أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أعراس - للفشخرة - والجاه الإجتماعي















المزيد.....

أعراس - للفشخرة - والجاه الإجتماعي


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


...... لأننا أمة مهزومة ومقهورة ومأزومة من المحيط إلى الخليج، فإنه ليس أمامنا إلا ان نستعرض، بطولاتنا وصولاتنا وجولاتنا " وضرب الموزر يلبقنا " أمام نساءنا، ونثبت لهن أننا خبرا ، بل وسجلنا الرقم القياسي في كتاب " دينس "، في إلتهام " الطبايخ " وإعداد الولائم والمناسف، وخبرتنا هذه لا تضاهيها سوى خبرة ومأثرة أخرى، هي عشقنا وحبنا للنساء، والقدرة عل إفتراسهن والتهامهن كالتهام الطعام، كيف لا ! ونحن امة مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانكم، وأمة حاتم الطائي، أمة يشهد لها القاصي والداني بالكرم العربي الأصيل وحسن الضيافة، حتى أن البند الرئيس لكل القمم العربية هو " هذا وقد عبر أصحاب الفخامة والجلالة والسمو من رؤساء وملوك وأمراء عن عظيم شكرهم وتقديرهم على حسن الضيافة والإستقبال ..." ، وكذلك أليس نحن من إبتدعنا وأجزنا وشرعنا وأصدرنا فتاوي زواج المسيار وزواج المتعة وزواج الكيف وفتاوي إرضاع الكبير من زميلته في العمل قبل إرضاع الصغير من أمه والحبل على الجرار، ولأن مجتمعاتنا العربية صاحبة البراعة والاختراع في المداهنة والنفاق الاجتماعي، فأبشركم بأننا لن نتقدم خطوة واحدة للأمام، ونحن بحاجة إلى ثورة اجتماعية شاملة على كل المفاهيم والمواريث الاجتماعية التقليدية والبالية، والتي تعشعش في تلافيف أدمغة وعقول الكثيرين منا الواعين والمثقفين قبل غيرهم، وأنا في هذه المقالة سأسلط الضوء على المظاهر والسلوكيات المرافقة لحفلات الأعراس عندنا، هذه الأعراس التي يفترض أن تكون، مناسبات للفرح والمسرة والبهجة وإستحضار تراثنا وقيمنا الإيجابية، ولكن هذه المظاهر والسلوكيات والتي سأتحدث عنها، أصبحت مصدر قلق وإزعاج وشكوى وتذمر الكثيرين منها، ولكن دون أن يجرأ أحد على تعليق الجرس، أو خطو خطوة عملية إلى الأمام نحو الحد منها وليس التخلص الكلي، بحيث غدت الأعراس مشاريع للإستثمار الاجتماعي والاقتصادي، واستعراض لمظاهر الجاه الإجتماعي " والفشخرة " وغيرها، من الأمراض الاجتماعية، وكذلك غالباُ هذه الحفلات ما يرافقها إسراف وتبذير غير مبرر وليس له داع أو سبب سوى " الفشخرة " والمظاهر الكذابة والمخادعة ومقولات " ما في حدى أحسن من حدى " ،أبو شادي ذبح في عرس إبنه عشرين راس غنم، إحنا لازم نذبح ثلاثين، عزم ألف إحنا لازم نعزم ألفين، وإذا سهر ليلتين لازم نسهر ثلاثة، وإذا جاب فرقة على السهرة، لازم نجيب فرقتين حدايه وعويده، لأنه إحنا ناس معروفين وما بصير في البلد، يظهر أبو شادي إنه لا سمح الله أحسن وأفضل منا، وإحنا أولاد أصل وفصل ، ومن جماعة السيف أصدق أنباء من الكتب، وفي هذا السياق لكم أن تتصوروا أن ، أحد الأشخاص في إحدى المدن الفلسطينية، في حفلة عرس أحد أبنائه، وجه الدعوة لعامة الناس لحضور حفل الزفاف، وأن بطاقات الدعوة للعديد من الأشخاص، استقدمت خصيصاً من خارج البلاد، بالإضافة إلى أنه سعى لإنزال العروسين من الجو فوق صالة الأفراح، أما اللحوم والفواكه والحلويات والمفرقعات وأسطول السيارات المرافقة للعروسين فحدث ولا حرج، والشيء الملفت والغريب هنا يا إخوان، أن الكثير من الشخصيات الدينية و السياسية والاجتماعية التي تنتقد هذه الظواهر والمظاهر ليل نهار، هي أول من يلبي هذه الدعوات، ويبارك مثل هذه الأعراس، دون أن تقول في حقها كلمة نقد واحدة، خوفاً أن تفسد فرحة العروسين وأهلهما، وحقيقة الأمر هي في قرارة نفسها راضية، وتزهو " كالطاواويس " في صفوفها الأمامية، معززة بذلك حالة النفاق والرياء والدجل الإجتماعي، وبعد ذلك تريد أن تقنع الجماهير، بانها رموز للتغير والتثوير ، وهي في الغالب رموز للتطبيل والتزمير ليس إلا، هذه الظواهر والمظاهر التي يجب التوقف أمامها ليس في الأعراس فقط، بل في الكثير من سلوكنا ومظاهر حياتنا الاجتماعية، وبالعودة لحفلات الأعراس والمظاهر والسلوكيات المرافقة له ، والتي تهدر وتبدد الكثير من المال والوقت والجهد والأعصاب للكثيرين منا، والتي لربما تصل لحد سن قوانين وتشريعات أو لربما ميثاق شرف، رغم قناعتي أن مواثيق الشرف لم نحترمها في حرمة الدم الفلسطيني، فهل من المعقول أن نحترمها ونلتزم بها في الأعراس ؟ ، ففي الكثير من حفلات الأعراس وتحت ذريعة ويافطة ، أن هذه فرحة العمر ، ترى وتشاهد الكثير من مظاهر " البهرجة والفشخرة " والتي في العديد من الأحيان ديون على جيبة العريس ، يقوم بتسديدها بعد انتهاء مراسيم العرس، "وبعد ما تروح السكرة وتيجي الفكرة "، بدءاُ من بطاقات الدعوة ومروراً بتسريحات الشعر في الصالونات، حيث تحرص العروس على أن يرافقها جيش من القريبات والصديقات على حساب العريس لمشاركتها الفرحة، وأسطول السيارات المرافق للزفة وكاميرات التصوير المجوقلة والأرضية وغيرها، والأمور ليست قصراً على ذلك، فإن ابتلاك الله وكنت شخصية ذات موقع مرموق أو مسؤول أو شخصية عامة أو مجتمعية، وكانت ظروفك المادية على قد الحال، لأنك ليس من جماعة " ‘إهبش قد ما بتقدر " ففي إطار النفاق والتملق الاجتماعي تصلك بطاقات الأفراح على مدار الأسبوع والعديد من بطاقات الدعوة لأعراس في نفس اليوم، وتختلط عليك الأمور، وتصبح على غرار العديد من موظفي ومدراء " الأنجزة " بحاجة إلى جداول للمواعيد والأعراس وسكرتيرات تنفذيات، والمسألة ليست حصراً على دفع النقوط ، بل أنك عندما تقرأ بطاقة الدعوة، ترى أنها أشبه بالبيان أو التعاميم الداخلية، يوم للحناء ويوم للشموع، ويوم للغداء ، ويوم للسهرة، ويوم للفرقة والعويده، ويوم لحفلة الزفاف، وطبعاً جزء من هذه الطقوس، في بيت أهل العريس، وجزء آخر في بيت أهل العروس، وأخرى في القاعات وخلف "المحاسيم" والجدران الفاصلة، وتجد نفسك في دوامة غير منتهية، وهي ليست قصراً على يوم أو شهر دون الآخر، ومن مظاهر النفاق والتملق والرياء الاحتماعي، التي تشاهدها في هذه الحفلات، أن بطاقات الدعوة لا تصلك فقط من أصدقاء أو معارف لهم علاقات أو صلات بك، بل من أناس لا تعرفهم ولا تقيم صلات معهم، وكذلك حملات الإبادة الجماعية للثروة الحيوانية وتحديداُ، الخراف والجديان، وصناديق المشروبات الغازية ودلال القهوة الساده بالإضافة إلى معارض الفواكه، وشباب وصبايا يرقصون على أنعام موسيقى غربية تصم الآذات ، وغالباً ما تكون أغاني من الفن الهابط من طراز " رجب وبوس الواو وآه ونص ... الخ .
وبعد ألم يحن الوقت للوقوف أمام مثل هذه المظاهر والسلوكيات المرافقة للأعراس وغيرها الكثير من المناسبات الإجتماعية، والتي تثقل على الجميع، وكما ينتقدها الجميع بصمت دون أن يجرأ أحد على تعليق الجرس، فهل نبادر ونخطو خطوة عملية نحو محاربة هذه المظاهر والسلوكيات التي تثقل علينا جميعاً ،أم نستمر في سياسة النفاق والرياء والتملق الإجتماعي .؟



