عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 05:26
المحور:
الادب والفن
لم أقل يوماً إلاّ ما أ ُريد , فأوجعني القول , فقلت , ولم يكن لي سقف قولٍ سوى الحقيقة, فتأملت , فالقول الذي لا يصيب واهم , وقائل القول , وهم , فكن مع قول الجوهر تكن صاحب الفطنة, لا الفتنة , فإياك إياك أن تُرَخّص القول , لأن المعرفة معروف , والعارف هو السيد 0
من لا ينام على سرائر الوهم, تداهمه أرائك المجد 0
ومن ذاك الذي شوى وجهه بقناديل الريح , وأرّق في معروفه , سراج الوجود , يا من ينام في شمائل الخلق , ويتراعش عند قبة الخالق , كن سموحاً مع طرائف الندى , وترفّق ببواعث الشمائل , فهي رمّاضة بالفتون, وجالبة للظنون , فالظنّ على مجد العصا اللواحة , يُنَعِّم الفتنة في دياجير السواد , وما الليلُ إلاّ بياض ُ الهم ِّ , وما تحيط به من هموم هي دمامل الضوء , في فتون نهاره البارد , أيّها المتراكم على فلوات الصبح , الضّاج على فضائح عصير الضحى , كن مودةً ورحمةً للذين أبوا إلا أن تكون بارد الهم, ولا تسوّر أَرَقَكَ المحموم بالموهوم , وكن شمّاعة على ثغاء خراف الحزن , يا من سبحّت لنا الحيوات , ونثرت الحرف , وما وَشَمْتَ الماجن من أظلاف الليل , تتمادى كرعشة دبيب الحياة , كم تترافس في أوجاعك بواكير الذرف المائي, على صبوات ذَكَرِ الطير , أو نزو الأيائل في الربيع , يا من تتزاحمه أشباه قنافذ الوقت , وتذوي أعنتها الخيول ,ُ وما برحت تتصايف عتبات الهم من الوهم , والليل سكون , ومن أحزنَ من هم ٍ جلّلَهُ الحزن ؟
ومن دمع ٍ نشّفَهُ الدمع ؟
وأسأل حين أسألُ كيف هو البرق ؟ وكيف ؟
فلمن لم ّ ولمن هم ّ ! , ولمن تلتمُّ ذرائره ؟
كيما تتواشج في الحُسْن صبابات, أو تعلو فوق نسائم َ من صبح , جر ّ الليل بواحته , وأردف على الموج بواقي النجم ,
يا صبحاً مالمّ وما ألتم ّ ,
من جرّحَ فينا الأحزان ؟ ومن رَشَّ ببواقي الناس المذعورين رعب الطائر , وهَلَع الكُهّان ؟
يا حزن الليل , كيف خُلقت َ وحيداً , وأُ َسْرج فيك فتيلُ الليل, ولا راش الوحش ُ المُتَلَذِّذُ بأُفول ِ الريح ِ , شمّام القلب , وما بقي من الهم ِّ يكفي لتّشْتَعِلَ الأحزان , يا ليل كفى , يا هماً يتخثّرُ في جبهة الصبح ياقوتاً, كفى أحزان , يا حزنُ كفى أحزان, فما عاد القلب يتّسع , وفي أطراف القلب تشتعل النيران 0 كفى , كفى, كفى , أحزان 0
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