أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - المطاردة















المزيد.....

المطاردة


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 10:28
المحور: الادب والفن
    



المشهد الاول



أشخاص المشهد الاول :

الدكتور خالد ـ اكاديمي وأديب معروف
الاستاذ وجيه ـ عضو نقابة المحامين
الفنانة سمية ـ رسامة مشهورة ؛ ومدرسة جامعية
الاستاذ أكرم ـ عضو نقابة المعلمين وشاعر
ثلاثة اشخاص يشاركون في الجلسة كمستمعين .

خالد ـ ( متحسرا ) وكما ترون هكذا هي حال الدنيا .. ليس بمقدوري ان أغير شيئا
سمية ـ ولكن الغريب في الامر والسؤال المحير ؛ لماذا امتنعت ثلاث صحف عن النشرمرة واحدة .
أكرم ـ لابد من ان يكون هناك ايعاز ؛ او توجيه مباشر من المختصين
وجيه ـ لعل الاتفاق قد جرى بين رؤساء التحرير أنفسهم !
خالد ـ ( يلتفت الى أكرم ) انا اؤيد ما ذهبت اليه ؛ هناك توجيه صارم بعدم نشر اية مادة لي ؛ ومن يدري فربما يعمم هذا الايعاز على صحف أخرى ؛ بل وربما تمنع احاديثي الاذاعية ايضا .
سمية ـ ان احاديثك ادبية وفنية ؛ وليست سياسية لكي تمنع !
وجيه ـ في كثير من الاحيان ؛ ان الابعاد موقف شخصي ؛ لايتعلق بالنتاج ؛ وانما بكاتب ذلك النتاج .
أكرم ـ لقد تابعت الموضوع منذ امد ؛ اي منذ انقطاع الدكتور خالدعن النشر وبخاصة في الفترة الاخيرة ؛ لقد قال لي احد الاصدقاء ؛ ان المشكلة كلها تتعلق باخلاق وترفع الدكتور خالد عن كل ما يشين ؛ فقد جبل كل حياته على الابتعاد تماما عن التملق ؛ وتحاشي المادة التي تجيء عن طريق غير الجهد الشخصي والعمل الجاد ؛ وكذلك
سمية ـ ( معقبة ) ... وكذلك عدم ارتباطه ب( الشلل ) وتجمعات المرتزقة .
خالد ـ اذا كنت كذلك ؛ فلأني حقا لم استطع التساهل او التعايش مع مثل هذه الاساليب التي يعتبرها البعض اساس الوصول الى الشهرة والمال . ان ما ربيت ثم روضت نفسي عليه ؛ هو من القواعد الاساسية في سلوكي الشخصي والعام ؛ وستبقى كذلك حتى الممات . ومن تلك القواعد ( ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ) .
أكرم ـ واعتقد ايضا ؛ ان ما كتبته في الاصلاح السياسي والاجتماعي والتربوي ؛ مباشرة ام عن طريق البحوث القانونية والادبية ؛ كانت من المبررات لاتخاذ موقفهم السلبي منك
وجيه ـ أعتقد ايضا انهم درسوا شخصيتك مليا فوجدوا ان ما تسير عليه لايمكن تغييره ؛ او حتى تعديله .
خالد ــ ربما يكون كذلك ؛ ولكن لماذا لايغيروا هم من مواقفهم لصالح وطنهم ؛ انظر الى الآخرين ؛ لقد جاءوا من آخر العالم ؛ غزاة ومرتزقة الى فيتنام مثلا ؛ من اجل مصالحهم ؛ بل ومحاولة السيطرة على العالم ؛ في حين نلام نحن حينما ندافع عن مصالح بلادنا ؛ ومستقبل اولادنا .. كيف يجوز ذلك ؟ لذلك فقد اتخذت قرارا لا رجعة فيه !
سمية ــ ( باستفهام مرتبك ) نرجو ان لايكون القرار قاطعا ... يقف دون مواصلتك الكتابة ؟!
خالد ــ ( موجها كلامه للجميع ) سترون في القريب العاجل مدى جدية هذا القرار .. والآن الا يمكننا التمتع ببعض تغريدات أكرم الشعرية وطرائفه .
أكرم ـ ( مبتسما ) وبكل سرور ؛ ولكن هذه المرة سأنشد لكم قصيدة من شعر غيري
خالد ـ وهل هي من عيون الشعر أم من رديئه الذي يموت ساعة نظمه كما يقول دعبل الخزاعي
يموت رديء الشعر من قبل اهله وجيده يبقى وان مات قائله
أكرم ـ لا ... ان هذه الجلسة الجدية لا تتحمل قرآءتي لبعض طرائف الشعر الركيك كالعادة ؛ وانما سأقرأ لكم قصيدة هي من عيون الشعر العربي ؛ لذلك المصور البارع البحتري ؛ وهي تناسب مجمل الحديث :
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جبس
< هنا ينصت الجميع الى الالقاء .... ثم يتلاشى صوت الملقى والضوء تدريجيا >

المشهد الثاني

< الوقت عصرا ... غرفة انيقة الاثاث في جريدة عربية واسعة الانتشار ؛ تطل على شارع العاصمة الاهم... من الشباك تلوح حركة المارة من على الرصيف المجاور للصحيفة . يظهر سكرتير التحرير وهو يجلس خلف المكتب الغارق بالاوراق وقصاصات الصحف ؛ يحيط به شخصان ... الغرفة مضاءة بتوهج .... )

أشخاص المشهد الثاني :

أحمد ـ سكرتير التحرير
بديع ـ محرر الصفحة السياسية
جوليت ـ محررة الصفحة الثقافية
الدكتور خالد
الفراش ـ جوزيف

جوزيف ـ ( يدخل الغرفة ويقترب من المكتب ) استاذ لقد وصل الدكتور خالد ؛ ان سهى في غرفة التصميم كما طلبت منها ؛ هل ادخله ؛ أم ينتظر لحين عودتها ..
أحمد ـ لا اعوذ بالله ... ادخله فورا ( ينهض المحرران للخروج ) لا... لا .. امكثا ؛ وجودكما ضروري ؛ هناك كثير من الامور تخصكما ؛ ولا مانع من المشاركة بالحديث ( يجلسان ويخرج الفراش جوزيف )
( هنا يدخل الدكتور خالد ؛ فينهض الجميع مرحبين )
خالد ـ ( وهو يجلس قرب المكتب ) ارجو ان تكون بخير ( يلتفت الى المحررين ) وارجو ان تكونا انتما ايضا بكل خير
. ( مخاطبا احمد ) لقد حاولت ان اراك قبل ان تطلبني ؛ فلم يسعفني الحظ ؛ ومشاغل الحياة كثيرة
أحمد ـ كيف حالك ؛ وكيف حال الاسرة هنا ؟
خالد ـ مع انه قد مضى عليّ هنا كل هذه المدة الطويلة ؛ فأني وأسرتي لم نتكيف بعد على المحيط .
أحمد ــ بالطبع انها الغربة ... اذا مرت عليك ستة اشهر فقط وأنت على هذه الحال ؛ فلقد مرت عليّ اربع سنوات ؛ وانا و أسرتي ما زلنا مثل القبائل الرحّل . وهكذا الدنيا كما تعهدها ؛على حد قول الشاعر .
خالد ــ على اية حال ؛ لكل ظروفه وواقعه ولك كل الشكر على هذا الاستهلال الرقيق ؛ والآن ... ما هو الامر الملح الذي طلبتني من اجله ؟ فانا لا اريد ان اضيع شيئا من وقتك المليء بالمهمات والعمل !
أحمد ــ في الحقيقة .... انا خجل من اضطلاعي بمهمة مفاتحتك بشأن هذا الموضوع الشائك ؛ انه يتعلق بما تنشره عندنا من مواد في القانون والسياسة وغيرها .. فقد وردت عدة اتصالات الى مجلس الادارة بهذا الشأن !
خالد ــ في كل ما أنشر ؛ حتى في الادب والفن ؟
أحمد ـ في مجال الادب والفن ؛ ستتحدث في ذلك مع المحررة المختصة السيدة جوليت ؛ وفي السياسة وغيرها سيتحدث معك فيها الاستاذ بديع ؛ بحسب اختصاصه هو ايضا ؛ اما انا فسأذكر لك ما يتعلق بالامور العامة .
خالد ــ ( مبتسما ومدلالا على فهمهالمقصود من هذه المقدمة ) اذن لنبدأ بالعام قبل الخاص ؛ لو تفضلت ببيان المحور !!
أحمد ــ ان صحيفتنا كما تعلم صحيفة دولية واسعة الانتشار ؛ وهي ممولة لان تكون محايدة وديمقراطية ومتحررة ذهنيا :
ولذلك يصعب علينا كمحررين نعمل في هذا الاطار العام ؛ ان ننشر بعض مقالاتك التي تتعرض فيها الى قضايا هي حساسة جدا وتشكل لنا صعوبات امام العديد من الجهات ؟ ( يشير الى بديع) والان سيكمل الاستاذ بديع الموضوع .
بديع ـ هناك قسم من المقالات نشرناها ....
خالد ــ ( مبتسما ) أي قبل ان تصدر تعليمات المنع !
بديع ـ ليس كذلك ؛ وانما المقالات التالية لما نشرناه كان قاسيا ومباشرا وشديد المجابهة
خالد ــ وماذا تريد من كاتب ان يقول ؛ ويرى بلاده محتلة ؛ ودولته مدمرة ؛ وشعبه مداهما ؛ ومسروقا ؛ ومعذبا ؛
هل هناك شعب يقبل بذلك الهوان والذل والتهجير والجوع ؟ انه شعب يؤخذ عنوة نحو مجاهل العصور الحجرية .
طيب ... وماذا عن بعض اعمالي الادبية والشعرية ؛ لقد اوقفتم نشرها هي الاخرى ايضا ؟
