أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوازن خدّاج - الأحزاب السياسية مجرد يافطات احتجاج















المزيد.....


الأحزاب السياسية مجرد يافطات احتجاج


هوازن خدّاج

الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال فترة الحرب الباردة أفرز وجود قطبين في العالم "أمريكا والإتحاد السوفيتي" أحزاب سياسية موالية أو معارضة لأحد هذين القطبين وعلى أساسها بنيت السلطات في الدول، فأن تكون السلطة موالية للمعسكر الأمريكي هذا يفرض وجود حزب معارض يدور بفلك الإتحاد السوفيتي والعكس بالعكس، وتحتم على أحزاب هذه السلطة القضاء التام أو شبه التام على الأحزاب المعارضة. وبانتهاء الحرب الباردة تضاءل دور الأحزاب -أكانت في السـلطة أو بالمعارضة- في تمثيل شرائح عريضة من المجتمعات البشرية وتقزمت لتصبح آليات عمل سيئة المردود في تطوير المجتمعات وتحفيزها للوصول إلى طموحاتها بالتقدم والتنمية، إن وجود قطب واحد يحكم العالم أنتج إشكالية فريدة للحياة الحزبية في الدول، فالأحزاب الحاكمة المدعومة سابقاً من أمريكا ترسـخ حكمها واستقر الأمر لها مع معارضه شبه معدومة، واستمر الغطاء الأمريكي لقراراتها الداخلية والخارجية، أما الأحزاب المدعومة سوفيتياً فقدت أي غطاء دولي لها –ما عدا المعارضة- وصارت أحزاباً ضعيفة تتحكم بمقدرات الدولة والتي بدورها تزداد ضعفاَ. وفي كلا الحالتين غاب أي تمثيل شعبي قادر على مساندة هذين النوعين من السلطات وتباعدت المسافة بين الحاكم والشعب وأكثر من ذلك بين الحاكم وحزبه الحاكم، واستمراريته في الحكم تأتي من مقدار التغطية المقدمة له من قادة النظام العالمي الجديد بغض النظر عن أي أحزاب أو إيديولوجيات أنتجت هذا الحاكم.
الحديث هنا سيتناول وضع المجتمعات والأحزاب والأفراد والعلاقة التبادلية بينهم -في مجتمعات العالم الثالث ونخصص منها العربية- دون الدخول بنظرية تلك الأحزاب ودساتيرها وأنظمتها الداخلية إنما فقط بما أنتجته. إن حالة الأحزاب هي المثال على الجرح الأكثر إيلاماً المتبقي نتيجة مرحلة من الصراعات الخارجية والداخلية التي انتهت بهزيمة المشروع العربي وتوقف نمو الفكر التقدمي وانحساره مخلفاً وراءه مجموعة إحباطات ونسـخ مشوهة من "التجمعات الحزبية" وأنواع متخلفة من الأصولية استطاعت التمدد في ساحة خالية جهزتها لها السلطات بقصد أو بدون قصد.