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور مؤسسات المجتمع المدني في الخروج من المأزق الفلسطيني الحا ...
- حسن النوايا / تمخض الجبل فولد فأراً
- فلسطينياً / المطلوب توحيد الجهد المبادراتي
- من مالكي بغداد إلى مالكي رام الله
- لا يجوز الإستقواء بمؤسسات فاقدة لشرعيتها
- بعد تحرير - آلن جونستون - المطلوب جمع سلاح العشائر و- طخيخة ...
- -أولمرت - وملف الأسرى الفلسطينيون
- قمة العقبة لم تزل حاجز العوجا ، وقمة شرم الشيخ لن تزل حاجز ح ...
- سياسة العصا والجزرة التي قوضت أوسلو ، هل تقوض حكومة الطوارىء ...
- شرعية ولا شرعية حكومة فتحسطين وحكومة حماسستان
- غزة والسيناريوهات المحتملة
- رسائل - أولمرت - لبشار الأسد
- الصيف يزداد سخونة على الجبهة السورية..
- القدس بين مطرقة الإحنلال وسنديانة الإهمال الفلسطيني
- هل تمهد اللقاءات الأمريكية - الإيرانية ، إلى إنفراج في الساح ...
- من فتاوي الجوع الجنسي إلى فتاوي الشعوذة والتكفير والتخوين
- إعتصموا بشعبكم وقضيتكم لا بأحزابكم وتنظيماتكم وحركاتكم وعشائ ...
- عصابات فتح الإسلام والتوقيت والدور المشبوه
- هذا العبث والجنون يمهد لأجندات وسيناريوهات غير فلسطينية
- المواقع الألكترونية والفوضى الخلاقة


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أعراس - للفشخرة - والجاه الإجتماعي