خلود الشاعر كمال سبتي أنموذجا

صباح محسن كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1974 - 2007 / 7 / 12 - 06:26
المحور: الادب والفن
    

العراق والشعر توأمان،وطن ينزف ابناءه حروف وألق،وطن القصيدة الاولى والملحمة الاولى،سفر العراق الخالد يضم في حناياه قوافل الشعراء من المتنبي الى نازك الملائكة ...كم رحل منهم لايحصى وهل يحصى نخيل العراق وورود كردستان...قوافل تترى قوافل من المبدعين ..وياأسفاه في المنافي من السياب والجواهري وبلند الحيدري وكمال سبتي ونازك الملائكة ...وتمر الذكرى الثانية على رحيل المتألق كمال سبتي في هولندا العام الماضي وهذا جزء من الوفاء له لطالما تساءل الانسان عن الوجود واسراره محاولا البحث عن فك شفرة الوجود والخلود بأسئلته منذ بدء الخليقة،،
قال:اوتونبشتم لكلكامش(ان الموت قاسم لايرحم)؟
وهل بنينا بيتا يقوم الى الابد؟؟
وهل يقتسم الاخوة ميدانهم ليبقى الى اخر الدهر؟
وهل تبقى البغظاء في الارض الى الابد؟
وهل يرتفع النهر ويأتي بالفيضان على الدوام؟
والفراشة لاتكاد تخرج من شرنقتها؟
فتبصر وجه الشمس حتى يحل اجلها،..ولم يكن دوام وخلود منذ القدم...
وياما أعظم الشبه بين النائم والميت الا تبدو عليه هيئة الموت؟؟
ومن ذا الذي يستطيع ان يميز بين العبد والسيد اذا وافاهما الاجل ؟؟...
هذا ماجاء في البحث عن الخلود عند كلكامش .
اما القران الكريم يذكر في محكم بيناته (كل من عليها فان) وماورد عن سيد البلغاء الامام علي(ع) ((انفاس المرء خطاه الى اجله)).
يقول الفلاسفة ان جوهر الوجود الاستخلاف والتمكين والاول صناعة الحياة بالفكر والفن والأدب والثقافة والعمل من اجل الانسانية بكل ابعاد الحياة ،..كمال سبتي دوّن اسمه في سفر الخلود الابداعي والذاكرة الشعرية الانسانية كمال سبتي شاعر استثنائي تمرد على واقع عراقي دام تغرب مرتين داخليا ومنفويا حاملا هموم سومر وجراحات الوطن مضى جسدا قبل عام في منفاه وبقى صوتا متفردا في مشاكساته ورؤاه القلقة المكتوية بجمرة الشعر..ماهية كمال مزيج من طيبة الجنوبي وغضبه الاعصاري على التدجين السلطوي،..من هنا في اول فرصة للسفر غادر الى منفاه ورحيله وخلوده ولم يغادر سومريته وشرقيته في المدن الباردة القصية كمال من جيل طرز اسمه بماء الذهب فهو مزيج من خلود سومر وحداثوية الرؤى فخلود ماء البحر وزوال الظل والحكيم في المدن المقدسة ومتحف العائلة والراحلون في وقت عاجل مع صبر قالته الطبائع الاربع في لغة عرفت اسرارها ستخلدك حروفها...الشاعر يرحل لكن القصائد تخلد والمجد الشعري لايأفل.....

#صباح_محسن_كاظم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات