(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
..... .... .... ...
أشجارُ التوتِ تعلو
فوقَ أهازيجِ نقاوة الندى
ضفادعٌ خضراء
تتقافزُ كلّما يهلُّ عليها الربيع
فراشاتٌ غافية على إيقاعاتِ
حفيفِ الليلِ
حلمٌ يتطايرُ من زبدِ البحرِ
يتراءى
عندَ إنبلاجِ الصباحِ
قبورٌ مكتظّة بالآهاتِ
بأوجاعٍ غائصة بالشوكِ
تنمو حولها الحسرات والغصّات
شاهدات متشابهة
حولها حجارة صغيرة مبعثرة
حشائش
زهورٌ برّية صغيرة ناعمة
تنامُ السحالي بأمانٍ
تحتَ ظلالِ النباتِ اليابسِ
كيفَ سأميّزُ من بين مئاتِ القبورِ
قبرَ أمّي؟!
آهٍ .. آهٍ أمّي قبلَ أنْ تودِّعي
جنون هذا الزمان
أحببْتِ أنْ تودِّعيني
تواصلٌ من لونِ السماءِ
من سماءِ ستوكهولم
في الطابقِ التاسعِ
من أوجاعِ الغربةِ
رأيتُ أمّي
أسمعُ صوتَهَا تناديني
من الطابقِ التاسعِ
نسجتُ خيوطَ أحزاني
رسمتُ جنازةَ أمّي
تواصلٌ أكثرَ صفاءً
من الماءِ الزلالِ
بكاءٌ على مساحاتِ الخيالِ
تناديني
لا تسلّمُ الروحَ ..
تقاومُ عبورَ الغمامِ
لا ترغبُ الروحُ
أنْ تعبرَ وجنةَ الليلِ
تطلبُ حضوري
من خلفِ البحارِ
يرتعشُ قلبي
أكتبُ نصّاً حولَ وداعِ أمّي
تتعانقُ روحينا
أحسُّ بغصّةٍ تتغلغلُ في أعماقي
لا تسلّمُ الروحَ
تطلبني بإلحاحٍ
حيرةٌ كبرى تُسَربِلُ أجواءَ المكانِ
.... ..... ..... .... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: آب 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.