(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
..... ..... .....
يحملُهُ تحتَ إبطِهِ
ثمَّ يعانقُهُ فوقَ الكتفِ
يصفصفُهُ بدقّةِ مرهفة
كأنّهُ يبني عشّاً من الألقِ
يحوّلُ باقات العشبِ
إلى (ريسيّاتٍ) لغنمتهِ
يهدِّدُنا ما بين مزحٍ وجدٍّ
إياكم أن تبعثروا حشيشي
أو تزعجوا غنمتي!
لن أنسى أبداً يومَ سطى والدي
على كرافيتتي
يمطّيها مختبراً مرونةَ المدِّ
وفائدة العبورِ
بين أحشاءِ القنّباتِ
عبرْتُ ساحة العراكِ فجأةً
فَتَكَرْكَبَتْ عليهِ كلّ المخططاتِ
عبرْتُ عوالمَ حبالِهِ وقنباتِهِ
من غير موعدٍ
نظرَ إليَّ مرتبكاً
فعرفتُ أنَّ مقلباً محرزاً
يخبِّئه بين ثنايا ضحكاته المترقرقة
مثل خيوطِ الهلالِ
أرادَ أن يغريني بصحنِ برغلٍ شهيٍّ
مع هبراتٍ من (قليّةٍ)
ولا كلَّ (القليّاتِ)!
تأكّدتُ أن وراءَ إغرائِهِ مقلب
ملوّنُ بالبهجة
بهجة الضحكِ
بهجةٌ
ولا كلَّ البهجاتِ
عبرْتُ مطبخي
أوهمتُهُ على أنّي غائصٌ
في أكلِ البرغلِ
وأعطيتُهُ الأمان على آخره
عجباً أرى هجمَ على قنّباتِهِ
يجدلُهَا بخفّةِ الحجلِ
تدلّتْ من تحت إبطِهِ كرافيتتي
وراحَ يحبسُهَا برشاقةٍ
بين أحشاءِ الحبلِ
فعرفْتُ أنَّ الوالدَ يريدُ
أن يدخّلَ (كولَهُ) عليَّ
بأقصى سرعةٍ
كي يطمسَ معالمَ الجِنحةِ
مركِّزاً على (كَركَونةٍ) لغنمتهِ
ولا كلَّ (الكَركَوناتِ)!
تركتُهُ يجدلُ حبلَهُ بكلِّ راحةٍ
ثمَّ فاجأتُهُ
قبلَ أنْ يصلَ نهايةَ العقدةِ
لملمَ ما تبقّى من النهايات
تحتَ ابطِهِ متسائلاً
هل شبعتَ من القليّةِ ولذائذِ البرغلِ؟
.... .... ..... .... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: آب 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.