أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - إدريس ولد القابلة - يوميات سجين - لولا الحلم لانتهيت 1















المزيد.....

يوميات سجين - لولا الحلم لانتهيت 1


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 601 - 2003 / 9 / 24 - 01:39
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    



أدب السجون ظاهرة إبداعية ليست حديثة، فهي مرتبطة بوجود أقبية الأسر منذ فجر التاريخ، ولأن السجن حيز محدود يدفع المعتقل إلى إعادة طرح الأسئلة على ذاته، يعيد النظر في رؤيته للعالم والحياة، يعيد ترتيب أفكاره تماشيا مع واقع الأسر، فالسجين ينتقل من عالم منفتح إلى عالم منغلق، من فضاء الفسحة والشمس إلى دهاليز الضيق والظلمة. وكثير من الكتاب والمبدعين كتبوا عن السجن وكتبوا من السجن، والنموذج الصارخ في هذا السياق رواية " أرخبيل الغولاغ" للمنشق الروسي فلاديمير سولجنستين التي سرد فيها أشكال التعذيب التي مارستها الحكومات الشيوعية ضد المعارضين، وتوجد روايات عديدة تمتح من فضاء السجن لتؤثث معالم الحكي التي تدور في الظلام، وكثرت في مرحلة معينة الكتابات التي تهاجم جمال عبد الناصر وتصف سجون مصر السياسية خاصة من قبل الإسلاميين والشيوعيين. وفي المغرب طفت على السطح كتابات متعددة أخذت من السجن وظلمته وظلماته تيمة للحكي الإبداعي. كتب عن ذلك ومنذ وقت مبكر عبد اللطيف اللعبي الذي خبر المعتقل، كما كتب عنه عبد القادر الشاوي وهو في السجن من خلال روايته " كان وأخواتها" ومن خارجه من خلال روايته " الساحة الشرفية «. وتمتد هذه اللائحة بعنف متميز في هذه المرحلة الموسومة بمرحلة الانتقال الديمقراطي وطي صفحة الماضي وما سمي بسنوات الرصاص وإن كان الرصاص أبيضا، فخرج إلى القارئ كتاب الإخوان بوريكات وكتاب الرايس " تذكرة ذهاب وإياب إلى الجحيم" وكتاب أحمد المرزوقي " الخلية رقم 10" وكتاب فاطنة البيه وغيرها من الكتابات.والكتابة عن السجن ومن السجن تختلف باختلاف موقع أصحابها . فالكتابة الإبداعية ليست هي الكتابة التي تؤرخ لحياة صاحبها. الكتابة التي يمتزج فيها الواقع بالخيال الإبداعي ليست هي الكتابة الواقعية. هذه المذكرات عاش صاحبها محنة الاعتقال في مراحل الاعتقال أن تبين كيف كاتبها وهو رهن الأسر يفكر في هذا الوجود وهذا العالم. هذه التجربة في الكتابة عبارة عن يوميات سجين كتبت في مراحل متفرقة.

 

                            -  -  -  -  -  -  -  -  -  -  -  -  -  -                 

جماعة من السجناء يتحدثون عن القانون وعن التجاوزات وعن اختلاف الأحكام وتباين العقوبات رغم تماثل الأفعال وتطابقها.

الجريح لا يحلم إلا بالدم لهذا أغلب نزلاء السجن يحلمون بالانتقام

 3 يونيو السنة الأولى من المحنة :

 شهر ونيف بالسجن كان كافيا للتوصل إلى الحقيقة التالية: الوعي بالواقع الحالي، بالحاضر يعني عدم انتظام أي شيء.

 4 يونيو:
هناك من لا ينظرون أبعد من أنوفهم وظفوا كل ما لديهم في هذا العالم واستثمروا كل ما يتوفرون عليه، وهكذا تجردوا من كل شيء في مواجهة الموت، فضلوا الفاني عن السرمدي.

 5 يونيو:
 غريب حال الإنسان في هذا الزمن الرديء يعفو عنك ويدينك قلبك.

 6 يونيو:
 غامض مآل الإنسان في هذا الزمن، في البداية يكون بريئا، دون سوابق ويصير متهما دون أن يرغب في ذلك...هكذا نحيا من الولادة إلى الممات.


 7 يونيو:
 من السهل جدا أن يكون الإنسان طيبا، لكن من المحرج جدا أن يكون عادلا...ومن يريد معاينة هذه الحقيقة عليه ولوج السجن.

 


 9 يونيو :
 في السجن من الملاحظ أن كثيرا من الناس يساعدون الآخرين ويواسونهم على غير عاداتهم خارج الأسوار..مرة أخرى من السهل أن يكون الإنسان طيبا لكن من الصعب أن يكون عادلا منصفا، فالعدل في الوقت ذاته فكرة ومثل أعلى ودفء روحي نوراني.

