أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى الشيخ زامل - التجربة الصينية والتجربة العراقية














المزيد.....

التجربة الصينية والتجربة العراقية


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 04:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق والصين كلاهما من بلدان الشرق الأصيل ، الشرق الذي ينضوي تحته مختلف الحضارات والأمم ، تجمعها صفات كثيرة ومتنوعة ، إلا أن العراق اختارت له المشيئة الإلهية أن يكون أوسط هذا الشرق ، فيما كان الصين هناك بعيداً في الشرق الأقصى ، إلا بعد هذين البلدين عن بعضيهما يضمهم شرق واحد وهم واحد ، لم يمنعهم من الحؤل دون الوصول إلى الرقي والتقدم والحرية ، فشهدت الصين تقدماً كبيراً في التنمية الصناعية والتجارية والسياسية وبناء مؤسسات ضخمة ترعى المجتمع المدني لأنها تخلصت من الأنظمة الشمولية والاستبدادية قبلنا ، فيما بقينا نحن تحت طائلة استبداد هذه الأنظمة الشللية والعائلية فكانت أنظمة جمهورية بأثواب ملكية تتوزع هنا وهناك في شرقنا المعاصر .
وفي تجربة ( صينية ) مثيرة ومهمة من رحم هذا الشرق العريق ، نشرتها وسائل الإعلام مؤخراً حول مقاطعة صينية أسست لمشروع يقوم على أساسه ترقية المسؤولين وكفاءتهم للمسؤولية الإدارية التي يكلفون بها .
وعنوان الخبر يقول : ( مقاطعة صينية تشترط للترقية معاملة الوالدين بإحسان) .... فيما نصه يقول : (قالت وكالة أنباء الصين الجديدة(شينخوا) إن مقاطعة في وسط الصين تعتزم إجراء مراجعة متعمقة بشأن كيفية معاملة مسئوليها لآبائهم وأمهاتهم، وإعطاء أولوية في الترقية لهؤلاء الذين يحسنون معاملتهم. وأضاف التقرير إن محققين سيناقشون ما يصل إلى ( 500) من أفراد العائلات والأصدقاء والزملاء والجيران بشأن سلوك كل مسؤول من مسؤولي مقاطعة (تشانجيوان ) بما في ذلك القيم العائلية، أو أي عادات تتعلق بشرب الخمر أو لعب القمار.
وستأخذ النتائج في الاعتبار عند تحديد الترقيات، ونقلت (شينخوا ) عن ( ليوسين) الزعيم المحلي قوله: يجب على المسؤولين التحلي بالقيم الصينية من طاعة الوالدين والمسؤولية العائلية والتي تمثل أساس حياة مهنية ناجحة .
ويأتي هذا المشروع الإصلاحي للمعايير الأخلاقية نتيجة لقلق الزعماء الصينيون بشأن كيفية إعالة السكان المسنين ، واندفاع الأجيال الشابة شوطاً بعيداً وراء أحلامهم ، فيما يتناسون بذروة هذا الاندفاع المجنون من كان السبب في مجيئهم إلى هذه الحياة ، وما بذلوه من جهد وتعب بتربية جيل من الشباب هم اليوم عماد الدولة وسندها من العقول و الأيدي العاملة ، للاستفادة من ازدهار الاقتصاد الوطني ومضيهم الجاد بشكل يتناسب مع أعمارهم .
ويأتي هذا الخبر في وقت تتفكك فيه الأسر في مختلف البلدان سواء كان في الشرق الأقصى أو الأوسط أو الغرب أمريكا وأوربا ، مع أن معظم هذه البلدان قد قطعت أشواطاً بعيدة في الرعاية الاجتماعية والصحية والتربوية ، إلا أنها تشهد تراجعاً ملحوظاً في البناء الأسري الذي بدأ نسيجه في التهدم والتهشم لأسباب كثيرة ومختلفة .
وفيما نحن على أعتاب التغيير الكبير في بلدنا الذي تخلص مؤخراً من هذه الأنظمة ليقع تحت طائلة المحاصصة الطائفية والتي عرقلت الكثير من المشاريع المهمة والإستراتيجية .
وبدلاً من اختيار المسؤول الكفوء والوزير المتخصص أصبح الاختيار وفق حصة هذه الطائفة أو تلك حسب مقاعدها في البرلمان وعمقها التعبوي والجماهيري .
وقد يرى بعضهم أن مثل هذه المحاصصات لا ضير فيها مادامت هذه الطائفة أو تلك تختار الكفوء ليمثلها في حكومة توافقية واحدة ، ولكن الواقع أثبت خطأ هذه الرؤية إذ عجزت هذه التمثيلات عن أعطاء صورة ناصعة عن كتلها ومن يمثلها وفق تخصصها وكفأتها وحشرت نفسها في جيوب كتلوية وحزبية وإن كانت غير كفوءة وطالما أعلنت الكثير من هذه الكتل : ( أن الولاء عندها قبل الكفاءة ) .
وكل هذا يجرنا إلى تساؤل مهم : هل تحقق تلك المحاصصات تقدماً لبلدنا وهي بهذه الصورة ، وهو الذي خرج تواً من سطوة المحاصصة الكبيرة ـ في النظام السابق ـ تحت مسميات وطنية وقومية ؟
إلا يحق لنا أن نطالب قياداتنا للتخلص من هذه الآلية الغير مجدية ، خصوصاً ونحن على أعتاب تغيير وزاري كبير يأخذ بنظر الاعتبار الكفاءة والمسؤولية والإخلاص بعيداً عن ثوب الفئوية والكتلوية والحزبية الفضفاض .
إلا يحق لنا أن نطلق مشروعاً مشابهاً للمشروع الصيني عبر آلية جديدة يتم فيها اختيار المسؤول والوزير حسب كفاءته ووطنيته بعيداً عن التقييد بالطائفية وتوزيعاتها التيبوغرافية المقيتة ، بعد أن فشلت تلك الخيارات التي جعلتنا نراوح في نفس وكأننا قطعة من الماضي يعاد لصقها بمكانها السابق ؟



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمرد
- ماذا نعني بالمثقف ......ومنهم المثقفون ؟
- سيف أسلامي بيد فارس بريطاني
- وجوه
- أوضح من عين الشمس
- جلدي القديم
- أخر بقاياك
- جيفارا
- تداعيات في ربية
- الأنفجار الأخير
- ضربة شمس
- نافذة من المطر
- الجسد العراقي بين التأليه والإذلال
- قصص قصيرة جداً / أنا وظلي
- إلى مظفر النواب
- أنفسنا
- أنا بيكاسو
- الاستعمار الثقافي العربي بين القصدية والاعتباطية
- التجربة الصينية
- باب أول ..... باب ثاني


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى الشيخ زامل - التجربة الصينية والتجربة العراقية