أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 11:55
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يمكننا في هذه المقالة تطبيق بعض القواعد لتفسير نتائج معينة .. ونحاول من خلال قراءة بنيوية لمفردة المجتمع على أنه وحدة بنيوية قائمة بذاتها يجوز او من المفترض انها تقدم قراءات تخدم الغرض البحثي والتفسير على مستوى الفعل الفردي والمجتمعي على أن يبقى محور القراءة هنا على مستوى نظري يعمد الى محاولة تأصيل جديد لمفهوم البنية المجتمعية وما تحويه من إمكان للشمول والتحول والتحكم الذاتي .. وهذا على مستوى الفرد كما هو ممكن على مستوى الجماعة
على أننا على افتراض انطلاقنا الأولي من حيث البنية المجتمعية وصولا الى مفردة الذات / الفرد يمكننا الوقوف على مشتركات البحث والقيم المتوخاة من هذا التحليل التصوري والمشاكلة بين الفرد / المجتمع .. وما يمكن ان يقام على مستوى العلاقات بينهما وبين كل منهما وبين ما يجاورهما .. وما يفرضه هذا التجاور من أدوار ووظائف .. على أننا إذا ما بدأنا من فكرة الشمولية على مستوى البنية المجتمعية / الجماعة .. والمكونة في ذاتها من مجموعة أفراد لهم صيغة تواجدية خاصة/ عامة وأيضا علاقات تفرض وعيا من الوظائف والتأهيل , فهي تعني التماسك الداخلي للوحدة بحيث تصبح كاملة في ذاتها .. وليست تشكيلا من عناصر متفرقة / أفراد منفصلين .. وإنما هي خلية تنبض بقوانيها الخاصة التي تشكل طبيعتها وطبيعة مكوناتها الجوهرية .. وهذه المكونات تجتمع لتعطي في مجموعها خصائص أكثر واشمل من مجموع ماهو متحقق من خصائص فرعية في كل واحدة منها على حدة .. ولذا فالبنية المجتمعية تختلف عن الحاصل الكلي للأفراد .. لأن كل فرد من الأفراد وإن كان يختلف عن غيره بخصائص تخصه وصفات فردية وذاتية إلا أنه يحمل في ذات الوقت خصائص مشتركة بينه وبين غيره من الأفراد داخل هذه البنية أو الوحدة الاجتماعية فإذا استقل عنها أو خرج من الذوبان في بوتقتها فقد نصيبه من تلك الخصائص الشمولية التي تعرف وتتميز بها البنية .. كما أن البنية المجتمعية على الرغم من شمولية الخصائص لها وتفردها بها إلا أنها بنية غير ثابتة في حقيقة الأمر وهو ما يعني انها بنية متحولة وفي حالة تغير وتحول وذلك أنها في حالة توليد من داخلها لبنى اجتماعية جديدة ( تكوين اسرة جديدة , اطفال , إنشاء مؤسسات جديدة ) وهذه البنى الجديدة في حالة تحقق دائم وتحاول هي الأخرى ان توجد لذاتها خصائص يشترك فيها من ينتمي إليها .. وهو ما يتبعه بالضرورة توقع واحتمال التحول دون الخروج عن قواعد التنظيم الأولى للبنية الرئيسية أو الوحدة المجتمعية الرئيسية .. من ناحية أخرى نجد أن افتراض هذا التحول وانسياقه او انضوائه تحت سلطة قواعد التنظيم للبنية المجتمعية الرئيسية أو الكلية لا يحدث اعتباطا او جزافا ولكن نتيجة لما لهذه البنية من القدرة على التحكم الذاتي .. وهو تحكم آلي لا يتأتى للبنية إلا من داخل البينة ذاتها .. ولا يظهر هذا أكثر ما يظهر إلا عند مواجهة استقبالات او مؤثرات خارجية ومن ثم تكون حريصة على توفير الثبات والاستقرار مما يحدد وجهة تحريكها وتحولها من داخل ذاتها فقط _ أي قلما تكون المؤثرات الخارجية سببا في التحول او التغيير _ وهذا تبعا لما تفرضه حركة التوليد التي هي خاصية من خصائصها والتي سبق ان اشرنا اليها .. والبنية الاجتماعية لا تكون بحاجة الى مقارنتها مع اي من غيرها من البنى لتحقق حضورها وتميزها ومن ثم مصداقيتها وإنما هي تعتمد على أنظمتها الداخلية الخاصة بسياقها الآني والتاريخي وايضا بكم ونوع العلاقات المنتظمة داخلها عبر الأفراد وسياقات هذه العلاقات التي تمنح حضورا للأفراد بما يمكن ان يكون لهم من وظيفة وقيمة ودور .. و أيضا ما يحكم هذا الأنظمة الثقافية والفكرية .. ومن ثم مصداقيتها تنبع في أساس تكونها وأيضا فاعلية طاقات مكوناتها أي الأفراد .. وهو ما يمكن ان يحدد مدى القدرة على التحكم الذاتي .. وهو ما يستوي والاعتماد على ما تملكه من طاقات وممكنات دون اعتمادها على خارجها .. وهو ما يحقق من ناحية أخرى نوعا من التكاملية والاستقلالية وايضا الدفع الذاتي للتطور والتغيير .. فالبنية المجتمعية تمتلك تصوراتها وقيمتها من ذاتها من حيث هي قيمة جوهرية ذاتية التولد وذاتية التحول ويتحقق من خلالها ما للأفراد من قيمة وفاعلية ايضا ووظيفة ..
