أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي القريشي - تماثيل...جدليةعلب الكونكريت والمقدس المطلق














المزيد.....

تماثيل...جدليةعلب الكونكريت والمقدس المطلق


مهدي القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعكر صفو (الملا )حينما اعترض الاسير محسن الذهبي على الافكار التي طرحها في ساحة تجمع الاسرى والتي تفيد ان التماثيل رجس من عمل الشيطان يجب ازالتها لانها في اقل تقدير تعني المساس بالمقدس المطلق ولان الاسير (محسن )له رأي اخر كانت عقوبته ترك جسده النحيف في العراء حتى صباح اليوم التالي تحت رحمة الوفر النازل بلا حياء والذي (تضامن ) مع (الملا ) في انزال العقوبة ب (المارق )محسن الذهبي ليلتها بكى على ما آلت اليه حا ل محسن حتى الحرس الغرباء المحيطين بالشبك .
انتهت الحرب بين الجارتين اللدودتين (العراق وايران )وحتى يغيظ صدام اعداءه التقليديين وحتى تبقى صور الحرب راسخة في الذاكرة الجمعية نصب قرابة مئة تمثا ل اسود اللون باصطفاف عسكري على ضفة شط العرب اقيمت لتخليد ذكرى اولئك الذين قاتلوا في الحرب ضد ايران حيث كانوا يحملون اكثر من رسالة في زمن السلم المؤقت فاصطفافهم من جهة البصرة وابهام ايديهم يؤشر بأتجاه ايران امتدت بشكل مستقيم تترك خيطا وهميا للناظر بأن المد (الاصفر )كما كان يسميه القادة السياسيون جاء من الجارة ايران وحتى يكون التأكيد ملازما للحقيقة كما في مخيلة صدام ازدحمت التماثيل على شط العرب , زاحمت كل شيء على الكورنيش ابتداءا من باعة (البسطيات )والمرطبات وصولا الى تمثال الشاعر بدر شاكر السياب الا انهم لم يستطيعوا انقاذه من الاطلاقات الطائشة العوراء التى اصابت جسده المثقل بالهموم .
هذا الحشد من التماثيل ذكرني بما تم اكتشافه سنه 1974 في الصين حينما عثر على ثلاثة خنادق رئيسية منقسمة الى (11)ممرا يبلغ طول الممر الواحد حوالي 200م 3م ممتلئة بالجنود والمحاربين وبشكل استعداد حربي ويتكون من 204 جندي يمثلون فرق المشاة ,طول الجندي الواحد منهم من 170 سم الى 190 سم , والذي يثير الدهشة هنا ان كل جندي يختلف في شكله عن الجندي الاخر وفي الصف الثاني اصطف راكبي الخيول والعربات وبكل التجهيزات العسكرية اما الصف الثالث فهم مجموعة من الجنود المجهزين بالاسلحة وفي احد الخنادق وجد تماثيل الحرس الخاص والمقربين من امبراطور الصين الاول (كن شي ها نجدي )200 ق.م وهو نفسه الامبراطور الذي بنى سور الصين العظيم المحيط بمقبرته حيث كان يعتقد ان هذا الحشد من التماثيل (الجنود الاصنام )هم الذين سيحمون مقبرته بعد موته واذا كان امبراطور الصين حشد هذا العدد الهائل من الثماثيل لحماية مقبرته فأن صدام حشد اكثر من هذه الاعداد من الجنود والقادة الحقيقيين لحمايته لكن الاثنين خابت امالهم فلا التماثيل جمت المقبره ولا جيش صدام دافع عن (القاعد) الضرورة والنتيجة من هذا الرعونه استبيح الوطن …
كانالفضاء الممتد على طول حافة الشط في مدينة البصرة يشكل نسقا مكانيا اجتماعيا تستعير من الملامح المدينية صفة له ليملأ الفضاء , المكان ,ويكون الشخصية البصرية بالتفاعل مع المكونات الاجتماعية خارج تشكيل رصيف الشط والذي غدا نوعا من الحاضنة الدافئة لمجتمع غير متجانس اجتماعيا وسياسيا وثقافيا لما تمتلك البصره من امتدادات جغرافية وتلاقحات ثقافية وفكرية تأريخية وتأثيرات اجتماعية متبادلة مع دول الجوار وحتى الدول الابعد مكانيا مما ادى الى اضفاء سلوكيات لاتحتملها امكنة اخرى.