أحمد ــ ( يطلب مجييء جوليت تلفونيا ) ؛ ستجيبك السيدة جوليت حال حضورها
جوليت ـ ( تدخل ) طاب مساؤكم ؛ اهلا دكتور خالد !
خالد ـ وأهلا بك سيدتي الفاضلة .
أحمد ـ ( بعد ان تجلس جوليت ) ؛ ارجو توضيح سبب عدم نشر بعض نتاج الدكتور خالد الادبي والفني ؟!
جوليت ـ هناك ـ على سبيل المثال ـ قصائد وقصص ومسرحيات في غاية الابداع ؛ لغة وأسلوبا وفنا اباعيا ؛ الا انها لاتبتعد ابدا ؛ عن الجانب السياسي ؛ او الحالة التي يعيشها العراق حاليا ؛ فجوابي هنا لايختلف ابدا عما جرى التدوال به مع بقية الزملاء ورئاسة التحرير ؛ بل وحتى مجلس الادارة في الاجتماع الشهري المعتاد .
خالد ــ لكم الحق فيما تقولون ؛ فأنتم الصحيفة الثالثة ؛ التي تتوقف عن نشر نتاجي ؛ وعندما ناقشت الموضوع مع بعض المحررين هنا وهناك ؛ تأكد لي بان مصدر الكلام واحد ؛ وقد وصلت الرسالة ؛ كما يكرر بعض الببغاوات هذه الايام .
أحمد ـ ( بأرتباك ) ست جوليت ؛ استاذ بديع ؛ يمكنكما التفضل الى عملكما ؛ وشكرا وامتنانا . ( يودعان ثم يخرجان)
خالد ( ينهض للخروج ) وانا ايضا استأذن
أحمد ــ لا دكتور ... ارجو ان تبقى قليلا ؛ فلي حديث خاص معك .( متكلما مع السكرتيرة تلفونيا ) ارجوك اطلبي من جوزيف ان يجلب لنا القهوة ( يغلق التلفون ) دكتور خالد ؛ ان العلاقة التي بيننا متينة وصادقة اليست كذلك ؟!
خالد ــ لاشك في ذلك ؛ ان ما يجري في اروقة العمل لاعلاقة له بعلاقاتنا الشخصية السبقة على كل هذا !
احمد ـ يصعب علي ان اقول لك بان نتاجك سوف لن يكون له موقع في صحيفتنا بعد الآن !
خالد ـ ( بابتسامة تدلل على معرفته بما يدور ) وحتى الادبية ؛ وحتى قصائد الشعر ؛ وحتى ما أكتب في الفنون ؟!!
أحمد ـ الموضوع برمته لا يتعلق بما تكتب ؛ بل يتعلق بك شخصيا ؛ انهم وشللهم لا يرغبون بمطالعة اسمك على صفحات هذه الجريدة ؛ وربما بأية صحيفة أخرى !!
خالد ـ ( باستفهام ساخر مباشر )؛ هل لان موقفي من المحتل كان دائما وابدا ضد حربه الوحشية ثم ضد وجوده أصلا ؛ هل لاني لم أكن من مستشاريه ولم اشارك الغير بدخول وطني من على دبابة الاحتلال ؛ هل لاني لم اسرق ؛ ولم انهب ؛ ولم اعتد على حرمات بلادي ابدا ؛ هل لاني صادق مع نفسي ومع الآخرين ؛ هل لاني ادعو لوحدة الوطن والامة ؛ ففيهما القوة والمنعة ؟!! أم لأني مترفع عن الدنايا بكل صورها واشكالها ؛ ولا أقبل مبرراتها المقززة ؟
احمد ــ انها كلها مجتمعة ؛ بل وازيد ؛ لانك شخصية مستقلة ووطنية ما زالت صامدة ومؤمنة بمواقفها منذ صدر الشباب وحتى الآن ؛ ولانك زاهد بالمال ؛ وعف اليد و الظمير . اليس هذا يكفي لأبعادك ؟!!
خالد ـ لا ان هذا يكفي وأكثر مما يجب ؛ لقد كنت اردد دائما ؛ ان السراق لايجلبون نزيها ليفتح لهم الخزانة ؛ وان الادنياء لايسألون الشريف لكي يسهل لهم طريق السمسرة الوضيعة !! . لقد توقعت يوم كنت في بغداد ؛ ان المطاردة ضدي ؛ وعلى مختلف الاصعدة ستستمر داخل العراق ؛ ولكن لم اتوقع انها ستأخذ طريقها حتى الى خارجه ؛ ( يضحك ) انها حقا مطاردة ضد الحرية .....( يقف الدكتور خالد على قدميه ثم يصافح أحمد ) .... اودعك واتمنى لك التوفيق .
أحمد ـ ( ينهض بخجل وأسف ... مودعا الدكتور خالد حتى باب الغرفة ) : آسف .. بل وشديد الاسف حقا ؛ وارجو ان تستمر علاقتنا ياصديقي .
خالد ـ لاشك في ذلك ؛ فأنت تقوم بواجبك الاداري ؛ وهذا لن يؤثر على علاقتي بك .. ياصديقي . ووداعا
( يغلق احمد الباب ؛ وهو يتصبب عرقا ؛ ثم يتهاوى على كرسيه منهارا )