وما يمنح البنية المجتمعية هذه الشمولية المتحولة أو / والمتحكمة في ذاتها هي الهوية .. التي تميزها عن غيرها من البنى الاجتماعية .. بمعنى أنها مختلفة عمن سواها .. وهذا الاختلاف يؤسس لقاعدة اختلاف هامة .. وإذا كانت البنية مكونة من عناصر او أفراد .. فأيضا الفرد له خصوصيته وتفرده وإمكانه وضرورته .. ذلك انه لا بنية متكونة أو متشكلة سوى من عدد من الافراد .. ورغم هذا فإن للفرد ثلاثة حدود او ضرورات تفسيرية .. أن لكل فرد وظيفة متميزة .. كما انه لا يمكن تفتيته الى وحدات اصغر منه يكون لها وظائف متميزة أيضا .. ولا يمكن من جهة ثالثة تعريفه إلا بما يحمله من خصائص الاختلاف كقيمة مميزة له .. وهذا ما جعل للعناصر او الأفراد وظائف بأكثر مما تحتمل من مضمون فقط .. إلى جانب ما تحمله من تميز يجعلها تختلف عمن سواها .. ومن هنا فإن أي تغيير يطرأ على هذه المكونات يحتمل معه تغيرا ما في البينة كلها .. وهذه المكونات ايضا تملك طاقتها الذاتية وقدرتها على التشكل والتوليد .. وذلك بناءً على علاقاتها مع سواها من الوحدات او العناصر الأخرى او الأفراد .. في سياقها الخاص اي البنية المجتمعية التي تنتمي إليها .. كما أن الفرد وهو المكون الأساسي للبنية يتنوع بتنوع دوره او فاعليته او قدرته الذاتية .. وما يمكنه من اتخاذه من ادوار داخل البنية .. كما أن هذه العلاقة بين مكونات البينة يعتمد على ما للدور من وظيفة .. اي تعتمد فاعلية البينة على ما للأفراد من وظائف او ما يكون لهم من وظيفية يتميزون بها .. ومن ثم يكون الاهتمام الأكبر والأكثر أهمية في فاعلية نشاط العلاقة بين الأفراد او العناصر .. منصبا لما تأخذه هذه العلاقات من وظائف .. أكثر مما يعتمد على مضامين ذاتية تخص كل فرد او مكون من مكونات الجماعة أو البنية المجتمعية ولمفهوم العلاقة هذا دور وأهمية في تأسيس مفهوم الجماعة وفاعليتها وبقاء البينة ودوامها واستمرارها وتحولها وتغيرها .. او ثباتها غير الممكن .. على أن هناك منطقة اشتباك وارتباط ضرورية بين مفهوم هذه العلاقة وبين مفهوم الخصوصية الفردية التي تعتمد الاختلاف والتميز وبين تماسك الوحدة المجتمعية .. فحيث يتميز الفرد باختلافه يتميز دوره ووظيفته .. كما أن هذه العلاقات تعتمد الثنائية في تصورها وتحققها بين أني وتاريخي وبين خاص وعام .. وبين فاعل ومنفعل وبين فاعل ومفعول به .. وللحديث بقية
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