الاان امتلاء هذا الفضاء بعلب الكونكريت المسمى (قادة عسكريون ) ليكونوا بدلاء عن الجندي المجهول وتكرار صفات هذا الجندي لاكثر من مئة جندي ( جنرالات غير مجهولين ) يعطي انطباعا مغايرا للانطباع السائد فعسكرة المكان التي تشكل عسكرة خارج نطاق المألوف (المعسكر ) وسرقة جزء من المكان المجتمعي المديني وتجيره الى العسكر وهذه صوره من صور الثقافة السائدة قبل سقوط الصنم والتي من اهدافها الرئيسية هو الاقتحام والسيطرة على الاشياء التى لا تخطر على بال وفرض شروط بالقوة وبالتالي جعله جزءا من الحياة المدينية , هكذا صفة لم تنتج ولم تثمر الا القطيعة مع المكان اولا ومع الاشياء الاخرى ثانيا ورفض الاخلاقيات اللامنتجة اوفاعلة والمتتبع للثماثيل العسكرية التى نصبت في بغداد قرب جامع ام الطبول يد رك انه حتى (رفاق )اصحاب هذه التماثيل اهملوا وجودهم وشطبوا على تأريخهم وبقوا مجرد حجراسود مركون على جافة الرصيف يشكو الغربة والوحدة والاهمال وتراكم الاوساخ الى ان جرفتهم العاصفة يوم سقوط هبل وتحويلهم الى خردة .
السياب وحده ابن هذه المدينة القلقة حفزت احاسيسه امواج شط العرب الملساء , اراد ان يكتب قصيدة عن جراح العراقيين لكن الجلبة التي عكرت صفو الماء وشتت المعنى يوم اصبحوا جيرانه ثقلاء الدم , شرسي الطباع , حتى مع ابناء جلدتهم هؤلاء هم الجنرالات المتقاعدون رغما عنهم . اذن المعادلة غير متوازنة وحتى غير اخلاقية فالسياب واحد والجنرالات كثر يتكررون بشكل غير جمالي وغير نظامي معتقدين انهم مازالوا يمارسون لعبة القمع ضد الشعب العراقي وماعرفوا انهم قد رقن قيودهم في السجلات الدنية وفي الضمير الانساني .
في تلك الليلة , الجنرالات فروا هاربين وبدون ان يودعوا جارهم الشاعر . انهزم الجنرالات الى مقبرة بلا شواهد ليلتها ضحك السياب من القلب وهو يرى كورنيش البصرة اصبح ملكا صرفا له وللباعة المتجولين واصحاب البيوت الواطئة سقوفها وعلى الطريقة العراقية بعد سقوط الصنم (عادت البناية او المزرعة الى اصحابها الشزعيين ), المفارقة الكبيرة ان الجنرالات وخلال مكوثهم على شط العرب أبو ان تكون مؤخراتهم المكتنزة باتجاه البصرة , ورغم ان السياب غريب على الخليج في لحظة خانقة من تاريخه الاان الجنرالات غرباء عن الوطن كل



#مهدي_القريشي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القارعة


المزيد.....




- بوتين يقدم إقرارا بدخله ونفقاته في عام 2024
- روسيا تطور درونات هجومية بعيدة المدى
- دراسة جديدة تكشف الآثار طويلة المدى لإصابات الرأس وتأثيرها ع ...
- علماء يعيدون بناء وجه إنسان عاش في الصين قبل 16 ألف سنة
- كيف تعمل ميكانيكا الكم داخل الخلايا الحية؟
- اختبار جديد للذكاء الاصطناعي قد يحدث ثورة في تشخيص أمراض الق ...
- طرق فعالة لدعم وظائف الرئة وتحسين التنفس
- Amazfit تنافس آبل بساعة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
- مصادر تكشف لـCNN عن زيارة متوقعة لمسؤول روسي يخضع لعقوبات أم ...
- سيناتور يحطم الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس الشيوخ ليحذر م ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي القريشي - تماثيل...جدليةعلب الكونكريت والمقدس المطلق