|
المطاردة
خالص عزمي
الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 10:28
المحور:
الادب والفن
المشهد الاول
أشخاص المشهد الاول :
الدكتور خالد ـ اكاديمي وأديب معروف الاستاذ وجيه ـ عضو نقابة المحامين الفنانة سمية ـ رسامة مشهورة ؛ ومدرسة جامعية الاستاذ أكرم ـ عضو نقابة المعلمين وشاعر ثلاثة اشخاص يشاركون في الجلسة كمستمعين .
خالد ـ ( متحسرا ) وكما ترون هكذا هي حال الدنيا .. ليس بمقدوري ان أغير شيئا سمية ـ ولكن الغريب في الامر والسؤال المحير ؛ لماذا امتنعت ثلاث صحف عن النشرمرة واحدة . أكرم ـ لابد من ان يكون هناك ايعاز ؛ او توجيه مباشر من المختصين وجيه ـ لعل الاتفاق قد جرى بين رؤساء التحرير أنفسهم ! خالد ـ ( يلتفت الى أكرم ) انا اؤيد ما ذهبت اليه ؛ هناك توجيه صارم بعدم نشر اية مادة لي ؛ ومن يدري فربما يعمم هذا الايعاز على صحف أخرى ؛ بل وربما تمنع احاديثي الاذاعية ايضا . سمية ـ ان احاديثك ادبية وفنية ؛ وليست سياسية لكي تمنع ! وجيه ـ في كثير من الاحيان ؛ ان الابعاد موقف شخصي ؛ لايتعلق بالنتاج ؛ وانما بكاتب ذلك النتاج . أكرم ـ لقد تابعت الموضوع منذ امد ؛ اي منذ انقطاع الدكتور خالدعن النشر وبخاصة في الفترة الاخيرة ؛ لقد قال لي احد الاصدقاء ؛ ان المشكلة كلها تتعلق باخلاق وترفع الدكتور خالد عن كل ما يشين ؛ فقد جبل كل حياته على الابتعاد تماما عن التملق ؛ وتحاشي المادة التي تجيء عن طريق غير الجهد الشخصي والعمل الجاد ؛ وكذلك سمية ـ ( معقبة ) ... وكذلك عدم ارتباطه ب( الشلل ) وتجمعات المرتزقة . خالد ـ اذا كنت كذلك ؛ فلأني حقا لم استطع التساهل او التعايش مع مثل هذه الاساليب التي يعتبرها البعض اساس الوصول الى الشهرة والمال . ان ما ربيت ثم روضت نفسي عليه ؛ هو من القواعد الاساسية في سلوكي الشخصي والعام ؛ وستبقى كذلك حتى الممات . ومن تلك القواعد ( ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ) . أكرم ـ واعتقد ايضا ؛ ان ما كتبته في الاصلاح السياسي والاجتماعي والتربوي ؛ مباشرة ام عن طريق البحوث القانونية والادبية ؛ كانت من المبررات لاتخاذ موقفهم السلبي منك وجيه ـ أعتقد ايضا انهم درسوا شخصيتك مليا فوجدوا ان ما تسير عليه لايمكن تغييره ؛ او حتى تعديله . خالد ــ ربما يكون كذلك ؛ ولكن لماذا لايغيروا هم من مواقفهم لصالح وطنهم ؛ انظر الى الآخرين ؛ لقد جاءوا من آخر العالم ؛ غزاة ومرتزقة الى فيتنام مثلا ؛ من اجل مصالحهم ؛ بل ومحاولة السيطرة على العالم ؛ في حين نلام نحن حينما ندافع عن مصالح بلادنا ؛ ومستقبل اولادنا .. كيف يجوز ذلك ؟ لذلك فقد اتخذت قرارا لا رجعة فيه ! سمية ــ ( باستفهام مرتبك ) نرجو ان لايكون القرار قاطعا ... يقف دون مواصلتك الكتابة ؟! خالد ــ ( موجها كلامه للجميع ) سترون في القريب العاجل مدى جدية هذا القرار .. والآن الا يمكننا التمتع ببعض تغريدات أكرم الشعرية وطرائفه . أكرم ـ ( مبتسما ) وبكل سرور ؛ ولكن هذه المرة سأنشد لكم قصيدة من شعر غيري خالد ـ وهل هي من عيون الشعر أم من رديئه الذي يموت ساعة نظمه كما يقول دعبل الخزاعي يموت رديء الشعر من قبل اهله وجيده يبقى وان مات قائله أكرم ـ لا ... ان هذه الجلسة الجدية لا تتحمل قرآءتي لبعض طرائف الشعر الركيك كالعادة ؛ وانما سأقرأ لكم قصيدة هي من عيون الشعر العربي ؛ لذلك المصور البارع البحتري ؛ وهي تناسب مجمل الحديث : صنت نفسي عما يدنس نفسي وترفعت عن جدا كل جبس < هنا ينصت الجميع الى الالقاء .... ثم يتلاشى صوت الملقى والضوء تدريجيا >
المشهد الثاني
< الوقت عصرا ... غرفة انيقة الاثاث في جريدة عربية واسعة الانتشار ؛ تطل على شارع العاصمة الاهم... من الشباك تلوح حركة المارة من على الرصيف المجاور للصحيفة . يظهر سكرتير التحرير وهو يجلس خلف المكتب الغارق بالاوراق وقصاصات الصحف ؛ يحيط به شخصان ... الغرفة مضاءة بتوهج .... )
أشخاص المشهد الثاني :
أحمد ـ سكرتير التحرير بديع ـ محرر الصفحة السياسية جوليت ـ محررة الصفحة الثقافية الدكتور خالد الفراش ـ جوزيف
جوزيف ـ ( يدخل الغرفة ويقترب من المكتب ) استاذ لقد وصل الدكتور خالد ؛ ان سهى في غرفة التصميم كما طلبت منها ؛ هل ادخله ؛ أم ينتظر لحين عودتها .. أحمد ـ لا اعوذ بالله ... ادخله فورا ( ينهض المحرران للخروج ) لا... لا .. امكثا ؛ وجودكما ضروري ؛ هناك كثير من الامور تخصكما ؛ ولا مانع من المشاركة بالحديث ( يجلسان ويخرج الفراش جوزيف ) ( هنا يدخل الدكتور خالد ؛ فينهض الجميع مرحبين ) خالد ـ ( وهو يجلس قرب المكتب ) ارجو ان تكون بخير ( يلتفت الى المحررين ) وارجو ان تكونا انتما ايضا بكل خير . ( مخاطبا احمد ) لقد حاولت ان اراك قبل ان تطلبني ؛ فلم يسعفني الحظ ؛ ومشاغل الحياة كثيرة أحمد ـ كيف حالك ؛ وكيف حال الاسرة هنا ؟ خالد ـ مع انه قد مضى عليّ هنا كل هذه المدة الطويلة ؛ فأني وأسرتي لم نتكيف بعد على المحيط . أحمد ــ بالطبع انها الغربة ... اذا مرت عليك ستة اشهر فقط وأنت على هذه الحال ؛ فلقد مرت عليّ اربع سنوات ؛ وانا و أسرتي ما زلنا مثل القبائل الرحّل . وهكذا الدنيا كما تعهدها ؛على حد قول الشاعر . خالد ــ على اية حال ؛ لكل ظروفه وواقعه ولك كل الشكر على هذا الاستهلال الرقيق ؛ والآن ... ما هو الامر الملح الذي طلبتني من اجله ؟ فانا لا اريد ان اضيع شيئا من وقتك المليء بالمهمات والعمل ! أحمد ــ في الحقيقة .... انا خجل من اضطلاعي بمهمة مفاتحتك بشأن هذا الموضوع الشائك ؛ انه يتعلق بما تنشره عندنا من مواد في القانون والسياسة وغيرها .. فقد وردت عدة اتصالات الى مجلس الادارة بهذا الشأن ! خالد ــ في كل ما أنشر ؛ حتى في الادب والفن ؟ أحمد ـ في مجال الادب والفن ؛ ستتحدث في ذلك مع المحررة المختصة السيدة جوليت ؛ وفي السياسة وغيرها سيتحدث معك فيها الاستاذ بديع ؛ بحسب اختصاصه هو ايضا ؛ اما انا فسأذكر لك ما يتعلق بالامور العامة . خالد ــ ( مبتسما ومدلالا على فهمهالمقصود من هذه المقدمة ) اذن لنبدأ بالعام قبل الخاص ؛ لو تفضلت ببيان المحور !! أحمد ــ ان صحيفتنا كما تعلم صحيفة دولية واسعة الانتشار ؛ وهي ممولة لان تكون محايدة وديمقراطية ومتحررة ذهنيا : ولذلك يصعب علينا كمحررين نعمل في هذا الاطار العام ؛ ان ننشر بعض مقالاتك التي تتعرض فيها الى قضايا هي حساسة جدا وتشكل لنا صعوبات امام العديد من الجهات ؟ ( يشير الى بديع) والان سيكمل الاستاذ بديع الموضوع . بديع ـ هناك قسم من المقالات نشرناها .... خالد ــ ( مبتسما ) أي قبل ان تصدر تعليمات المنع ! بديع ـ ليس كذلك ؛ وانما المقالات التالية لما نشرناه كان قاسيا ومباشرا وشديد المجابهة خالد ــ وماذا تريد من كاتب ان يقول ؛ ويرى بلاده محتلة ؛ ودولته مدمرة ؛ وشعبه مداهما ؛ ومسروقا ؛ ومعذبا ؛ هل هناك شعب يقبل بذلك الهوان والذل والتهجير والجوع ؟ انه شعب يؤخذ عنوة نحو مجاهل العصور الحجرية . طيب ... وماذا عن بعض اعمالي الادبية والشعرية ؛ لقد اوقفتم نشرها هي الاخرى ايضا ؟ أحمد ــ ( يطلب مجييء جوليت تلفونيا ) ؛ ستجيبك السيدة جوليت حال حضورها جوليت ـ ( تدخل ) طاب مساؤكم ؛ اهلا دكتور خالد ! خالد ـ وأهلا بك سيدتي الفاضلة . أحمد ـ ( بعد ان تجلس جوليت ) ؛ ارجو توضيح سبب عدم نشر بعض نتاج الدكتور خالد الادبي والفني ؟! جوليت ـ هناك ـ على سبيل المثال ـ قصائد وقصص ومسرحيات في غاية الابداع ؛ لغة وأسلوبا وفنا اباعيا ؛ الا انها لاتبتعد ابدا ؛ عن الجانب السياسي ؛ او الحالة التي يعيشها العراق حاليا ؛ فجوابي هنا لايختلف ابدا عما جرى التدوال به مع بقية الزملاء ورئاسة التحرير ؛ بل وحتى مجلس الادارة في الاجتماع الشهري المعتاد . خالد ــ لكم الحق فيما تقولون ؛ فأنتم الصحيفة الثالثة ؛ التي تتوقف عن نشر نتاجي ؛ وعندما ناقشت الموضوع مع بعض المحررين هنا وهناك ؛ تأكد لي بان مصدر الكلام واحد ؛ وقد وصلت الرسالة ؛ كما يكرر بعض الببغاوات هذه الايام . أحمد ـ ( بأرتباك ) ست جوليت ؛ استاذ بديع ؛ يمكنكما التفضل الى عملكما ؛ وشكرا وامتنانا . ( يودعان ثم يخرجان) خالد ( ينهض للخروج ) وانا ايضا استأذن أحمد ــ لا دكتور ... ارجو ان تبقى قليلا ؛ فلي حديث خاص معك .