أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - المسابقة : قصة قصيرة














المزيد.....

المسابقة : قصة قصيرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 13:53
المحور: الادب والفن
    



لم انته من وضع الأطباق على المائدة ، وما ان بدأ بالتهام ما في صحنه ، حتى أغار على ما في طبقي الصغيرين التوأم وكأنه في حلقة سباق ، يريد ان يكون هو الاول في القدرة على الالتهام.
حاولت مرارا ان ابين له ان ما يفعله بعيد عن الصواب ، وانه الكبير ، يمتلك قدرة اقوى من اطفال صغار ، لم يتعدوا بعد السنة الرابعة من عمرهم
يترك الصغار الصحنين جانبا وينظران باعجاب الى كف كبيرة ، تمتد الى مافي صحنيهم ، من أطعمة اجتهدت انا في وضعها ، لارغبهم في تناول وجبة كاملة ، وتمضني المحاولة ، وتنزف مني وقتا وجهدا ، وحين اصل الى مبتغاي ، وامني نفسي بالوصول الى الهدف ، حتى اجد تلك الكف السميكة ، الكبيرة ، والمتسارعة تجول وتصول.
افكر أحيانا أن اطعم الصغيرين ، قبل ان يعود ، ولكن حرصي على التئام شمل العائلة ، وان يتعود الصغيران على الجو الاسري الدافيء ، تمنعني من القيام بما قررت ، واستقر عليه رأيي ،
- الصغار لايملكون قدرتك.
ومن تكرر هذا العمل ، اخشى ان يصاب قمراي العزيزان بفقر الدم او سوء التغذية ، وتذهب جهودي المتكررة في الحفاظ على صحتهما ، عملا بوصية امهما العزيزة ، ولانهما أصبحا المخلوقين الاثيرين على قلبي ، بعد ان صحبتهما طيلة ثلاث سنوات ونصف السنة ، وانا أعني بهما ، انظف لهما الجسم الصغير ، والثياب اللطيفة ، وأسهر على راحتهما ، فهما ما بقيا لدي من تعب الدنيا وسهر السنين.
لم اعد افهم ما يقوم به من اعمال ، وما يتفوه به من اقوال ، أجدها غريبة ، لم اعهد مثلها لدى اناس اخرين ، وقد جربت الدنيا وذقت الحلو والمر.
احضر ما يشتهي من طعام ، فرغم ما يسببه لي من ضنك وعسر ، فهو انسان هاديء ، لايتحدث بالكلام النابي او المثير للغضب ، كل ما يطلبه ان يكون الطعام جاهزا ، وان اقوم بتهيئة الاعمال كلها ، واوفر للمنزل احتياجاته دون ان اطلب منه شيئا ، وان أدعه دائما وشأنه.
- لااملك مالا.
كان الحال علي عسيرا في بداية مجيئي الى هنا ، توفي زوجي الحبيب ، وتركني ملتاعة ، كالنخلة العاقر ، ابحث عن ثمرة ، تعيد الى الحياة حلاوتها ، وتجعل العمر بهيا كالورود ، كان زوجي رجلا كاملا بحق ، لم يدعني اعاني من شيء ، الحب والعشرة والدفء والفهم والاخلاص ، لم ينظر الى غيري ، ولم يجد امرأة سواي ، كنت ملء سمعه وبصره
كنت اظن ان الخلل به ، ولكن الطبيب أكد لي
- لاقدرة لديك سيدتي
أكبرت رغبته في اسعادي مع انني السبب في حرمانه.
اردت اشباع حاجتي ان اكون شجرة وارفة ،÷ لاعشبة يتيمة بائسة ، وان يستظل بها شجيراتها الصغيرات الجميلات.
اترك طعامي محاولة ان اطعم الصغيرين العزيزين
- دعيهما ، ليعتمدا على نفسيهما
هما لايطلبان شيئا ، يصمتان ، ولا يذكران الطعام الا بعد ان يرياني اهيئه لهما ، واناديهما كي يحضران
قمران جميلان ، وجدت راحتي قربهما ، استظل بدفئهما.
وهو مخلوق غامض ، لم استطع ان افهمه ، يحبه الطفلان بحرارة
ويقدمان على الترحيب به حين يعود من العمل ، رغم انه يانفسهما في كل شيء ، وهما لايحتجان.
كانت صديقتي مجاهدة كاملة ، كيف تحملت هذا الرجل ؟ لامال ، لاكلمة دفء واحدة ، لامشاركة في أعباء المنزل ، ويلتهم طعام الاخرين
حاولت الهروب اكثر من مرة ، ولكن صغيري الحبيبين ما ان يسمعاني كلمة تبعث الق الحياة بفتنتها الطاغية ( ماما) حتى انسى ما قرر عقلي عدة مرات.
- لنعمل مسابقة ، من يكمل ما في طبقه ، يغير على الاطباق الاخرى
لم ينتظر ان نوافقه في اقتراحه الغريب هذا ، وأخذ ينفذه دون ان يبالي بالحاضرين.
انظر الى طفلي العزيزين ، اجدهما يقهقهان بسعادة ، وكأنهما قد شبعا وسدا جوعهما.
حاولت كثيرا ان اجعله يساعدني في المهام المالية ، فراتبي لايسد كل حاجات منزلنا الصغير ، افاجأ ان هدوءه الكبير يتحول الى صراخ
- لامال لدي ، تصرفي.
حبي للصغيرين يكبر وينمو ، اشعر بسعادة رغم متاعبي ويبلغ اغتباطي اوجه حين البي النداء
- ماما
ننظر اليه ثلاثتنا مبهورين مما يفعل ، يسارع بالهيمنة على صحني ، وامساكه بيديه الاثنتين
- أنت مشتركة معنا في اللعبة.
أرغب في اسماعه كلمة واحدة ، تبين له انه خاطيء في تصرفه
واننا يجب ان نكون جادين أحيانا. ولكن أحاديث صديقتي وهي تتحدث باعجاب عن زوجها تمسك لساني عن الانطلاق.
وما ان ينتهي من التهام محتويات الصحون كلها ، ونحن نكتفي بالنظر اليه ؛ حتى ينطلق احتجاجه:
- واين الطعام ؟



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية في ظل التحولات الجديدة
- لست أنت
- الطائفية في العراق
- التابوت
- قراءة في مجموعة قصصية
- الصورة
- ثقافتنا والتعميم
- لماذا الاساءة للاديان ؟
- القزمة
- تشابك مهن
- كيف نقرأ نصا أدبيا ؟
- ظلم يدوم ولا أمل قريب
- أية ثقافة ؟؟
- البشر نسخ مكررة
- مع الاعدام ؟ ام مع الغائه ؟
- جارتي والحرب
- القيود المكبلة لالاف النساء
- حقوق الانسان في التقاعد
- الشاهدة : قصة قصيرة
- المصالحة في مجتمع العراق


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - المسابقة : قصة قصيرة