فلننظر عن قرب كيف تشكل الأفراد داخل التجمعات الحزبية التي أنتجت آلية الخراب المجتمعي ومنتجاته السياسية الاقتصادية الثقافية…
إن الأفراد ينتسبون لحزب السلطة وهم على مقاعد الدراسة، طبعاً ينتسب الجميع فمن غير المسموح لهم الرفض منها الرقيب الداخلي والأسرة والمدرسة و...كلها تتدخل لصالح حزب السلطة وإنهم ببساطة لا يعرفون غيره فوسائل الإعلام كلها مسخرة لنشر إيديولوجيته وفرضه كحزب حاكم إلزامي.
أما الأحزاب خارج السلطة فهي لا تمتلك أية وسيلة فعالة للانتشار وتكوين قاعدتها الجماهيرية لأسباب متنوعة قد يكون أهمها حصار السلطة لهذه الأحزاب فهي لا تملك إعلام علني مستقل يسمح لها بالترويج للنظرية التي تتبناها في بناءها الحزبي، أو قدرة على تنظيم نفسها بشكل فعال إذا لم يكن مرخص لها من قبل الدولة، على هذا ضمن حالة تهميشها من قبل السلطة وتضيق الخناق على بعضها فأنها تتبنى حالة التهميش وتحد من نشاطها الاجتماعي الفعال حتى انها تغيب عن كل الساحات الهامة وكل القضايا المصيرية، وانها تعتمد كلياً في انتشارها بين أفراد المجتمع على الوراثة أو الصدفة لتكوين تلك القاعدة التي تبقى ضيقة ومحدودة وغير فاعلة على الصعيد الاجتماعي.
في هذه الحالة القائمة وضمن هذه الأشكال في الانتساب للأحزاب الغير مقبولة فإنها تسقط أفراد هذه الأحزاب في اشكاليه هامة تتمثل في مقدار تبنيها لنظرية الحزب وايديولوجيته، إذ لابد من الإطلاع على النظريات والبرامج السياسية والأيديولوجيات لاختيار الأكثر إقناعاً للمرء بينها والتي يرى أنها تناسبه وتقدم له مجتمعاً أكثر تطوراً وتقدمية. على اعتبار إن نظرية الأحزاب عموماً وجدت لتغيير التركيبية الاجتماعية المتخلفة السائدة والانطلاق إلى مستويات سياسية واقتصادية وفكرية وثقافية أكثر تقدماً. لكن الأحزاب الموجودة أثبتت أنها غير قادرة على أي تغيير بسيط للأفراد المنضويين في صفوفها والمصابين بنفس أمراض المجتمع من تزلف ووصولية واتكالية و جعجعة وبراغماتية… وما يحصل فعلياً هو أن الأفراد يُلَقَنوا نظرية الحزب وسريعاً يتحول الحزب إلى شعار أجوف يرفع أو يخفى عند الضرورة، فتموت العلاقة التبادلية داخل التنظيم الحزبي معلنةً انعدام الحياة الحزبية. وتمارس الأحزاب في معظمها نفس حالات العنف السياسي الداخلي التي تمارسها السلطة على المجتمعات والأفراد، فهي لا تقبل الحوار البنّاء واختلاف الرأي بين أفرادها باعتباره علاقة تفاعلية تهدف للتجديد والتطور، وتصل الأمور إلى حد التكفير والإدانة والطرد في حال طرح الفكر والنهج الحزبيين على طاولة الجدل، ويعتبر هذا" الرأي الآخر" معارضة للنظرية، التي وضعت على الأقل قبل مئة سنة ولم تعد تتناسب مع التطورات العالمية التي تشكل جزءاً من مقومات الوجود الحزبي، وهذا ما نراه في متابعة أخبار الانشقاقات التي تتعرض لها الأحزاب "خارج السلطة"، التي تحاول الثبات بالرغم من التغيرات الخارجية الكبيرة والتي من المفترض أن تؤدي إلى تعديلات في المنهج والتعاطي الحزبي-تكتيكيا ًواستراتيجياً- مع المتغيرات وهذا ما ينتج حالة من التطور الدائم المواكب للمعطيات المتسارعة للعصر ويدعم وجودها وقدرتها على العمل البناء والفاعل داخل مجتمعاتها أو حتى أفرادها الذين يكونون أحوج لامتلاك البنية التي تحترم حق الآخر بالتعبير والحوار داخل الأحزاب وخارجها، والتي بانتفائها تسقط الفرص الممكنة لأي تطوير في المجتمع والأحزاب والسلطة. في المقابل تطالب هذه الأحزاب التي يمكن أن يطلق على بعضها أحزابا لاحوارية بتطبيق الديمقراطية في الحياة السياسية طمعاً بالسلطة أو المشاركة فيها، وتجهد بإقناع الرأي العام بصورتها الملمّعة كمعارضة ديمقراطية فاعلة لديها كافة الحلول للمشاكل التي لم تستطع السلطة حلّها. إنه الخيار بين الرمضاء والنار، الخواء المفزع الناتج عن موت الحياة الحزبية المتنورة وابتعاد الشعوب عن القيادات في السلطة وفي الأحزاب على حد سواء. يضاف إليه فشل الأحزاب في بناء المواطن عبر منظومة تربوية أخلاقية فكرية أنتجت أزمة انتماء للوطن.
يبقى السؤال قائما إذا كانت هذه حال الأحزاب فهل نستطيع العمل من داخلها لأجل بناء الوطن؟!، أم نبقى خارجها مهمّشين لا علاقة لنا بكل ما يجري وما سيجري على ارض وطننا؟ إن انتصار القطب الواحد رسّخ حالة (الرعيان بوادي والقطعان بوادي) ففقدت القيادات عمقها الشعبي الداعم لها في الأحداث المصيرية، وتحوّلت مع الأحزاب وكل النظريات إلى مجرد يافطات احتجاج وتفسير للشعارات الفارغة في جوقة إنشاد جماعي متوارث.



#هوازن_خدّاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو جديد من داخل الطائرة الأذربيجانية يظهر ما حدث لجناحها ...
- -حزب الله- يدين بشدة الهجمات الإسرائيلية على اليمن بمشاركة أ ...
- الكويت: ضبط 1.8 حبة كبتاغون داخل مقاعد وطاولات قهوة
- عدد خطوات المشي المطلوب يوميا لمكافحة الاكتئاب
- -النسر الأصلع- يصبح رسمياً الطائر الوطني للولايات المتحدة بع ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد شنّ غارات على مواقع متفرقة في اليمن
- قفزة في بلاغات الجرائم الإلكترونية بالمغرب.. وخبراء يكشفون ا ...
- دعوات أمريكية لمنع عودة ترامب إلى السلطة والرئيس المنتخب يحذ ...
- بوتين: الأوكرانيون -يعاقبون أوروبا- و-يعضون يدها-
- سحب الجنسية الكويتية من 3700 حالة جديدة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوازن خدّاج - الأحزاب السياسية مجرد يافطات احتجاج