( متكلما مع السكرتيرة تلفونيا ) ارجوك اطلبي من جوزيف ان يجلب لنا القهوة ( يغلق التلفون ) دكتور خالد ؛ ان العلاقة التي بيننا متينة وصادقة اليست كذلك ؟! خالد ــ لاشك في ذلك ؛ ان ما يجري في اروقة العمل لاعلاقة له بعلاقاتنا الشخصية السبقة على كل هذا ! احمد ـ يصعب علي ان اقول لك بان نتاجك سوف لن يكون له موقع في صحيفتنا بعد الآن ! خالد ـ ( بابتسامة تدلل على معرفته بما يدور ) وحتى الادبية ؛ وحتى قصائد الشعر ؛ وحتى ما أكتب في الفنون ؟!! أحمد ـ الموضوع برمته لا يتعلق بما تكتب ؛ بل يتعلق بك شخصيا ؛ انهم وشللهم لا يرغبون بمطالعة اسمك على صفحات هذه الجريدة ؛ وربما بأية صحيفة أخرى !! خالد ـ ( باستفهام ساخر مباشر )؛ هل لان موقفي من المحتل كان دائما وابدا ضد حربه الوحشية ثم ضد وجوده أصلا ؛ هل لاني لم أكن من مستشاريه ولم اشارك الغير بدخول وطني من على دبابة الاحتلال ؛ هل لاني لم اسرق ؛ ولم انهب ؛ ولم اعتد على حرمات بلادي ابدا ؛ هل لاني صادق مع نفسي ومع الآخرين ؛ هل لاني ادعو لوحدة الوطن والامة ؛ ففيهما القوة والمنعة ؟!! أم لأني مترفع عن الدنايا بكل صورها واشكالها ؛ ولا أقبل مبرراتها المقززة ؟ احمد ــ انها كلها مجتمعة ؛ بل وازيد ؛ لانك شخصية مستقلة ووطنية ما زالت صامدة ومؤمنة بمواقفها منذ صدر الشباب وحتى الآن ؛ ولانك زاهد بالمال ؛ وعف اليد و الظمير . اليس هذا يكفي لأبعادك ؟!! خالد ـ لا ان هذا يكفي وأكثر مما يجب ؛ لقد كنت اردد دائما ؛ ان السراق لايجلبون نزيها ليفتح لهم الخزانة ؛ وان الادنياء لايسألون الشريف لكي يسهل لهم طريق السمسرة الوضيعة !! . لقد توقعت يوم كنت في بغداد ؛ ان المطاردة ضدي ؛ وعلى مختلف الاصعدة ستستمر داخل العراق ؛ ولكن لم اتوقع انها ستأخذ طريقها حتى الى خارجه ؛ ( يضحك ) انها حقا مطاردة ضد الحرية .....( يقف الدكتور خالد على قدميه ثم يصافح أحمد ) .... اودعك واتمنى لك التوفيق . أحمد ـ ( ينهض بخجل وأسف ... مودعا الدكتور خالد حتى باب الغرفة ) : آسف .. بل وشديد الاسف حقا ؛ وارجو ان تستمر علاقتنا ياصديقي . خالد ـ لاشك في ذلك ؛ فأنت تقوم بواجبك الاداري ؛ وهذا لن يؤثر على علاقتي بك .. ياصديقي . ووداعا ( يغلق احمد الباب ؛ وهو يتصبب عرقا ؛ ثم يتهاوى على كرسيه منهارا )
المشهد الثالث ( الوقت ظهرا ـ مزرعة كروم واسعة على تلال الفخاو في النمسا ؛ مائدة خشبية مستطيلة بدائية يلتف حولها عدد من الفلاحات والفلاحين واقارب صاحب المزرعة ؛ وهم يتناولون طعام الغداء ؛ اثناء فترة الاستراحة ؛ خالد يجلس الى جانب مدرس الادب الالماني وزوجتــــــه الباحثة في معهد اللغات ...)
