أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا الفقر القيادي المدقع!














المزيد.....

هذا الفقر القيادي المدقع!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1970 - 2007 / 7 / 8 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما أكثر الحُكَّام عندنا حين تعدهم؛ ولكنَّهم عند "القيادة" قليل، فأُمتنا اليوم تَعْرِف وتعاني فقرا قياديا لم تعرفه ولم تعانهِ من قبل، مع أنَّها تملك من "ضرورات القيادة"، أي من الأسباب التاريخية الموجبة لبروز قيادة وزنها من وزن التحدِّيات التي تُواجِه، ما لا يملكه غيرها من الأمم. ولستُ بمغالٍ إذا قلت إنَّ هذه الحال التي نحن عليها، والتي يجتمع فيها عِظَم وخطورة التحدِّي مع الفقر القيادي المدقع، يمكن "ترشيحها" و"انتخابها"، بوصفها عجيبة من عجائب الدنيا السبع.

في فلسطين التي كاد معناها أن يصبح مُسْتَغْلَقا، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، رَأيْنا "الفقر القيادي" يَصْنَع للشعب وقضيته القومية مأساةً عجز عن صنعها عدوه القومي وحماته الدوليون، فلولا "قيادة" من نمط الزهار والجعبري، تضرب جذورها عميقا في مصالح لا تَصالُح بينها وبين المصالح الحقيقية والعامة للشعب الفلسطيني، لَمَا وقع هذا الذي وقع، والذي إنْ قصَّر الشعب عن محوه مع آثاره سريعا فإنَّ حصوله على "دولة فلسطينية ذات سيادة إسرائيلية" لن يظلَّ بالأمر غير الواقعي. بفضل "الفقر القيادي المدقع"، مع أنَّ الضغوط التاريخية يمكنها وينبغي لها أن تَصْنَع للفلسطينيين قيادة بوزن نابليون بونابرت، أصبح ممكنا أن يُنْظَر إلى الشقيق على أنَّه عدو، وإلى العدو على أنَّه صديق، قد يتحوَّل إلى شقيق إذا ما استمر "العمى السياسي" قوَّة تقود.

حتى إيمانهم الديني اسْتَرْخصوه إذ غلَّبوا مصالح رخيصة على أغلى المصالح الفلسطينية، فحلفهم أغلظ الأيمان في جوار البيت العتيق لم يقوَ على مقاومة النفس السياسية الأمَّارة بالسوء، وكأنَّ الإيمان الديني يَفْقِد وزنه عندما يَفْقِد جاذبيته السياسية التي تُقرِّرها كتلة المصالح الشخصية والفئوية الضيِّقة.

وقد حقَّ لـ "الشهود" أن يغضبوا، وأن ينفضوا أيديهم، ويديروا ظهورهم، وأن يقولوا ويفعلوا ما يؤكِّد عزمهم على أن ينأوا بأنفسهم عن كل جهد يُبْذل لرأب الصدع، وإعادة روح الأخوَّة إلى المقتتلين، وبعث الحياة في "الاتِّفاق" الذي لم يُوقِّعوه إلا ليُوْقِعوا به الشر، فكرامة الوسيط لم تُصَن إذ أخفقوا في صون "الاتِّفاق"، واتَّخذوا الدم الذي حرَّموا سفحه ممحاة يمحون بها حبر "الاتِّفاق".

وقياسا على ذلك، يمكن ويجب أن نتوقَّع موقفا مماثلا من إسرائيل التي وقفت، وتقف، من "مبادرة السلام العربية" موقفا لا يقلُّ سوءا عن موقف موقِّعي "الاتِّفاق" من "الاتِّفاق"، فكرامة "المبادِر" لم تُصَن إذ مضت إسرائيل قُدُما في معاملة "المبادرة" على أنَّها نصٌّ لا يساوي حبره وورقه، وفي رفض "الاقتناع" بأهميتها وضرورتها وفائدتها على ما اسْتُنْفِد من جهد ووقت عربيين في "إقناعها"، وكأنَّ السلام ليس بـ "عطاء متبادل" وإنِّما "استعطاء عربي"!

