستفزازهم الصريح والضمني قد أثّر سلبيا عليهم وايجابيا على اللاعبين العراقيين ، لأن من طبيعة العراقي إذا استفز أو استصغر يشتعل غيضا ويزداد حماسا. فضلا عن أن الفريق العراقي يشعر نفسيا أن خسارته أمام الفريق السعودي أثقل عليه من خسارته أمام الفريق الكوري مثلا . ورابعا وخامسا..تساءل معلّق الجزيرة الرياضي يوسف سيف ( وشكرا لتعاطفه المؤثر مع الفريق العراقي في كل مبارياته ) قائلا: إن فوز الفريق العراقي حالة نادرة واستثنائية على المعنيين بالدراسات العلمية أن يكشفوا سرّ هذا الفوز العجيب . وله نقول إن مفتاح السرّ يكمن في الشخصية العراقية أنها تزداد صلابة وصلادة أيام المحن . وأن العراقيين إذا تناخوا بغيرتهم المعهودة على مهمة فأنهم ينجزونها بامتياز ، لأنهم يعشقون الزهو المستحق بجنون ، والدليل هذا الكم النوعي الهائل من " فريق " الشعراء!. وأن " اللواعيب " الغزلان هم أبناء أولئك العاشقين المجانين بحب الوطن . فأحلى ما في العراقيين أن الآباء يورّثون الأبناء عشق العراق بجنون !. ألا ترون دموع العراقيين في عواصم الدنيا المكحّلة بفرح الفوز مسكونين بحب العراق ، والكل يقول للفضائيات " يمته نرجع ونبوس تراب الوطن !". وتلك أيها الصديق ..المعلّق الرياضي العربي يوسف العراقي الروح من أسرار هذا الفوز الفريد العجيب . ويعدك العراقيون بأنه سيأتي يوم تأكل فيه " السمك المسكوف " الذي تمنيته ..على ضفاف دجلة . وتاسعا وعاشرا . لم يكن تعاطف العراقيين مع فريقهم تعبيرا عن انفعال الفرح بالفوز للفوز إنما كان إعلانا بلاغيا بأن العراق ما يزال بخير وأن غالبية العراقيين " ما يشترون الطائفيه بفلسين " ، فالشوارع في مدن : بغداد ، البصرة ، أربيل ، السيلمانية ، الموصل ، النجف ....بيروت ، القاهرة ، عمان ، دمشق ، جكارتا....كان العراقيون فيها كتفا لكتف ، لا أحد منهم يعرف ما إذا كان صاحب اليد التي تشبك يده سنيا أم شيعيا أم كرديا أم مسيحيا ...فالكل كان يرى في وجوه الكل خارطة العراق ..وفي كل وجه كانت العينان دجلة والفرات ، والفم بغداد الحبيبة. وما كانت أفراح العراقيين بالفوز طائفيه أو قومية . كانت عراقية خالصة . فمحافظ أربيل خرج فرحا إلى الشارع ليهنأ عبر الفضائيات كل العراقيين ، مؤكدا من أربيل عاصمة الإقليم بأن كوردستان جزء من العراق ، وأن الفوز هو للكل . والسنّة ،على لسان جبهة التوافق ، باركت الفوز وعدتّه أيضا فوز العراقيين جميعا . ولأول مرّة في تاريخ " العمامة الشيعية " العراقية أنها تكرّم " لواعيب طوبه "وتفخر بهم ..فطوبى للجميع!. وفي اتصال هاتفي لقناة العربية بالسيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية عقب الفوز مباشرة ، سأله المذيع : لماذا تنجح الرياضة وتفشل السياسة في العراق ؟ فأجاب سيادته بأن السياسة في العراق تنجح أيضا ولكن نجاحاتها غير واضحة وطريق السياسة طويل و" زكزاك " وهي إجابة إعلامية أكثر منها واقعية . والسبب أن الفريق السياسي يفتقر إلى روح "اللعب " الجماعي .فاللاعب الرياضي عندما يرى زميله قريبا من هدف الخصم ولديه الفرصة لتسجيل هدف فانه يناوله الكرة ليسجل الفوز للفريق ، فيما " فريقنا " السياسي يريد كل واحد منهم أن يكون هجوميا وأن يسجل الهدف بنفسه لنفسه . والأمّر من ذلك أنه يعلّي " الكرة " فوق العارضة كارها أن يعطيها لمن يضمن تسجيل هدف للعراق!. لقد قالها الصغار والكبار للسياسيين العراقيين : تعلموا فن اللعب السياسي من الرياضة ، وخذوا العبرة من أولادكم النشامى الغيورين ، وقبلها من ابنتكم شذى حسون ..فوالله لقد احتلوا قلوب العراقيين ونخشى على من بقي منكم فيها . فالعراقيون إذا أخرجوا من في قلوبهم لن يعيدوهم إليها أبدا.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجتمع العراقي.. والكارثة الخفية
-
تصنيف الأكتئاب وعلاجه
-
أنا أنافق ..إذن أنا موجود!
-
التوحّد- القسم الثاني -د
-
التوحّد- القسم الاول
-
لماذا يحصل هذا للعراق والعراقيين ؟!
-
أستاذ ( مجنون ) يحصل على جائزة نوبل !
-
العراقيون ..وسيكولوجية الاحتماء
-
الرهاب ( الخوف المرضي )
-
الاضطرابات النفسية الجسمية ( السيكوسوماتك )
-
لسيكولوجية الفتنه...قوانين !
-
العربي..والهوس بالسلطة
-
العرب .. أكثر المجتمعات تعرضا- للاصابه بالشيزوفرينيا
-
الحول الإدراكي...في العقل العربي
-
أحقا... أننا خير أمّة ؟
-
روح فهمّه للديج!
-
الهوس والاكتئاب
-
الاضطرابات الانشطارية ( التفككية ) أو ( التفارقية )
-
فلسفة التعليم العالي في العراق وأهدافه إشكاليات وأفكار
-
لو تكاشفتم ...ما تدافنتم !
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|