أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - أخلاقيات الفرد هي الأصل














المزيد.....

أخلاقيات الفرد هي الأصل


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 1992 - 2007 / 7 / 30 - 12:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نتحدث دائماً وباستمرار عن الفساد الذي وصل إليه المجتمع بكل شرائحه وفئاته وأطيافه, و كأننا لسنا الأفراد الذين نشكل نسيج هذا المجتمع. ونُطالب باجتثاث الفساد الذي تغلغل بأوصاله, وكأننا لسنا معنيين أو مشاركين فيه.
فهل وقف أحدنا وأعاد النظر بآلية تفكيره وتعامله مع الأشياء الكبيرة والصغيرة على حد سواء بدءاً من البيت وحتى أي مكان نوجد فيه( عمل, دراسة, نشاط ترفيهي, ثقافي....وما إلى ذلك).؟؟
فما هو الفساد كمفهوم ولغة..؟ في تعريف ( كتاب الفساد والحكم الصالح في البلاد العربية) " الفساد هو: ضد الصلاح والاستقامة والآمان, هو انحلال وانحراف وقبح وحالة تعفن وتدهور أخلاقي واجتماعي."
وهذا يعني أن الفساد يهدم ويصدع البنية البشرية في أي مجتمع, لأنه يمتد إلى كافة مناحي الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية والقانونية .
ومن المعروف أن الأخلاق قيمة كلية غير قابلة للتجزيء, إذ كيف لأيَ منا أن يكون صادقاً في جانب وكاذباً في جانب آخر..؟؟ أميناً في مسألة ما وخائناً في مسألة أخرى..؟؟ أو أن يربي أولاده على الاستقامة والأخلاق, ومن ثم يقوم هو بخرق هذه الاستقامة مبرراً هذا الخرق بمسوغات غير قابلة للتسويغ ولا للتبرير. وكما يقول المثل العامي ( الذي يسرق قرش, يسرق خزنة) وبالتالي فإن كل منا يتمثل القيم والأعراف التي تربى عليها وحملها في نسغ شخصيته.
ولأن الإنسان بطبعه الفضولي يحب اكتشاف مجاهل الحياة وكيفية التعامل معها وفق متغيرات العصر الذي يعيش فيه, فقد يحاول ممارسة أخلاقيات تختلف عن تلك التي حملها من بيئته وأسرته, وهذا ما يجعله يبرر تلك التصرفات بأنه علينا مواكبة الزمن الذي نعيشه ولا نبقى مربوطين إلى شجرة القيم التي أصبحت ( بنظره) قديمة لا تتناسب مع الراهن. فهناك من يقرأ الشريعة والدين بطريقة تسوغ له ما يتصرفه من أمور فيها ابتعاد حتى عن روح الدين والشرع. وهناك من يستغل خلل ما أو حالة فساد في المجتمع ويحاول أن يعالجها وفق فلسفات تبرر له ما يقوم به من تصرفات لا أخلاقية كمبدأ الغاية تبرر الوسيلة. فإذا كانت الغاية خيرة فحكماً ستكون الوسيلة مثلها مهما كانت السبل المتبعة للوصول إليها. هذا غير صحيح فالجوع لا يبرر لنا السرقة, بل يجب أن يحرض على العمل وعلى محاربة من هم سبباً في وجود جياع في المجتمع. كما أن البطالة لا تبرر لنا سلوك طرق تؤدي إلى الانحلال الأخلاقي والاجتماعي وحتى النفسي بحجة عدم وجود مجالات أخرى للعمل, فالإنسان الذي يمتلك قيم أخلاقية قوية متينة لا يمكن ولا لأية حالة مهما كانت عامة أن تؤثر على سلوكه ونظرته للحياة وللقيم. وأعتقد أنه علينا حالياً وفي ظل استشراء ظاهرة الفساد بكل مستوياته, علينا الرجوع والعمل بالحكمة القائلة: " القناعة كنز لا يفنى " فهذه القناعة هي الحارس الأمين والحصن المنيع الذي يقينا من الانحدار إلى درك الفساد. والقناعة لا تعني الإحباط أو عدم الطموح, بل العكس هي في هذه الحالة والظروف قيمة أخلاقية كبيرة تدفعنا للمحاولة إلى تحسين الظروف العامة والخاصة بشكل سوي, وبتخطيط علمي وأخلاقي يوصلنا إلى مبتغانا عبر وسائل شريفة وأكثر أخلاقية مما هو سائد.
فإذا كانت هناك شريحة ارتضت لنفسها أن تسطو على المال العام أو حتى الخاص, لأجل أن ترضي شجعها وطمعها بما ليس ملكاً لها, وأصبحت تتحكم بلقمة عيشنا وعملنا وحياتنا, فهذا لا يعني أن نبرر لأنفسنا ما يخالف القيم الأخلاقية بحجة أننا نريد أن نسترد مالنا من هذه الفئة أو الشريحة التي اتسعت فعلاً حتى شملت الغالبية من المجتمع.
أعود لأقول لا يستطيع أحدٌ إرغامنا على فعل شيء لا نريده مهما اشتدت وقست الظروف والأيام, ما لم يكن في داخلنا بذرة ولو صغيرة جداً لقبول التنازل والاستسلام للفساد وللمفسدين. بل علينا أن نعمل جميعاً على فضح وكشف بل ومحاربة كل ظاهرة فساد في أي مكان, وضد أي شخص مهما كان مستواه, حتى ننقذ أنفسنا وأولادنا ووطننا من آفة كادت أن تهلك الولد والبلد.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب ومعضلة السكن
- المعوَق ... والمجتمع
- عندما يكون الخوف نعشاً للحرية.
- شرف المرأة بين سندان القانون.. ومطرقة المجتمع
- الاستلاب... آفة تغتال الوعي والإدراك
- حوار الأديان الثلاث بدمشق
- نحن والسلطة.... والآخر
- ما يكمن وراء ظاهرة الطلاق المبكر..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- هل يعودون للوراء.. أم نحن نتقدم للأمام في عقوق القيم الاجتما ...
- سيكولوجية المرأة العاملة
- دوافع واهية ... وراء الزواج الثاني..!!؟؟؟
- مفهوم الزواج... بين العرفي والاغتصاب
- عام آخر... والعراق مازال يتوسد الموت.. ويلتحف الدجى- ملف الع ...
- إشكاليات الزواج العصري
- هل الإنسان مجرد فرد...!!!؟؟؟
- لأجل أمومة حرة... وسعيدة
- مقالة- إلى أرضٍ لا نستطيع مغادرتها... إلى أمي...
- الحجاب.. اغتيال للعقل والأخلاق والطفولة
- آذار احتفالية أنثوية


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - أخلاقيات الفرد هي الأصل