المشهد الثالث
( الوقت ظهرا ـ مزرعة كروم واسعة على تلال الفخاو في النمسا ؛ مائدة خشبية مستطيلة بدائية
يلتف حولها عدد من الفلاحات والفلاحين واقارب صاحب المزرعة ؛ وهم يتناولون
طعام الغداء ؛ اثناء فترة الاستراحة ؛ خالد يجلس الى جانب مدرس الادب الالماني وزوجتــــــه الباحثة في معهد اللغات ...)

اشخاص المشهد الثالث

الدكتور جيرهارد ـ مدرس اكاديمي
الاستاذة هيلما ــ باحثة لغوية
كونج ــ فلاح عاشق للشعر النمساوي الكلاسيكي
الدكتور خالد

جيرهارد ـ وعدتنا بان تكمل الحديث عند الاستراحة
خالد ــ وانا عند وعدي .. بدأت الصحف بالتوقف عن نشر نتاجي تدريجيا ؛ وتوقف المصدر المادي تبعا لذلك ... وكما هو معروف ؛ هناك طرق شتى لحصول الكتاب على المال وبكل يسر وسهولة ؛ وهي تناسب الكثيرين ؛ ولكنها لا تناسب ما جبلت علية ؛ وما روضت نفسي عليه ؛ من تعفف تؤطره القناعة واحترام الذات .
هيلما ـ ( يبدو عليها الانزعاج ) ولكن ماذا فعلت أزاء ذلك ؛ .....انت تحتاج وعائلتك ـ لاشك ـ الى النقود ؟
خالد ـ انتم تعرفون انني تجاوزت سن التقاعد للعمل في المؤسسات القانونية القريبة من اختصاصي ؛ كما ان لغتي الالمانية الادبية ليس بالدرجة التي تؤهلني للكتابة بالصحف ؛ وحيث اني لا استطيع التوقف عن النتاج القانوني والادبي والفني ؛ فقد اتجهت الى المواقع الرصينة التي تنشر ما اكتب دونما اية رقابة اطلاقا .
كونك ـ ( مستفسرا بالحاح ) وهل كانت تلك المواقع تدفع لك جيدا ؛ ارجو ان يكون ذلك ؟!
خالد ـ ( مبتسما ) بالطبع كلا ؛ كنت اكتب مجانا اذ غرضي هو الاستمرار في الكتابة وعدم الانقطاع ؛ لان الانقطاع معناه الدخول في زاوية مظلمة كئيبة ؛ اضافة الى تجمع ما يدور في الذهن دونما اي سبيل لاظهاره والتنفيس عنه .
جيرهارد ـ اذن ... هدفك تحقيق الشهرة .... اليس كذلك ؟!
خالد ـ لقد بلغت في بلادي وامتي ؛ شهرة واسعة على اصعدة الصحافة والاذاعة والتلفزيون والمهنة القانونية والتأليف ؛ وذلك خلال اكثر من نصف قرن من الزمن ؛ وهو ما لا يكيفني شهرة وحسب ؛ بل وليطغى على ذلك !
هيلما ـ ( بارتياح ) اذن انت مقتنع بان استمرارك في النشر يحقق لك ما تريد ؟
خالد ـ ( مقهقها ) لاسيدتي ... لم اكمل حديثي بعد للوصول الى نتيجة اخرى من المطاردة !!
كونك ــ يا لسخرية القدر ان كان هناك مزيد من المطاردة ؟!
خالد ـ ( يهز رأسه بحسرة وألم ) سأكمل حديثي ... لكي اسدد بعض النفقات المادية ؛ فقد لجأت الى المساعدة في حملات قطع الكروم مع اصدقائي الفلاحين كما ترون والذي تطلقون عليه انتم ( واين ليزه) ؛ اما النشر فقد اخذ يتقلص تدريجيا ؟
