أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - بعض قواعد البرشمان لتشكيل البرلمان















المزيد.....

بعض قواعد البرشمان لتشكيل البرلمان


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آلية البرشمان أصيلة لإتقان حياكة الجلباب المغربي. والبرلمان لا دور له غير ستر عورة الدولة لتمشي في الأسواق وتأكل الطعام، لابسة شرعية مجتمعية بقوام مقبول لدى الذوق العام. فالبرلمان جلبابها. تفصله على قوامها. من رقعة الشعب. رقعة "سيدي هدي" المتعددة الألوان. ولو أن المعني بأمر الجلباب قد حدد معالم الذوق والحجم، عبر قانون البرلمان وقانون الأحزاب وقانون نمط الاقتراع والتقطيع الانتخابي ثم توزيع أولي لحصص الأحزاب في البرلمان المقبل بناء على تناوب معلوم في واجهات "الديمقراطية" المحروسة وفق ما كانت تجيزه المصالح الفرنسية في البلدان الفرنكوفونية. بوزير أول شكلي دائما، تحت المراقبة الشديدة لأم الوزارات طيلة الحرب الباردة. على أن تنتبه مراكز قرار صناعة البرلمان إلى درجة جموح حصان الشعب قبل ربطه ليجر عربة الدولة.

أما وقد تلخصت مقومات صياغة جلباب البرلمان بشكل عام، فلابد من تحديد شكل "الطرز" الذي سيظهر مزينا لحياكة الجلباب. معتمدا خبرة الخياط في ربط ما بين الحرير والسفيفة والخيط.

المار المتجول أمام حومة الخرازين في مدينة السياسة إبان الموسم الانتخابي الذي يحل علينا، سينتبه إلى حضور كل الأقمشة المعدة للبلدي والرومي على حد سواء في دكان البازار الذي يتسع لأقمشة كل العصور وكل الأنماط: المحافظة والحداثية، ك"منهجية/إطار" مغايرة، لصياغة الجلباب البرلماني. والزميل مصطفى العلوي متقن لهذا الدور المخضرم. كما لاحظ وزير المالية (3/7/2007). مما أعاد للقناة الأولى حيوية في صناعة الرأي العام المتلفز ردت القناة الثانية نحو مقام ترويض نخبة وتدريبها على المنافحة والمناظرة....بينما يلعب الزميل جامع كولحسن دور تلقين المشاهدين كيفية هضم الوجبات المستعصية على المضغ والبلع وإن أصبح التذوق المغربي يستصيغ مسبقا تجريب كل الوصفات، مهما كانت درجة تنافر التوابل من حيث الكم والنسبة. حتى وإن أخلط الأنماط المعروف فصلها عن بعضها مثل فصل كامون الأصولية عن إبزار الحداثة.

إن النقاش الجاري بوثيرة أسبوعية مسهم في مراكمة خبرة التواصل بين الأطراف الحزبية وتنمية نفسية الاعتراف المتبادل، والذي دشنه عبد الرحمن اليوسفي عبر التعامل مع الأحزاب الإدارية. بينما المؤسف هو أن تقتصر الدورية الأسبوعية على الموسم الانتخابي. في حين تعرف بلدان صغيرة مثل لبنان نقاشا يوميا(نهاركم سعيد على قناة ل ب سي مثلا) يضع النخب السياسية أمام الشعب الناخب فيقوي حظوظ المشاركة رغم تعرض البلد للاهتزازات الجيوستراتيجية الدولية، سياسيا وعسكريا....

إن قرار الدولة برفع وتيرة النقاش عبر الإعلام العمومي بمناسبة الانتخابات، يجب أن يرتفع إلى درجة الإرادة الدائمة. حتى ينمو دور السياسة في المعيش اليومي للناس. ويصبح الشأن العام مستصاغا ضمن منظومة الوعي العضوي الحي لكل الفئات في المجتمع. وتفتح للمشاركة أبواب مكيفة لا يخنقها الانغلاق في البعد الواحد ذاتيا ولا يضنيها انغلاق المسام والشرايين في الجسد السياسي الحزبي المترهل موضوعيا.

ولكي يروض المجتمع غلو أبنائه المتضررين أو المنتفعين أو المتشائمين أو المتفائلين، ويقنعهم باتباع قواعد عمل التعاقد، حتى وهم يحملون مناعة الجذرية والتجذر في المواقف، فيتحول تجدرهم إلى صلابة في المواقف وثبات على المبدأ عبر مسلكية الاعتدال مع الجرأة في المطالبة بالعدل. مع تطبيق المصابرة والمكابرة في النفس أولا.

