وفاة المناضل الوطني والشيوعي الباسل شمعون جما

كريم الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 11:23
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

يوم 21/7/2007 رحل عنا الإنسان الشجاع والمناضل الشيوعي ابو اثير شمعون جما من اهالي منطقة القوش شمال الموصل وهو من الوطنيين الأوائل الذين انتموا الى الحزب الشيوعي العراقي أواخر الاربعينات . وبذل الغالي والرخيص لدعم مسيرة الشيوعيين العر اقيين .. وتقوية حزبهم كان مثال للامانة والحرص على حزبه وشعبه .. ربى ابنائه على هدى الافكار النيرة للشيوعيين واحدهم سماه على اسم المفكر والقائد العظيم كارل ماركس وبسبب الاسم تعرضوا لمشاكل كثيرة . لم تلين عزيمته الصعاب ولاالظروف الصعبة التي مربها الحزب ابان قيادة حميد عثمان وظروف الانشقاق وعزل حميد عثمان . كلف رفيقنا ابو اثير بالتحفض على حميد عثمان في مدينة كركوك (كان ابو اثير يعمل صيدلانياّ هناك ) واثناء انقلاب 8 شباط الاسود 1963 فتح بيته لإيواء المناضلين الفارين من بطش الفاشية البعثية .. هذا الانسان الطيب على الرغم من كبر سنه لم تلويه السنين . قضى عمره في مهنة الصيدلة .. في ايام المحن السوداء . يشتري من جيبه الخاص ويخزن الأدوية للأرسالها الى قوات الانصار الشيوعيين في قاطع دربندخان وفي الجبال المطلة على مدينة حلبجة وغيرها ( سنين الحرب الايرانية العراقية ). في ظروف انهيار الجبهة مع البعث , لم يكن مكشوفاّ وخدم الكثير من العوائل الشيوعية بأيوائها في منزله . وبالذات عائلتي المكونة من ستة اطفال وزوجتي وهو يعلم خطورة وضعنا وقد نسبب له الاعدام هو وعائلته في تلك الظروف السوداء والهجمة الوحشية على الشيوعيين .. إضافة لتفانيه واستعداده لكل شئ . وافق على جعل بيته محطة لبريد الحزب . البريد يصلنا من دربندخان وحلبجة . ويرسله لنا الرفيق أحمد باني خيلاني ابو سرباز في سنين الحرب 1980 الى سنة 1988 , في اصعب الضروف عندما غادروا رفاقنا بغداد ولم يبقى منهم إلا المتواري عن الانظار او الذين تركوا الحزب ,ومن خان واصبح كالعدوا يبحث عن الشيوعيين الذين فضلوا البقاء في بغداد رغم انف العدو وكان شعارهم لن نغادر وحتى الموت .. كان ابو اثير مثال للبطولة والإرادة القوية لايهاب الموت .. من شدة بطش الفاشية العفلقية , اصبح اقرب الناس غير قادر على ايواء اي شيوعي . اما ابو اثير فشئ آخر . ببساطته المعتادة . يقول ماذا يريدون يقتلونا فنحن مستعدين لها . اهم شئ كان يريد تحقيقه في حياته هو سقوط الفاشية وصدام . ولكن تجري الرياح بمالاتشتهي السفن , سقطت الفاشية وصدام وجاءت فاشية الاحتلال واعوانه . وكلامه الاخير معي قبل رحيله لاتيأس فنحن تعلمنا شلون نقاوم الفاشية , وهذا كله سببه السياسة الخاطئة للحزب الشيوعي العراقي والاتحاد السوفييتي . وتضييعه لكثير من الفرص لانقاذ الوطن من الفاشية.. رحل ابو اثير جراء حادث دهس سيارة اقعدته عدة سنوات في بيته وعدم توفر الدواء والعلاج الازم له رحل عنا في مدينته ووطنه الام القوش هذه المدينة التي انجبت الكثير من خيرة ابناء شعبنا العراقي , وعندما كان ذاهباّ لعمله المعتاد في صيدلية العيادة الشعبية في حي الميكانيك في مدينة الدورة .. على العهد ابو اثير من أجل غد مشرق غد الشيوعية .. ابو نبراس

#كريم_الزكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات