(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
..... ..... ..... .....
أريدُ أنْ نآكلَ سويةً يا أبتي ..
هزَّ رأسَهُ معتذراً
تذكّرتُ أنّهُ يتدغدغ من إبطِهِ
فانتهزتُ الفرصةَ
مركِّزاً على نقطةِ ضعفِهِ
مدغدغاً إيّاهُ
من جانبيِّ الخاصرةِ
حتّى أطرافِ الآباطِ
رجاني أنْ اتوقّفَ عن دغدغتِهِ
لكنّي لم أصغِ إلى رجائِهِ
غمرَهُ الضحكَ
وتعالَتْ جناحاهُ
فسقطَ على فخذِهِ
ما تبقّى من الحبلِ
رأيتُ نهايات كرافيتتي
تنظرُ نحوي
تريدُ الخلاصَ من هذا الانحباس
التحمَ والدي مراراً بالسنابلِ ..
بأعشابِ البرّيةِ
حاملاً بين جناحيهِ نقاءَ الحياةِ
بساطةٌ من لونِ الفرحِ ..
قُشَعريرة منعشة غمرَتْ ليلي ..
تبدَّدَ فجأةً ضجري
عقاربُ الساعة اقتربَتْ
من انتصافِ الليلِ
مفرقعاتٌ تتدفّقُ
كشهبٍ نحو الذاكرة البعيدة
الشعرُ صديقُ غربتي
تاهوا أصدقائي في صحارى المسافات
تبعثروا في همهماتِ الغربةِ
وجعٌ على إمتدادِ الشفقِ
همومٌ تخشخشُ
بينَ رحابِ الحلمِ
شوقٌ حارقٌ ينمو
في أعناقِ البراعمِ
زهورٌ غافية بين ظلالِ الحنينِ
تشمخُ قامات الأصدقاء
كسنابلِ خضراء
فوقَ وجنةِ البحارِ
رسومُكَ يا جاك منبعثة
من وهجِ الريفِ
من سفوحِ التلالِ الغافية
فوقَ هلالاتِ الحلمِ
من منحدراتِ دجلة الغارقة
في دهشةٍ أزلية
لونٌ متناثر من حفيفِ الريحِ
هل تلتقطُ لونكَ من موشورِ العمرِ
أم أنكَ تنسجُ لونكَ
من نسغِ البحرِ؟
.... .... ..... .... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: آب 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.