اشخاص المشهد الثالث
الدكتور جيرهارد ـ مدرس اكاديمي الاستاذة هيلما ــ باحثة لغوية كونج ــ فلاح عاشق للشعر النمساوي الكلاسيكي الدكتور خالد
جيرهارد ـ وعدتنا بان تكمل الحديث عند الاستراحة خالد ــ وانا عند وعدي .. بدأت الصحف بالتوقف عن نشر نتاجي تدريجيا ؛ وتوقف المصدر المادي تبعا لذلك ... وكما هو معروف ؛ هناك طرق شتى لحصول الكتاب على المال وبكل يسر وسهولة ؛ وهي تناسب الكثيرين ؛ ولكنها لا تناسب ما جبلت علية ؛ وما روضت نفسي عليه ؛ من تعفف تؤطره القناعة واحترام الذات . هيلما ـ ( يبدو عليها الانزعاج ) ولكن ماذا فعلت أزاء ذلك ؛ .....انت تحتاج وعائلتك ـ لاشك ـ الى النقود ؟ خالد ـ انتم تعرفون انني تجاوزت سن التقاعد للعمل في المؤسسات القانونية القريبة من اختصاصي ؛ كما ان لغتي الالمانية الادبية ليس بالدرجة التي تؤهلني للكتابة بالصحف ؛ وحيث اني لا استطيع التوقف عن النتاج القانوني والادبي والفني ؛ فقد اتجهت الى المواقع الرصينة التي تنشر ما اكتب دونما اية رقابة اطلاقا . كونك ـ ( مستفسرا بالحاح ) وهل كانت تلك المواقع تدفع لك جيدا ؛ ارجو ان يكون ذلك ؟! خالد ـ ( مبتسما ) بالطبع كلا ؛ كنت اكتب مجانا اذ غرضي هو الاستمرار في الكتابة وعدم الانقطاع ؛ لان الانقطاع معناه الدخول في زاوية مظلمة كئيبة ؛ اضافة الى تجمع ما يدور في الذهن دونما اي سبيل لاظهاره والتنفيس عنه . جيرهارد ـ اذن ... هدفك تحقيق الشهرة .... اليس كذلك ؟! خالد ـ لقد بلغت في بلادي وامتي ؛ شهرة واسعة على اصعدة الصحافة والاذاعة والتلفزيون والمهنة القانونية والتأليف ؛ وذلك خلال اكثر من نصف قرن من الزمن ؛ وهو ما لا يكيفني شهرة وحسب ؛ بل وليطغى على ذلك ! هيلما ـ ( بارتياح ) اذن انت مقتنع بان استمرارك في النشر يحقق لك ما تريد ؟ خالد ـ ( مقهقها ) لاسيدتي ... لم اكمل حديثي بعد للوصول الى نتيجة اخرى من المطاردة !! كونك ــ يا لسخرية القدر ان كان هناك مزيد من المطاردة ؟! خالد ـ ( يهز رأسه بحسرة وألم ) سأكمل حديثي ... لكي اسدد بعض النفقات المادية ؛ فقد لجأت الى المساعدة في حملات قطع الكروم مع اصدقائي الفلاحين كما ترون والذي تطلقون عليه انتم ( واين ليزه) ؛ اما النشر فقد اخذ يتقلص تدريجيا ؟ هيلما ـ ( باستغراب ) يتقلص ؟ ومجانا ! ؛ وبشهرتك ومكانتك !؛ ومع ذلك يتقلص ؟! خالد ـ الاعذار شتى ؛ واغلبها مضحك وغير مقتع لاصحاب بعض المواقع انفسهم ! لقد لاحظت بأن ذلك التقلص يتناسب طرديا كلما عقد مؤتمر او مهرجان او اجتماع مسّيس ؛ هنا اوهناك ؛ حيث تشترى مواقع وصحف و ذمم ؛ بصيغ ومسببات لا حصر لها ؛.