وإذا أردتَ للدهشة أن تستبد بكَ فانْظُر في "الثورية المغرضة" في الموقف الذي يقفه بعض "المعتدلين العرب"، الذين لا يَعْدلهم "اعتدالا" سائر "المعتدلين العرب"، من الأزمتين الداخليتين في فلسطين ولبنان، فهم، وفي مفارقة مُسْتَغْلَقة، يُظْهِرون انحيازا سياسيا وإعلاميا إلى جانب "حماس" و"حزب الله"، وكأنَّ هذا الانحياز هو خير ما يُتَرْجِمون به "سياسة التوسُّل". إنَّها "ثورية مُغْرِضة"؛ لأنَّها جزء من تكتيك "الحرب العالمية على الإرهاب" التي تقودها (من أجل مزيد من الإرهاب) إدارة الرئيس بوش. ومع ذلك، ثمَّة من يعلِّل نفسه بوهم أنَّ كل ما يلمع ذهبا!

في تمييز "العبقرية" من "الغباء" يمكن القول إنَّ "العبقري" هو من يكتشف "البسيط" في "المعقَّد"، ويقف على "المعاني الكبيرة" في "الأمور الصغيرة"، وإنَّ "الغبي" هو من "يُعَقِّد" أمرا في "منتهى البساطة"، ويَسْتَخْرِج "المعاني الصغيرة" من "الأمور الكبيرة".

إذا "تحلَّيْنا" بـ "الغباء" فلن نجد صعوبة في القول بأنَّ لـ "السلام" قيادة تقود إليه في إسرائيل. أمَّا لو اجتهدنا في اكتشاف بعضٍ من "المعاني الكبيرة" في بعضٍ من "الأمور الصغيرة" كمثل الموقف الإسرائيلي من مطلب الإفراج عن أسرى فلسطينيين وأردنيين فسوف نكتشف من غير عناء أن لا قيادة للسلام في إسرائيل، فَمَن يقف من قضايا إنسانية صرف هذا الموقف لا يمكنه أبدا أن يكون راغبا في السلام، أو محتاجا إليه، أو قادرا عليه. النهار إنَّما يدلُّ على نفسه بنفسه فَلِمَ نظلُّ مصرِّين على طلب الدليل عليه؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -روابط القرى-.. هل تعود بحلَّة جديدة؟!
- خيارٌ وُلِد من موت الخيارين!
- -الأسوأ- الذي لم يَقَع بعد!
- وَقْفَة فلسطينية مع الذات!
- هذا -الكنز الاستراتيجي- الإسرائيلي!
- -رغبة بوش- و-فرصة اولمرت-!
- تحدِّي -الضفة- وتحدِّي -القطاع-!
- بعضٌ من ملامح المستقبل القريب
- هذا -النصر- اللعين!
- ثنائية -الإيمان- و-الإلحاد-.. نشوءاً وتطوُّراً
- -التقسيم الثاني- لفلسطين!
- -حماس- خانت شعبها!
- حرب إسرائيلية بسلاح فلسطيني وأيدٍ فلسطينية!
- مناورات على مقربة من -ديمونا-!
- حل مشكلة -حق العودة- يبدأ من هنا!
- -النكسة-.. معنىً ومبنىً!
- -لُغْز- العبسي!
- أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!
- هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!


المزيد.....




- ??مباشر: مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة واستمرار المخ ...
- استقالة رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية على خلفية تعاملها مع ...
- شهيدان وعدة جرحى في قصف إسرائيلي على مخيم بلاطة شرقي نابلس
- -تحول استراتيجي- في علاقة روسيا والصين.. ماذا وراء التدريبات ...
- أكسيوس: ترامب تحدث مع نتانياهو عن الرهائن ووقف إطلاق النار
- قراصنة إيرانيون يستهدفون حملتي هاريس وترامب
- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا الفقر القيادي المدقع!