دومام آشتي
الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 05:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن من يتابع الشأن والرأي العام والعالمي وهم كثر بطبيعة الحال , يشاهد ويشعر مدى التأصل والتجزر التاريخي للماضي السياسي والاجتماعي سواء أكان أيديولوجيا , أو حتى سيكولوجياً ... ومدى تأثير تلك الأوضاع في الوضع الراهن , طبعا مع استبعاد أي فكرة أو مشروع أو خطة كانت تشكل أدنى خطر أو ضعف للواقع العام هناك (اقصد بلدان العالم الأول وما حققته من الاستفادة من تجارب الماضي وتحويل عثرات الماضي إلى أسس ومبادئ يمكن للمرء الاستفادة منها على الصعيدين الجمعي .... , ثم الفردي,
وبنظرة سريعة إلى تطور المجتمعات البشرية وانتقالها من حالة إلى حالة أخرى مترافقة مع بعض السلبيات والايجابيات التي حملتها المرحلة الجديدة من المرحلة السابقة سواء على الصعيد المهني أو على الصعيد السياسي ... وخاصة هذه الأخيرة والتي أستفاد الغرب من تجاربهم الماضية خير استفادة ونقلوا مشاريعهم من طور التخطيط والأحلام والتفسيرات البالية والتهم المعلبة والجاهزة إلى حالة وطور التنفيذ بل المنفذ والحديث عن نتائج آلت إليها تنفيذ سياساتهم ...... وهكذا دواليك حتى وصلت المجتمعات الأوربية إلى حالة من التقدم الهائل والمخيف لدرجة أن البعض من علمائهم ومفكريهم باتوا يخشون من أنفسهم وعلى أنفسهم جراء هذا التطور المخيف والهائل ....
وطبعا كل هذا التقدم لم يكن وليد الصدفة بل كان عن أرادة وتنفيذ وتصميم من جهة.... ومن جهة أخرى نتيجة ابعتاد كل من لم يكن بمقدوره العمل كما يجب في ساحة العمل سواء أكان العمل نابعا من المجهود الفكري أو العضلي وحتى السياسي .. وخاصة الميدان السياسي الذي كان ومازال وبكل تأكيد شأناً وحكراً فقط على كل من يستطيع العمل من أجل الشعور الجمعي والمصلحة العليا الفعلية .... صارفاً النظر عن مصالحه الشخصية الضيقة سواء الحزبية أو الفردية وجاعلا من نفسه عرضةً للمحاسبة قبل الآخر ... هذا وبكل تأكيد من مقومات النجاح السياسي على الصعيد العام
( لست في صدد التذكير أو الافتخار بما آل إليه الغرب .. بل فقط أود أن انوه الى بعض النقاط للإغناء لا غير ) وإذا تذكرنا كلنا ما حدث منذ فترة قصيرة عندما استلم ساركوزي رئاسة فرنسا , كيف أن جاك شيراك رحل عن القصر الملكي بسيارة عادية وسكن بشقة ليست بملكه أي انه أصبح يساوي أي شخص فرنسي , بل ربما يكون أقل مرتبة من شخص يعمل أكثر منه .... فقط لأنه لم يعد يعمل في المجال السياسي , ناهيك عن خدماته الجلية والواضحة .. أي أن كل من يعمل في الميدان السياسي في العالم الغربي يضع نصب عينيه خدمة الآخر والشعب والعمل من أجل أن يكون خفيف الوزن بجسمه على الكرسي ثقيل الفعل بعقله وقلبه على المنصب .... و غيرها من الأمثلة ما عد وكثُر ....
أما لدينا في شارعنا الكوردي ,في عالمنا السياسي الذي بات أشبه بخرافة أسمها العمل السياسي الكوردي والأداء السياسي الذي بات أشبه بلعبة شطرنج كل واحد يريد أن يحجز لنفسه رقعة الملك ويحجز رقعة الوزير أيضا ً ليكون نائبه درعٌاً له من هجمات الفريق الآخر الذي يشاطره النصف الآخر من رقعة الشطرنج ....
فالكل يرى في نفسه الوطني الغيور ..... والكل يرى في نفسه أنه الباز الذي سينشب مخالبه في قلب المتربصين بنا .. والكل يرى في الآخر أنه مسؤل عن التراجع والتشرذم الحاصل للكورد ..... فيا ترى من يكون الشماعة ومن يكون محرقة لهؤلاء .. بل من هو مسمار جحا .....
على العموم نحن نحتاج وقبل كل شيء ... نحتاج إلى أن يتعرف كل شخص منا على نفسه أولا ... والتعرف على إمكانياته والعمل على خلق وإنشاء الآليات الدفاعية المتينة التي تساعد في خلق واقع سعيد قوامه القوة والوحدة والتطور والاستفادة من تجارب الماضي بدلا من اللجوء إلى حالات النكران للتنفيس عن نفسنا ورفضنا للواقع المؤلم .... وبدلاً من اللجوء إلى النكوص بسبب شعورنا بإحباطنا والعودة إلى الأسلوب القديم والذي من أشكاله هنا وفي ساحتنا الكوردية ( الانشقاق... أنموذجا ً ) فمعظم السياسيين ورجال السياسة يرون من أنفسهم الرجل الأنسب للخروج من عنق الزجاجة والولوج إلى ساحة التقدم ... وعند مواجهة أول محنة ...وأول موجة معادية أو قوية أو صعبة تراه يهرول إلى الانشقاق بحثا وبالتحديد عن أشخاص يكنون العداء أو الكراهية أو حتى مجرد الاختلاف في وجهات النظر إلى أولئك الأشخاص اللذين أنشق عنهم بسبب أول محنة واجهته .... بغض النظر سواء أكان الاختلاف خلافا ً شخصيا أم تنظيمياً أم ...( نهجيا ُ)
المهم هو الولوج الى المنصب والوصول الى الساحة الرئيسة سواء أكان ثمن الوصول إلى السدة الرئيسية هو السيرعلى رؤوس الأشهاد أم كان على الأقدام وربما الحل الأفضل كان الوصول برفاهية يفتقدها الحاضرون ( رفاهية جاهزة ومعلبة )
ثم ما يلبس أن يعود عن قراره الذي اتخذه سابقا وإقرار العودة إلى ما كان عليه سابقا قبل الانضمام إلى أصدقائه الجدد مبينا ً بشتى الوسائل أنه كان يخطط لقرار العودة منذ زمن طويل وبناء على رغبة الجماهير الكادحة والوفود الوطنية التي كللت مساعيها بالنجاح وتمت عمليات المصالحة والاندماج .... من جديد و( هاااااا حليمة رجعت لعادتها القديمة ) يقرر من جديد ويصدر بيانه التاريخي والاكتشاف المرعب..... رفاق دربه وأصدقائه( القدامى والجدد ) عاثوا خرابا ً وفسادًا وباعوا الوطن والفكر والنهج وباتوا يكيدون له التهم والمؤامرات والدسائس ... وحفاظا على الوطن ..سينسحب بهدوء ....
وفجأة ... ينقلب الهدوء إلى عاصفة من الشتائم والمسبات والتهم الجاهزة وامتلاكه للدلائل والقرائن التي تثبت تورط أصدقاء دربه ورفاق عمله في عمليات أشبه بالتزوير والتآمر و..... لكنه لن يعلنها إلى الرأي العام حرصاً
على مشاعر الأطفال من الخدش ... وحرصا ً منه على سرية الأسماء ... وأيضا حرصا ً منه على سلامة وأصالة النهج الذي كال له ما شاء من التهم والمسبات .....