هيلما ـ ( باستغراب ) يتقلص ؟ ومجانا ! ؛ وبشهرتك ومكانتك !؛ ومع ذلك يتقلص ؟!
خالد ـ الاعذار شتى ؛ واغلبها مضحك وغير مقتع لاصحاب بعض المواقع انفسهم ! لقد لاحظت بأن ذلك التقلص يتناسب طرديا كلما عقد مؤتمر او مهرجان او اجتماع مسّيس ؛ هنا اوهناك ؛ حيث تشترى مواقع وصحف و ذمم ؛ بصيغ ومسببات لا حصر لها ؛.وكنت دائما من بين عدد من الكتاب الافاضل الذين تشملهم ( مكرمة ) المطاردة ؛ ولكن
اصراري على ايجاد البدائل للنشر ما زال قائما ومتماسكا .
جيرهارد ـ بمناسبة اشارتك الى ( المكرمة ) ؛ هل كرمت حقا في وطنك على كل ذلك الزخم من الانجازات الثقافية ؟
خالد ـ بلى ..... ان الطبقات الشعبية والمثقفة اعطتني منزلة لائقة من التكريم والتقدير . ان كثيرا من المترفعين عن الدنايا بكل اصنافها ؛ لايكرمون عادة من واجهات الدولة في بلادنا . بل ربما ينسحب ذلك حتى بعد رحيلهم الأبدي .
هيلما ـ وما هي خلاصة تجربتك من وراء كل ذلك ؟!
خالد ـ شيء جوهري يوجز كل ذلك ؛ ان الترفع ينسجم مع الشخصيات ذات المواقف المبدأية النقية المتوازنة التي لا تهادن الباطل ابدا ؛ اما التكالب المخزي المتذبذب فانه يتماشى مع الشخصيات المتهافتة المهزوزة المتداعية التي لا تقيم اي وزن لاعتبارات الوطنية والمباديء ومقاييس الاخلاق .

( ينادي صاحب المزرعة على الجميع بالتوجه الى خطوط الكروم مناولا كلا منهم المقص
الخاص به ؛ يأخذ الدكتور خالد مقصه المعتاد ويبدأ العمل بهمة وحيوية ؛ بينما تكون الشمس
قد اخذت تضفى على سحر المكان الشاهق غلالة من رقة عطائها ؛ في حين كانت النسمات
العذبة تداعب اوراق كروم الريزلنج الغافية على مدرجات التلال المطلة على نهر الدانوب ...)

الختام



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المركزية والفيدرالية
- صبيحة الرابع عشر من تموز 1958
- فن الحكم والتقرب الى الشعب
- الأفاك
- الزوبعة
- الجار الهاديء
- الى زوجتي
- جدار عدو الحرية
- ذكريات خاصة عن جسر مكسور الجناح
- محاولة في اصلاح ما خربه الاحتلال 22
- محاولة في اصلاح ما خربه الاحتلال 1 2
- محصلة الحرب المشؤومة
- *موريتانيا كما شاهدتها
- من مناهل مجالس بغداد الادبية
- تل الحروف المتفحمة
- والقصف الوحشي مستمر
- حجاب المرأة والحرية الشخصية
- أدب القضاة -20
- في هوى بغداد
- أدب القضاة رسائل وتعليقات


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - المطاردة