ممدوح رزق
الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 11:47
المحور:
الادب والفن
كي يباعد بينه وبين الموت
ولكي يحتفظ بنظرة غليظة
وصوت غليظ
وكف غليظة
ليبقى ربا قويا للبيت
ظل يُحقن لسنوات طويلة بمقوي لقلبه السليم
ويأكل كثيرا
ويبتلع أنواعا مختلفة من الفيتامينات
وأقراصا أخرى لم يكن يعرف وظيفتها
بينما لم يتوقف أبدا
عن غلق باب الحجرة على نفسه
والشكوى إلى الله
ـ أحيانا ببكاء شديد ـ
من قسوة الناس
ومن ضعفه وخوفه وروحه المنكسرة
والزمن الذي يأكل عمره سريعا ..
وهي ...
ظلت تفتعل ضحكات متوسلة
في أوقات التوتر الكثيرة جدا
حتى لا يتطور الأمر بين أبنائها
أو بينها وبين زوجها
أو بين الأب وأبنائه
مثلما يحدث غالبا
إلى شجار وصفعات وصراخ وتحطيم أشياء وتجمع جيران
ثم ارتفاع في ضغط دمها
وضربات قلب سريعة
وضيق في التنفس
واضطرابات حادة في المعدة
ودوار
وذهاب إلى المستشفى ..
بينما لم تتوقف أبدا
عن الجلوس في الشرفة كل يوم
بين العصر والمغرب
بينما الكل نائم
لتتأمل البشر
وتفكر في الدنيا ..
أيضا
قراءة القرآن صباح كل جمعة
أملا في أن يصلح الله حياتها ..
وأنا ...
طوال الخمسة وعشرين عاما التي انتهت
بزهايمر أخذه إلى القبر
وانسداد في الأمعاء أخذها إلى قبر مجاور
ظللت الكارثة الكبرى في حياتهما
لأنني كنت متكاسلا عن الصلاة والمذاكرة
ولم أقل لهما قولا كريما .
#ممدوح_رزق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