عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اعترف الأسبوع الماضي وزير الدفاع الأسترالي بريندان نيلسون أن غزو/ احتلال العراق 2003 ارتبط بالنفط.. الحقيقة التي أدركها ملايين الناس في العالم منذ البداية.. أعلن نيلسون، نقلاً عن BBC، أن ضمان إمدادات النفط كان العامل المركزي لانضمام أستراليا لحرب العراق.
"وبوضوح ليس العراق فقط، بل كامل منطقة الشرق الأوسط، تعتبر ممولة هامة للطاقة، بخاصة النفط إلى بقية العالم ومنها أستراليا. ونحن بحاجة أن نفكر جيداً ماذا يحدث إذا حصل انسحاب غير ناضج/ متسرع من العراق،" حسب نيلسون الذي يعتبر أول مسول حكومي في الغرب يعترف أن النفط كان الدافع الرئيس لشن الحرب واحتلال العراق.
وفي محاولته تخفيف حدة هذا الاعتراف، ذكر رئيس وزراء أستراليا جون هورد أن النفط لم يكن سبباً في انضمام بلاده لغزو العراق.. "كميات كبيرة من النفط تصل من الشرق الأوسط- كلنا يعرف ذلك- لكن سبب بقاؤنا هناك أننا نريد منح شعب العراق فرصة ممارسته للديمقراطية!"
رغم رد فعل هورد بإنكار اعتراف نيلسون، يبقى هذا الاعتراف يجسد حقيقة غزو الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للعراق واحتلاله، ويكشف في نفس الوقت الذرائع الكاذبة لتبرير شن هذه الحرب سواء ما قيل عن أسلحة الدمار الشامل أو علاقة النظام العراقي السابق بالقاعدة.
سحبت أستراليا أعداداً من جنودها ولديها حالياً بحدود 1500 جندي في البلد الذي دمرته الحرب. ومع أن الإعلام الأسترالي ذكر بأن هورد يخطط لسحب بقية قواته من العراق في فبراير/ شباط 2008، لكن رئيس الوزراء الأسترالي قال لاحقاً: سوف لن يكون هناك انسحاب غير ناضج للقوات الأسترالية، معبراً بذلك عن نفس الموقف الأمريكي والبريطاني.
إن رفض الحكومة الأسترالية الإصغاء لشعبها وسحب قواتها من البلد الذي يعاني من الفوضى، وارتباطاً باعتراف نيلسون مؤخراً، دفع العديد من السياسيين إلى اتهام هورد كونه عاجزاً عن اتخاذ القرار عندما يخص الأمر موضوع العراق. حزب العمل- يسار الوسط- المعارض والذي يطالب بالانسحاب الكامل للقوات الأسترالية من العراق، قال أن اعتراف نيلسون بارتباط هذا الصراع بالنفط يكذب التصريحات الحكومية لما قبل الغزو 2003. "عندما سئل هورد قبل 2003 فيما إذا كانت لهذه الحرب أية علاقة مع النفط، أنكر هورد وجود أية علاقة للنفط بالحرب وبأي شكل من الأشكال،" قالها قائد حزب العمل المعارض، حسب World Nws Australia.
والآن أصبح الهدف الحقيقي للحرب على العراق (النفط) معلناً ومكشوفاً.. وللمرء أن يتساءل فيما إذا كان اعتراف نيلسون يشكل مقدمة لاعترافات مماثلة قادمة ستصدر عن الحكومات الغربية التي شاركت في غزو/ احتلال العراق، وفيما إذا كان هذا سينحو باتجاه عملية انسحاب شاملة لكافة القوات الأجنبية من البلد الذي تحول إلى خرائب، رغم أنه يبقى البلد الغني بالنفط!
ممممممممممممممممممممممممـ
Finally, someone admits what Iraq war was all about, By: Philippe Khan, Aljazeera.com- 9 June 2007.
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