 10 يونيو:
 إن الحاجة الوحيدة التي يملكها البؤساء ملكا خاصا لا منازع لهم فيها هي أجسادهم، إلا أنهم لا يستطيعون الاعتناء بها.

 11 يونيو:
 في السجن وراء القضبان خلف الأسوار العالية والأبواب الفولاذية الموصدة يكثر حسن الضيافة كل سجين يدعوك لتناول كوب شاي منعنع أو قهوة أو لمشاركته وجبة أكل..صدق من قال: الكرم عند الشعوب البدائية ( الباربار ) يعتبر خصلة، أما عند الشعوب المتحضرة فهو سلعة.

 12 يونيو:
 إن الإنسان الذي يعي أن لا أمل له يلفظه المستقبل لكن وراء القضبان خلف الأسوار العالية من الأحسن أن نقول إذا لم ينساق الإنسان وراء قدره بطواعية فإنه سيجذبه إليه كرها.

 13 يونيو:
: إذا كان الغني يحلم بثروته ومشاكلها والفقير ببؤسه وفاقته والطموح بطموحاته، فالجريح لا يحلم لا بالدم، لهذا أغلب نزلاء السجن يحلمون بالانتقام.

 

 14 يونيو:
 هناك كلمات لا تتحمل الجمع لأنها فريدة مفردة، كالشرف والعدل.. وهذا ما يفتقده عالمنا الرديء في هذا الزمن الرديء.

 15 يونيو:
 ما هي الخصلة الحسنة ؟ هل هي الانسجام مع طبيعة الصفة الإنسانية وفطرته، أم الامتثال لقواعد من صنع البشر والعصر؟

 لقد برهن التاريخ أنه كلما ابتعد البشر عن طبيعتهم الإنسانية وعن فطرتهم ازداد العالم رداءة.


 16 يونيو:
 جماعة من السجناء يتحدثون عن القانون ومدى تطبيقه على الكل وعن التجاوزات وعن اختلاف الأحكام وتباين العقوبات رغم تماثل الأفعال وتطابقها..تعذر الفهم واستعصى التفسير لأنه إذا كان القانون قديم قدم التاريخ فإنه وجد لكي يخرق، فهناك من هو وراء أو فوق القانون. في هذا العالم الرديء من يفعل الخير لا يمكنه العيش إلى في قبر من القبور وربما السجن هو إحدى هذه القبور.

 17 يونيو:
 إذا كان على الإنسان أن يقوم بأي شيء كأنه قادر على فعل كل شيء فإنه في هذا العالم الرديء والزمان الرديء عليه أن يمتنع عن فعل أي شيء كأنه عاجز على فعل كل شيء، بهذا المنظور أريد للمواطن أن يلعب دوره في المجتمع الرديء
 


 18 يونيو:
 قبل اليوم كان أحد النزلاء وافته المنية، فإذا كان مكتوب علي أن أموت في هذا العالم الرديء فأي يوم من الأيام هو أهل لألقى حتفي في هذا العالم الرديء. ففي هذا الزمان الرديء كل الأيام سواء لأن المرء خلف السوار العالية وراء القضبان، يحيى بلا ماض ولا مستقبل، لا يعيش إلا الحاضر القريب، اللحظة تلو اللحظة، فالساعة الآتية هي التي تهمه. فإذا استطاع الاقتصاد على المكوث في اللحظة الآنية سيتحرر على الأقل من الآلام الماضية والحسرة المرتقبة لم أعد أسمع إلا قلبي لأنه هو الأقرب إلى الروح وإلى عالمها.

 

 



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة 12 الأخيرة - ملف قضية السرف ...
- مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة 11 - الإضرابات عن الطعام
- مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة 9- 10 - التعرف على الشيخ عب ...
- علامات استفهام
- قضايا استثنائية أمام محكمة استثنائية !
- مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة 8 - الحصة الأولى من التعذيب
- العالم المتحضر يحترم حقوق الإنسان من ولادته إلى وفاته
- مذكرات الاعتقال السياسي -الحلقة 6/7 - عبد اللطيف زروال يلفظ ...
- مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة 4/ 5 - لحظات في أركان درب م ...
- مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة 3 - الليلة الأولى بمخفر الش ...
- مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة الثانية - من الخميسات إلى ا ...
- نقش على جدران الزنازين مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة الأو ...
- - مجرد إطلالة على فكر الدكتور -المهدي المنجرة
- وقفات على أرض الواقع المغربي
- الفقر وما أدراك ما الفقر ببلادي !
- رأي في الحركات الإسلامية بالمغرب
- المواطنة و الديموقراطية
- المحاكمة العادلة المعايير المتعارف عليها دوليا
- الـصحـافـة وتـطـورهـا - لـمـحـة خـاطـفـة
- أمية الأمس ليست هي أمية اليوم


المزيد.....




- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - إدريس ولد القابلة - يوميات سجين - لولا الحلم لانتهيت 1