أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - قوات البيشمركَه تفعيل الحريات مع سيادة القانون















المزيد.....

قوات البيشمركَه تفعيل الحريات مع سيادة القانون


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 07:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



البيشمركَة مصطلح اطلق للمرة الأولى على المنخرطين في قوات جمهورية مهاباد الكردية في عام 1946 م ، وهو يعني مجازاً الثائر او الفدائي ، وإن الأستاذ جرجيس فتح الله يقول انه متكون من كلمتين كرديتين " بيش " و " مركة " ومعناهما الحرفي " المتقدم للموت " .
لقد كان المقاتل في قوات البيشمركة يلاقي صعوبات جمة في الحصول على السلاح والعتاد والتموين ، فكان يخوض معارك غير متكافئة من ناحية العدد والعدة ، ولكن مع ذلك كان البيشمركة يحترمون قواعد الحرب بعدم التعرض الى المدنيين وبالمعاملة الحسنة للأسرى . وبتقديري وحسب تجربتي مع قوات البيشمركة أيام الشباب في اواسط الستينات من القرن الماضي ، فإن معارك البيشمركة كانت بوجه عام معارك دفاعية ، وأحياناً تأخذ طابعاً هجومياً لا سيما حيننما تشن هجوماً معاكساً لأعادة موقع استراتيجي دفاعي .
ولكي لا نبتعد عن عنوان المقال . فإن أفراد البيشمركة اليوم ينهضون بواجبات مختلفة عما تعودوا عليه . إنهم يقومون بأعباء حفظ النظام وتطبيق القانون مع فعالية إبقاء الحريات مزدهرة قائمة ، وهذا العمل يتطلب ميكانزم دقيق للتوفيق بين هذه المتطلبات الضرورية للمجتمع .
في المقال السابق الموسوم : في اقليم كردستان الدين لله والوطن للجميع ، علق عليه زميل عزيز قال :
بينما كان في طريقه من السليمانية الى أربيل وفي إحدى السيطرات قال الجندي " الكردي ، البيشمركة " للسائق : هل معك عربي ؟ ويتساءل الزميل لماذا هذا السؤال ولمذا هذه العنصرية ؟ لم يتسنى لي الأجابة على تساؤل الزميل العزيز لأسباب فنية .
إن التنسيق بين تطبيق القانون وإطلاق الحريات حدود هشة وحساسة وإن تفعيل العلاقة هذه يتطلب دراسة ومهارة حِرَفية وهي قائمة في الدول الديمقراطية للعالم الغربي حيث أن الشرطي يعرف كيف يطبق القانون دون إحراج او تهميش مبدأ حرية المواطن .
في أقليم كردستان يقيم آلاف العوائل العربية النازحة من المدن العراقية ومن الأقليات غير المسلمة التي يطالها يد العنف الدموي ، وحسب تصريح وزير التربية والتعليم في أقليم كردستان ، فإن 12 ألف طالب عربي يدرس في الأقليم ، وقد خصصت لهم مدارس خاصة لمواصلة الدراسة باللغة العربية ، ومن هنا لا يمكن وضع السؤال الذي الذي وجه للسائق بأنه المقياس ، إن الجندي ( البيشمركة ) ، لم يكن سؤاله عن العربي كهوية ، إنما كان يسأل عن الأرهابي الذي يتسلل الى هذه المنطقة الآمنة ، فالعرب كما قلنا ينعمون بالآلاف في هذه المنطقة الآمنة الى ان تعود الأوضاع الطبيعية الى العراق فيعودون الى بيوتهم وأعمالهم ومدارسهم .
إن الحرية لا تعني فتح الأبواب على مصراعيها لكل من يطرقها ، وعندها يسهل تسريب الأرهابيين فتشتعل المنطقة الآمنة في نار الأرهاب الذي يعم العراق . لقد فتحت أبواب العراق لكل من هب ودب دون معايير وكان ذلك باسم الحرية (( فكانت الحرية أول من ذُبح على أرض العراق بيد الأرهاب )) .
أن كردستان تتمتع بهذه النعمة لأنها تتمتع بحريات منضبطة وغير سائبة وسيف القانون فوق الجميع .
إن أمن وأستقرار المدن العراقية منتهك بعمليات عنف دموية وأرهاب يشترك فيه تنظيم القاعدة ، والعنف الطائفي بين السنة والشيعة ، وتدخلات الجيران بتمويل الأرهاب ، وضعف أجهزة الأمن وسهولة اختراقها من قبل الميليشيات والمجاهدين وعصابات التهريب . إن هيمنة الأحزاب الدينية وتضارب مصالحها وتهميش مصلحة الوطن العراقي كل هذه الأسباب كانت وراء الأوضاع الشاذة الأستثنائية التي يمر بها العراق .
بالمقابل فإن أقليم كردستان الذي يديره بشكل رئيسي الحزبان الكرديان الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الأتحاد الوطني الكردستاني وبرلمان منتخب وحكومة أقليم ذات توجهات علمانية . مع ملاحظة الحضور الفعال لقوات البيشمركة التي يعود الفضل اليها في حفظ الأمن والأستقرار في ربوع أقليم كردستان . ولم تستطيع قوى الأرهاب على اختلافها من اختراق هذا الجهاز المتين .
ان مكافحة الأرهاب لا تقتصر على الوقوف على اهبة الأستعداد للتصدي للعمليات الأرهابية ، إنما الجانب الأهم في هذا الشأن هو في تجفيف منابع الأرهاب . إن وزارة الأوقاف والشؤون الأسلامية في حكومة اقليم كردستان التي أصدرت قراراً يمنع أي نشاط سياسي او تجمع حزبي داخل المساجد في اقليم كردستان باعتبار ان المساجد هي اماكن للعبادة فحسب وليست للنشاط السياسي ، وإن حكومة الأقليم ستتخذ الأجراءات اللازمة بحق من يستخدم اماكن العبادة للأنشطة الحزبية .
