توقيتات غير ملزمة !!!

عمران العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مازالت العملية السياسية في العراق تسير في طريق متعرج ومتعثر بالرغم من مرور اربعة اعوام على سقوط نظام صدام ، في الوقت الذي كان من الممكن استغلال هذا الزمن الطويل لصالح العملية السياسية ، والملاحظة الاكثر بروزا خلال هذه الفترة هي عدم اهمية الزمن والتوقيتات التي تحددها الاطراف السياسية للمضي بأية قضية او مشكلة حتى تلك التي حددت زمنيا من خلال الدستور، مما يشكل بوادر خرق للدستور اولا وكذلك فقدان الزمن لاهميته بالنسبة لنا ثانيا ، ومرت كثير من التجارب في هذا المجال لم تتم معالجتها دستوريا وقانونيا وان عولجت فان معالجتها لم تكن بالشكل الدقيق والامثلة بسيطة وكثيرة ابتداء من المدة الزمنية لعقد الجلسة الاولى بعد ظهور نتائج الانتخابات لانتخاب رئيس الجمهورية وليس انتهاء بالمدة الزمنية المحددة للتعديلات الدستورية وما بين الحالتين حدث الكثير ، ولو اردنا تحديد اسباب ذلك فالسبب الرئيس في تعقيد العملية هو محاولة الاطراف السياسية ايجاد توافقات على جميع القضايا المطروحة ، قد يكون هذا حسنا ومفهوما في الحالة السياسية العراقية ولكن المنطق يقول انه من المستحيل الاستمرار على نفس النهج لارضاء الجميع ( فارضاء الجميع غاية لا تدرك ) خصوصا اذا ادركنا ان بعض الاطراف تلعب على تعطيل العملية السياسية وليس على ايجاد حلول وتوافقات على الكثير من القضايا العالقة ، فهي حالما تحصل على تنازل ما فانها تحاول للحصول على آخر ، وفي ظل ذلك تستمر عملية الزمن المهدور من عمر العراق ، لذا ليس من المستغرب ان لم يهتم العراقيون كثيرا بالتصريحات التي فيها مدد زمنية ، فالتغييرات الوزارية وانجاز التعديلات الدستورية وقانون النفط التي حدد لها اكثر من وقت وتأجلت لاكثر من مرة دون نتائج تلوح في الافق وغيرها من التي قيل انها ستنجز هذا الاسبوع والاسبوع القادم ، والتي لم يعد المواطن العراقي يعير لها اية اهمية ، جميعها لم يحترم فيها الوقت والزمن ، وكل ذلك يمضي من عمر العراقيين دون ان ندرك ان مبدأ التوافق لايمكن ان يكون لكل شيء والا سنستغرق من حياتنا الزمن الكثير في ايجاد توافق لقضايا لايمكن ان نتفق عليها جميعا وفي ذلك مضيعة للوقت ، فالتوافق لايمكن ان يتم على كل شيء صغيرها وكبيرها عندها علينا ان لانعجب ان وجدنا انفسنا وقد اقتربنا من الانتخابات الجديدة دون ان ننجز ما هو مطلوب في زمن هذه الحكومة وفي زمن الدورة البرلمانية الحالية وبذلك نسجل سبقا في عدم اهمية الزمن الذي يسارع العالم لاستغلاله بأفضل صورة

#عمران_العبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات