حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 07:23
المحور:
الادب والفن
اتجاهات أساسية محدودة ومعدودة,تسيطر على أفكار البشر وأفعالهم مدى الحياة. الحصول على الملذّات والمتع,تجنّب الألم,إرادة القوة والسيطرة,إرادة المعرفة والإنجاز, فضاء السماحية والتجريب, أبواب وجدران المحرّم والممنوع......وذلك كله وسط الصراع والخوف والقلق.
أتخيّل الحياة في أمريكا وفرنسا على النقيض منها في السعودية وإيران, بينها تدور البقية.
ثقافة الحياة أنشأت مؤسساتها ودولها وقوانينها والأهمّ" الأنا العليا" لمواطنها, أتخيّل ذلك.
ثقافة الموت تحافظ على مؤسساتها ودولها وقوانينها و"الأنا العليا" لمواطنها تتضخّم بشكل سرطاني وتسحق مكوّنات الأنا الفريدة والفردية الحرّة والواعية, أعرف ذلك باللمس والنظر.
فضاء السماحية والقبول_ هويّة ثقافة الحياة ومبدأها الأساس.
الأغلال والقيود والتحريم والمنع والبطش_ هويّة ثقافة الموت وسجنها الضيّق.
في صراع القيم والأفكار والحدود,تنتصر ثقافة الموت يوما بعد آخر, وتبتلع المواقع المتبقية بالدرجات والزوايا والاتجاهات الأساسية, على عكس ما يبدو المشهد من الخارج.
هل يختلف المشهد ,من الداخل, في بلدان الضوء والحريّة؟!
ذلك ما أرغب في اختباره بنفسي, من هنا لا يتاح أكثر من القياس المنطقي, وأعرف بحسرة, أن المنطق مراوغ ومليء بالفجوات والثقوب المظلمة, وليس من أمل لتجنّب ذلك, سوى بالتجريب والتكرار وحذف الخطأ!
*
أحاذر العلاقات مع الجيران,لا صداقة ولا عداوة,علاقات رسميّة مصانة بمساحة أمان كافية, لتجنّب التطفّل وسوء الأمزجة واختلاف الطباع والمعتقدات_ من الجانبين.
في ألبيوت أل...19 في اللاذقية ومثيلاتها في دمشق,لا شواذ ولا استثناء.
دوما يوجد جار, يجرّ لسانه خلفه وأمامه وعلى الجانبين, وغالبا ما يكون ذكرا وبعد الثلاثين. لحظة التماسّ أبدأ في الدوران عن حارة جديدة ومسكن جديد.
هذه المرّة تغيّرت قواعد اللعبة,بيت بسنادا, لا يمكن تبديله ماديا الأمر مستحيل....
جدران عالية شرط الحصول على جيران طيبين. هذا من الأشياء القليلة التي أعرفها بيقين.
البيت الذي سأغادره قريبا,كنت لأتذكّره بحميميّة وشوق لولا الجار...الطيّب بالتأكيد, ولكن.
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