أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - أنا أنافق ..إذن أنا موجود!














المزيد.....

أنا أنافق ..إذن أنا موجود!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 10:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يبدو أن "النفاق" سجية في طبيعة البشر ، لكنني أظن أن " العرب " يختلفون في أمره عن باقي الشعوب، وقد يرجع ذلك لسببين ، الأول:أنه كان شائعا" بينهم ، والثاني أن الإسلام حين ظهر نبّه إليه وحذّر منه في آية صريحة في سورة البقرة : " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الدّ الخصام "، وكان المقصود به " الاخنس بن شريق " فقد كان هذا الرجل حلو اللسان عذب المنطق معسول الكلام ، وكان إذا لقي النبي محمد ( ص ) أغدق عليه بكلمات الحب والمودّة والإطراء وأنه مسلم . وكانت له عبارة ( أصبحت فيما بعد شائعة التداول بين المنافقين ودالة عليهم ) يختم بها كلامه بقوله: " يعلم الله أني صادق " ، فيما حقيقته عكس ذلك وانه " الدّ الخصام ". ولهذا قيل بالمنافق في الدين هو من ستر كفره واظهر إيمانه. ثم صار النفاق يعني أن ما يبديه الفرد " المنافق " هو مباين لما في مخبره ، فظاهر المنافق متقلب ومناقض لما يضمره، ويكون بوجهين ، وفي هذا يقول النبي محمد ( ص ) : " ما ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا" ".
تلك كانت توطئة للموضوع الذي استبدلنا فيه مقولة ديكارت : " أنا أفكر إذن أنا موجود " بـ " أنا أنافق ... "، وفيها نكهة طيبة من الدين، وهذا مقصود. فمع أن النفاق صار ظاهرة اجتماعية شائعة في المجتمعات غير المستقرة وتلك التي تحظى فيها السلطة بالامتيازات حتى ليصير الناس فيها يرون أن الشاطر هو من ينافق، إلا أن المعني بالمنافقين في هذه المقالة هم ( السياسيون المتدينون من الافندية والمعممين ) في الحكومة والبرلمان تحديدا" . وهذا لا يعني أن السياسيين الآخرين غير منافقين ولكن "لا لوم "على المنافقين منهم لأن السياسة " شغلتهم ".
لكنني أرى أن الجمع بين السياسة والدين غير ممكن لأن السياسة تفسد عمل رجل الدين السياسي لا سيما في الوضع العراقي المعقد ، الذي يكفي منه عقدتان : الاحتلال والاحتراب الطائفي ، تضطران رجل السياسة إلى النفاق .
وبحسب المنهج الديني فأن الصدق رأس الفضائل ، ورأس مكارم الأخلاق وهو بالتالي يهدي إلى البّر المفضي بصاحبه إلى الجنّة ، في حين يهدي الكذب إلى الفجور المفضي بصاحبه إلى النار. وفي هذا يقول النبي محمد ( ص ): " إن الصدق يهدي إلى البّر وان البّر يهدي إلى الجنّة، وان الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وان الكذب يهدي إلى الفجور، وان الفجور يهدي إلى النار ، وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذّابا ".
وقد قرن القران الكريم الصدق بصفات أخرى : الوعد والإنصاف والوفاء بالعهد . وللنبي محمد ( ص ) حديث يقول: " آية المنافق ثلاث ، إذا حدّث كذب، وإذا وعد اخلف، وإذا أؤتمن خان ".
ولدى متابعتي لأحاديث عدد من السياسيين القياديين المتدينين وجدت أنهم يكذبون ، وتبين بالملموس أن وعودهم التي أعلنوا عنها عند استلامهم مقاليد الأمور قد أخلفوها، وان ما اؤتمنوا عليه " أموال الشعب " سرقت ونهبت واختلست ، وحتى الوطن الذي يموت الإنسان دونه ولا يفرّط به ، يجري التساوم عليه بصفقات.
إن السياسة تفسد رجل الدين إذا اتخذها مهنة ، وتسبب له القلق والأرق وقرحة المعدة وارتفاع الضغط أو انخفاضه ، ومساءلة الضمير الذي يقوم قبيل النوم بدورين : القاضي والمتهم في آن واحد، وتضعف حظه أو تستبعده من الفوز بالجنّة التي هي هدف كل رجل دين مخلص لدينه . ولذا فان ابتعاد رجل الدين عن السياسة أسلم لصالح دينه وصحته النفسية .. اعني أن لا يتخذها وظيفة أو مهنة، وله أن يهتم بها بحرص نزيه على الناس والوطن وتذكير الحاكمين بمخافة الله ، إن أراد الجنّة ورضا الناس عنه . أما أن يجمع بينهما ويريد أن يحصل على الجنّة في الآخرة والرفاهية بالدنيا من وظيفة تدّر مالا وفيرا وذات مساس بشؤون الناس في الوضع السياسي العراقي الملغوم بقضايا كثير منها يتداخل فيها الباطل بالحق والحرام بالحلال فان الابتعاد عنها للمتقي أفضل ، وأي تخريج فقهي أو سياسي أو وطني لها هو خداع والخداع نفاق .
لكن من الدواهي التي تصيب رأسك بالدوار انك تجد بين السياسيين المتديّنين من يرى في مقولة " أنا أنافق أذن أنا موجود " مسألة شرعيه في هذا الزمان !.




#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوحّد- القسم الثاني -د
- التوحّد- القسم الاول
- لماذا يحصل هذا للعراق والعراقيين ؟!
- أستاذ ( مجنون ) يحصل على جائزة نوبل !
- العراقيون ..وسيكولوجية الاحتماء
- الرهاب ( الخوف المرضي )
- الاضطرابات النفسية الجسمية ( السيكوسوماتك )
- لسيكولوجية الفتنه...قوانين !
- العربي..والهوس بالسلطة
- العرب .. أكثر المجتمعات تعرضا- للاصابه بالشيزوفرينيا
- الحول الإدراكي...في العقل العربي
- أحقا... أننا خير أمّة ؟
- روح فهمّه للديج!
- الهوس والاكتئاب
- الاضطرابات الانشطارية ( التفككية ) أو ( التفارقية )
- فلسفة التعليم العالي في العراق وأهدافه إشكاليات وأفكار
- لو تكاشفتم ...ما تدافنتم !
- الانتحار...أسبابه ... ومشاهير انتحروا
- الانتحار...حوادثه وأساطير عنه وحقائق..-القسم الأول -
- اللهّم عجّرم نساءنا !


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - أنا أنافق ..إذن أنا موجود!