أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - لماذا الغضب : الحرمان من مياه الشرب .. مسألة -عادية-!














المزيد.....

لماذا الغضب : الحرمان من مياه الشرب .. مسألة -عادية-!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احمد المغربى وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة قال لأعضاء مجلس الشعب " لا تنسوا ان اى دولة فى العالم لا توفر الخدمات لمواطنيها بنسبة 100% " ، وضرب الوزير مثلاً بإيطاليا التى قال ان 30 مليون نسمة يعيشون فى جنوبها يعانون من نقص مياه منذ ثلاثة أسابيع.
وكلام الوزير يبدو " واقعياً " للوهلة الأولى ، لكن المقارنة التى ينطوى عليها هذا الكلام تفتقر الى الدقة ، وبالتالى فان نتيجتها لا تكون واقعية بل ولا تكون صحيحة فى التحليل النهائى .
صحيح انه قد لا توجد دولة توفر مياه الشرب لمائة فى المائة من مواطنيها، لكن هذه النسبة التى يتحدث عنها المغربى – فى الدول المتحضرة- نسبة ضئيلة جداً جداً ، ومؤقتة بكل ما فى الكلمة من معنى ، فضلاً عن ان الحكومة – فى هذه البلدان- او الإدارات المحلية، لا تتاخر عن توفير بدائل " مؤقتة" لهذه النسبة الضئيلة ، حتى لو كانت فرداً واحداً يعيش فى "البرارى" وتعتبر هذا واجباً عليها لا تستطيع ان تتنصل منه باى حال من الأحوال .
اما مسألة الثلاثين مليون ايطالي .. فالقياس عليها ينطوى على مغالطة فادحة ايضاً ، لأن هذه المشكلة عارضة ، أما ما نحن بصدده فى مصر فمشكلة " مزمنة" و " دائمة" يعانى منها ملايين البشر فى " محافظات " متعددة.
ثم ان الشفافية غائبة ، بدليل ان الغالبية العظمى من المصريين قد فوجئت بهذه الفضيحة ، لأن تصريحات الحكومة الحالية ، والحكومات السابقة عليها – وكلها حكومات الحزب الوطنى – أغرقت الناس فى بحر من الإنجازات الوردية ، وبخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية ، وبالأخص فى مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى ، واعتبرت هذه الإنجازات ، "المشروع القومى " للحزب الوطنى ، مقارنة بالسد العالى فى الأيام الخوالى . بل ان الوزير احمد المغربى نفسه قال فى بداية توليه وزارة الإسكان انه لن تكون هناك قرية محرومة من مياه الشرب النقية فى بداية عام 2007 ، اى هذا العام الذى انقضى اكثر من نصفه.
وكان افضل للمغربى ان يكتفى بالاعتراف بان المشكلة مزمنة ومتراكمة منذ سنوات وعقود وانه لا يتحمل مسئوليتها وحده، لكن ما لا يمكن قبوله هو ذلك المنطق العجيب الذى احتمى وراءه، وجعل من هذه الكارثة مسألة " عادية" يمكن ان تحدث فى احسن العائلات واحسن البلاد.
لا يا سيدى.. هذا انتهاك لحق اساسى من حقوق الإنسان، وعجز الحكومات المتعاقبة عن توفير هذا الحق – الذى لا يمكن تبرير عدم الوفاء به – يضع مصداقيتها وكفاءتها ونزاهتها موضع مساءلة .
والأعجب ان يقول وزير الإسكان بكل بساطة انه سيظل هناك مواطن يحمل " حلة " ويبحث عن مياه الشرب فى أعوام 2017 و 2037 و 2057 ، بدلاً من ان يقدم لنا برنامجاً زمنياً لحل هذه المشكلة المخزية – للحكومة – حلاً جذرياً .
وبعد ذلك كله – تريدوننا ان نتحدث عن مناخ الاستثمار ودفع عجلة الاقتصاد ومضاعفة معدلات التنمية وغير ذلك من الأحلام الوردية ، بينما تقول لنا نفس الحكومة ان العطش مكتوب على ملايين المصريين نصف قرن على الأقل !!.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحار العطش
- الاستبداد... الشىء الوحيد الذي يشترك فيه العرب
- عرب يرفعون شعار -إسرائيل هى الحل-
- هل طب المنصورة فوق القانون؟!
- أوصياء وكهنة... يبحثون عن وظيفة
- بشهادة محمد حسنين هيكل: ثورة .. إلا خمسة!
- أخطر شخصية سياسية أردنية .. يتحدث .. عدنان أبو عودة .. رئيس ...
- فنجان شاي مع السفير الأمريكي 1
- فنجان شاي مع السفير الأمريكي 2
- هل تكون مئوية جامعة القاهرة.. احتفالية سرية؟!
- أوراق شاب عاش من ألف عام
- بروتوكول تعاون -دولى- بين -زفتى- و-ميت غمر-!
- »شهادة« أبوالعلا ماضي: جماعات العنف وتأويلاتها للإسلام
- كامل زهيرى نقيب النقباء
- الخرز الملون الحديث: جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- لماذا الإصرار علي القضايا الوهمية؟ .. سلمان رشدي.. تاني!
- جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- هانى سرى الدين
- مفاجأة شرم الشيخ .. سارة هذه المرة
- فتوى البورصة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - لماذا الغضب : الحرمان من مياه الشرب .. مسألة -عادية-!