إن هذه خطوة في الطريق الصحيح في الوقاية ، فكما يقول المثل : درهم وقاية خير من قنطار من العلاج . وثمة أمراً آخراً وهو الأهم وهو الأهتمام بثقافة وتربية الأطفال . هناك من يستغرب لماذا يقوم شباب دارسون ومتمكنون مادياً ، لماذا يقومون بعمليات أرهابية ؟ فإذا رجعنا الى الثقافة التي تلقاها هذا الشخص في طفولته على الأرجح سنعثر على الأسباب التي أوقعت هذا الأنسان بهذا الطريق ، فالتعلم في الصغر هو كالنقش على الحجر وما يتلقى الطفل في صغره يبقى مغروساً في كيانه ، إن علماء النفس وخبراء الجريمة دائمأ يعودون الى خلفية المجرم الأجتماعية والثقافية .
من اليسير على المراقب ان يلاحظ في المشهد السياسي لأقليم كردستان التجانس والتفاعل بين القيادة السياسية والنخب الثقافية والأكاديمة وتنظيمات المجتمع المدني ، والى جانب ذلك ثمة تناغم بين عمل حكومة كردستان وبرلمانها وقوات اليبشمركة ، وهذا الواقع قد صيّر من كردستان واحة جميلة أمينة في صحراء الوطن الذي مزقته الصراعات الدموية أطرافها ذكرناها في هذا المقال . كما ان مثال مدينة كركوك ماثل أمامنا ، فإن هذه المدينة غير مستقرة لسبب رئيسي هو ان قوات حفظ الأمن يتم اختراقها من قبل الميليشيات ومنظمات ارهابية ، ولو كان أمن هذه المدينة منوطاً بقوات البيشمركة لوحدهم لأختلف الأمر جذرياً .
من نافلة القول بأن طريق انتقال أقليم كردستان من مرتبة التأخر الى حضيرة البناء والتقدم ليس مفروشاً بالورود ، وهناك حفنة من المتربصين الذين يسعون الى أيقاف عجلة التقدم والحياة في هذه الأرض الطيبة ، فالأرهاب يسعى جاهداً لأختراقها لزرع الرهبة والخوف والعنف في نسيج هذا المجتمع المسالم ، ومن الجيران فإن تركيا تلوح بقوتها العسكرية لضرب كردستان تحت حجج واهية ، إن ما يدعو الى التفاؤل في قراءة مشهد كردستان هو جبهتها الداخلية ، فحين يكون الشعب متلاحماً ، يبقى من العسير كسر إرادة هذا الشعب .
إن كردستان ستظل جوهرة تتلالأ في سماء الوطن العراقي ، وستبقى جسراً للتواصل بين مكونات هذا الشعب . لقد كانت جبال كردستان الشماء ملاذا أميناً لكل الوطنيين العراقيين الهاربين من قمع الحكومات ، واليوم أصبحت ملاذاً أميناً لكل الهاربين من سيف الأرهاب المسلط على الرقاب . نحن نعشق العراق ونحب أن يعود السلام والوئام الى ربوعه ، وأقليم كردستان يعتبر تجربة أنسانية حية علينا تعضيده ، ونأمل ان يسري نسيم كردستان السلمي الى أقاصي ربوع العراق .
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سينودس القوش واجتماع عين سفني التفاهم خطوة مباركة
- مساجد بلجيكا وكنائس العراق
- في أقليم كردستان الدين لله والوطن للجميع
- بطريركية بابل على الكلدان بين مطرقة الأرهاب وتعنيف الكتاب
- ترفضون الحكم الذاتي والمنطقة الآمنة ، طيب أعطونا البديل ؟
- من يحمي المسيحيين من الذئاب البشرية ؟
- استشهاد القس رغيد كني والأسلام الأصولي ومحنة الأنسان العراقي
- المسيحيون والأقليات العراقية .. الحركة خير من البكاء والنحيب
- الأستاذ هوشيار زيباري تفاؤل مشوب بالحذر
- أحوال الأقليات الدينية في العراق من سيئ الى أسوأ
- هل نتوقف عن الكتابة في الشأن القومي الكلداني
- العراقيون في سورية وخيارات أحلاها أمَرْ من العلقم
- العراقيون في سوريا .. اين المفر ؟
- هل يحمل البيشمركة مفاتيح المشكلة الأمنية في بغداد ؟
- نهاية أسطورة صدام ومأزق الحكومة العراقية
- رابي يونادم كنا .. فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
- المؤتمر الآشوري في السويد وأوهام في الرؤية السياسية
- الشئ الذي لم أشبع منه طول عمري !
- يا عقلاء الأسلام صافحوا هذا الرجل إنه إنسان عظيم
- حكومتنا .. لأنها تؤمن بالديمقراطية فعليها ان تستقيل


المزيد.....




- أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة ...
- إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات ...
- الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة ...
- فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع ...
- بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه ...
- عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع ...
- رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير ...
- رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
- بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري ...
- بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - قوات البيشمركَه تفعيل الحريات مع سيادة القانون