وأيضا ثم يغير من أسلوبه القديم فيخرج لنا بمجموعة من البيانات التي تكون معظمها من بنات أفكار وكتابات غيره ويذيلها باسمه وصورته البراقة والتي تدور تلك البيانات في مجملها على أهمية النقد البناء وأهمية الحوار والابتعاد عن المسبات والشتائم والتركيز على الناحية الإبداعية وعلى الأصالة والابتعاد عن التهم ( التي يتقنها)..... وأن الموضوعية هي سمته في الكتابة ولا ينسى أن يحشوا قليلا من الأمور الفلسفية المعقدة في كتاباته والصعبة على الفهم ليبرهن للقارئ الساذج وبعض من ........ ليبرهن لهم عن مدى ثقافته وأصالة تفكيره وبراعته في الكتابة ويكرر هذه العملية ( أي البيانات الكتابات ) مرات عدة بقصد الرد عليه ظنا منه أن في ذلك خيرا ً له ولفكره ..... مُختاراً لتلك الكتابات أوقات ومواعيد محددة أي في مناسبات وأحداث معينة بقصد جلب أكبر قدر من القراء ... ناسيا ً أو ربما متناسيا ً أن الفضاء الالكتروني الرحب هو فسحة سماوية رحبة من أجل الاطلاع والتثقف والنهل منه للتقدم ... لا غرفاً معتمة لا تحتوي على أي لون سوى اللون الذي يريده ... ويلون به غرفته الانترنيتية الخاصة به
وضاربا بعرض الحائط القول الشهير لماركس أنه على المربي أن يربي نفسه أولا ً..... وفاقد الشيء لا يعطيه .... فالكتابة والكاتب جزء واحد لا ينفصلان أبداً وأن انفصلا بات الكاتب غريبا ومغتربا عن مادته وبذلك تحول الكاتب وبمحض أرادته إلى نقل نتاجه الفكري من ساحة الفكر والعقل والتفكير والوطنية إلى ساحة الطبقات والتفاوتات والصراعات الغير مجدية والغير نافعة ... صانعا ً بذلك من نفسه ومن كتاباته عرضة للضياع في المتاهات التي ستنتهي إلى السخرية واللامبالاة .... ولإنقاذ نفسه لا يرى لنفسه مخرجا ً من تلك المتاهة إلا بافتعال آليات دفاعية من أمثال التبرير والإسقاط.........
هذا جزء يسير من واقعنا السياسي المرموق ؟؟!! والذي بات أشبه بقانون الغاب ... لكي تعيش لابد لك من العيش على جثث وأنقاض الآخرين متناسياً أنه حتى دول أمريكا اللاتينية والشمالية والبحر الكاريبي والكونكاكاف وأيضا بحر الظلمات قد باتت على مسافة تقدر بآلاف الأميال عنا تقدما ورقيا وتحضرا ..... لأنهم جعلوا من تجارب الماضي نبراساً ومصباحا للدرب وللجيل القادم .. وحولوا أمجادهم المكتوبة على الورق إلى مرصعات مكشوفة للعيان واختراعات واضحة وضوح الشمس
ونحن مازلنا ندور في متاهات التآمر والانشقاقات وال....
وطن بات ينهش فيه كل من سولت له نفسه , النهش, ووطن بات أشبه
ملاحظة : إذا شعر أحد الأشخاص أنني أجحف بحقه الشخصي يمكنه أن يبرهن عكس ذلك , ناهيك عن أنني لم أذكر أي اسم فإذا شعر صديقنا أل... أنني اقصده ... فهذا مردود إلى كونه ( بالفعل شخصية متأصلة في كتاباتي المتواضعة )
أما إن كنت أنا لا أخرج عن كوني جزءاً من هذه الكتابة فإنني أضع نفسي على قائمة المذمومين .... علما أنني لا اطمح إلى أي منصب أو جاه أو مال كل ما ابتغيه هو قلم ناصع يكتب بحبر ابيض يساهم في مسح السواد وينشر الود ويناشد التقدم الفعلي لا النظري
#دومام_آشتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