وكنت دائما من بين عدد من الكتاب الافاضل الذين تشملهم ( مكرمة ) المطاردة ؛ ولكن اصراري على ايجاد البدائل للنشر ما زال قائما ومتماسكا . جيرهارد ـ بمناسبة اشارتك الى ( المكرمة ) ؛ هل كرمت حقا في وطنك على كل ذلك الزخم من الانجازات الثقافية ؟ خالد ـ بلى ..... ان الطبقات الشعبية والمثقفة اعطتني منزلة لائقة من التكريم والتقدير . ان كثيرا من المترفعين عن الدنايا بكل اصنافها ؛ لايكرمون عادة من واجهات الدولة في بلادنا . بل ربما ينسحب ذلك حتى بعد رحيلهم الأبدي . هيلما ـ وما هي خلاصة تجربتك من وراء كل ذلك ؟! خالد ـ شيء جوهري يوجز كل ذلك ؛ ان الترفع ينسجم مع الشخصيات ذات المواقف المبدأية النقية المتوازنة التي لا تهادن الباطل ابدا ؛ اما التكالب المخزي المتذبذب فانه يتماشى مع الشخصيات المتهافتة المهزوزة المتداعية التي لا تقيم اي وزن لاعتبارات الوطنية والمباديء ومقاييس الاخلاق .
( ينادي صاحب المزرعة على الجميع بالتوجه الى خطوط الكروم مناولا كلا منهم المقص الخاص به ؛ يأخذ الدكتور خالد مقصه المعتاد ويبدأ العمل بهمة وحيوية ؛ بينما تكون الشمس قد اخذت تضفى على سحر المكان الشاهق غلالة من رقة عطائها ؛ في حين كانت النسمات العذبة تداعب اوراق كروم الريزلنج الغافية على مدرجات التلال المطلة على نهر الدانوب ...)
الختام
#خالص_عزمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المركزية والفيدرالية
-
صبيحة الرابع عشر من تموز 1958
-
فن الحكم والتقرب الى الشعب
-
الأفاك
-
الزوبعة
-
الجار الهاديء
-
الى زوجتي
-
جدار عدو الحرية
-
ذكريات خاصة عن جسر مكسور الجناح
-
محاولة في اصلاح ما خربه الاحتلال 22
-
محاولة في اصلاح ما خربه الاحتلال 1 2
-
محصلة الحرب المشؤومة
-
*موريتانيا كما شاهدتها
-
من مناهل مجالس بغداد الادبية
-
تل الحروف المتفحمة
-
والقصف الوحشي مستمر
-
حجاب المرأة والحرية الشخصية
-
أدب القضاة -20
-
في هوى بغداد
-
أدب القضاة رسائل وتعليقات
المزيد.....
-
الثقافة السورية توافق على تعيين لجنة تسيير أعمال نقابة الفنا
...
-
طيران الاحتلال الاسرائيلي يقصف دوار السينما في مدينة جنين با
...
-
الاحتلال يقصف محيط دوار السينما في جنين
-
فيلم وثائقي جديد يثير هوية المُلتقط الفعلي لصورة -فتاة الناب
...
-
افتتاح فعاليات مهرجان السنة الصينية الجديدة في موسكو ـ فيديو
...
-
ماكرون يعلن عن عملية تجديد تستغرق عدة سنوات لتحديث متحف اللو
...
-
محمد الأثري.. فارس اللغة
-
الممثلان التركيان خالد أرغنتش ورضا كوجا أوغلو يواجهان تهمة -
...
-
فنانو وكتاب سوريا يتوافدون على وطنهم.. الناطور ورضوان معا في
...
-
” إنقاذ غازي ” عرض مسلسل عثمان الحلقة 178 كاملة ومترجمة بالع
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|