هذا الإبراء الإعلامي للرأي العام وصقله، كفيل بإظهار بريق المعدن الأصيل للمغاربة وتقريب الفهم من تطبعهم بالاعتدال كعنصر قوة. بمثل ما نستصيغ برودة دم الانجليزضمن الاستعارات المتداولة في القاموس السياسي. إن وعيا أو وهما. بدل ربط الاعتدال بمحتوى الخنوع. والأحداث تثبت أن المغاربة ليسوا أقل جرأة في التفاعل مع كل الظواهر كيفما كانت درجة القطيعة فيها مع التقليد أو مع المعروف.

لكن الدولة اتبعت طيلة عهد بكامله، نهج الخوف والتخويف من السياسة. في مقابل الاعتماد على أنواع من التقنوقراط. التقنوقراط الخالص، أي بلا رتوش حزبية؛ والتقنوقراط الهجين، أي اللابس لباس الأحزاب التي خرجت من جبة المخزن مباشرة. ثم باستقطاب لحاملي خبرة الأحزاب الوطنية والحركات الديمقراطية، أي التقنوقراط المخضرم.

إن الإعلام الأسبوعي بمثابة منبت للرأي العام ومشتل لرعاية وتنمية مشاريع مجتمعية متناظرة متنافسة مستكملة القوام البرنامجي والأجندة الزمنية تضع قابليتها للتنفيذ على مرمى العين المجردة.

لذلك تكاد شبكة الاهتمام بما يجري تنسج داخل الحقل الاعلامي. وعلى قدر مقروئية الصحف ومتابعة البرامج الوطنية المذاعة والمتلفزة تتسع أو تضيق دائرة المؤهلين للانخراط في الشأن العام من داخل المؤسسات المعدة لذلك مثل الأحزاب.
من زاوية أخرى، لننتبه للكيفية، التي تم بها، إحضار بعض الهيئات المهنية والفئوية من المجتمع المدني في البرنامج الأسبوعي المواكب للموسم الانتخابي في القناة الثانية من طرف الزميل كولحسن؛ عبر التعبير مباشرة من قلب الأوضاع أو الأحداث أو الهيئات الصانعة للمواقف والمحركة للقضايا. ولو أن العيار من هذه الزاوية ما زال بذخيرة ضعيفة المفعول.

كما أن التغاضي عن التفاصيل في النزاعات المنبثقة عن تشكيل اللوائح داخل الأحزاب أو فيما بين مكونات التحالفات المعلنة، يفرز حالة الإحساس بالاتفاق الضمني على خفض درجة الشفافية في تهيئة لوائح المرشحين. مما يفقد الثقة في مقاييس التزكيات ويقوي القناعة بتنازل الأقطاب الإيديولوجية عن قناعاتها الإيديولوجية مما يلغي لحظة سلوك القناعات والتنوع الديمقراطي المختلف، لتتلخص في سلوك "المسؤولية" المتوافق حولها(حقا؟؟؟ للتعليق بالدارجة والتساؤل بالفصحى). إذ يشاع أن اللوائح ورؤساء اللوائح محددة ومغلقة؛ وأن الاتفاق واقع مع إدارة البرلمان الحالي كي تبقى طي الكتمان كي لا ينهي اليائسون مهامهم ويضربوا عن الجلسات نهائيا من الآن. حفاظا على الوجود الكمي للبرلمان حتى آخر
لحظة من حياته.

إن دور الاعلام فتح أبواب الأسئلة المغلقة، ليساهم فعلا في رفع درجة المشاركة المواطنة. بدل المشاركة الفلكلورية.



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غفوة قرب معرض الجزائر
- تأمل وباقة ورد لمحمد بوكرين
- !!محبط أخوك لا بصل
- الانتخابات المقبلة في المغرب لن تجدد النخبة السياسية
- ما هي دلالات السعي لتحسين موقع اليسار المعارض ؟؟؟
- أعطاب أمام القطب الاقتصادي/شمال المغرب ودور النخب في تخريب ا ...
- هل يعيد مركز النظام الرأسمالي إنتاج النظام الفاشي في محيطه ا ...
- الثورة البوليفارية أو ثقب الأوزون في سماء العولمة
- الجبهة النسائية ....وإنتاج قيم المواطنة وتكافؤ الفرص
- هل يمتلك العقل السياسي المغربي مفتاح التواصل مع النواة الصلب ...
- هل تكفي الانتخابات الموريطانية والحكم الذاتي المغربي؟
- الاستحقاق المهني بين النصوص واللصوص
- المسألة الترابيةأي رأي للمجتمع في مستقبل القضية؟
- الانتخابات المقبلة هذه الماكيط، فأين الروح؟
- حول الحالة الثقافية التعددية المتشظية الجريحة
- معضلتنا في السياسة الأمنية؟ حالة المغرب
- الإصلاح الدستوري في المغرب: هل يمكن تلقيح الفصل التاسع عشر ب ...
- متفجرات الحقيبة السياسية
- تكريم العقل .....تخصيب لرحم الحرية
- قاتل أعداءك بسلاح الحب


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - بعض قواعد البرشمان لتشكيل البرلمان