سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1970 - 2007 / 7 / 8 - 06:30
المحور:
الادب والفن
أسعدنى زمانى بأن عاصرت أساتذة عظاما كان لهم – ولا يزال – فضل تعليم جيلى والأجيال التالية لى من الصحفيين فنون الصحافة، وأصول مهنة البحث عن المتاعب، والأهم اخلاقياتها.
وقائمة أسماء هؤلاء الأساتذة الكبار طويلة، لكن هناك ثلاثة منهم كان تأثيرهم – ولا يزال – مباشراً وقوياً ومتشعب الأبعاد على تكوينى المهنى والإنسانى.
هؤلاء الثلاثة الكبار هم الأستاذ أحمد بهاء الدين والأستاذ محمد عوده (رحمهما الله) والأستاذ كامل زهيرى (متعه الله بالصحة وطول العمر).
والأستاذ كامل زهيرى، فوق عبقريته ككاتب وفنان – وهى صفة يشترك فيها مع بهاء وعوده – يتميز بتاريخه النقابى الحافل الذى جعله يحمل لقب "نقيب نقباء الصحفيين" عن جدارة واستحقاق .
ونحن الصحفيين المصريين على اختلاف مدارسنا ومشاربنا السياسية والفكرية مدينون لهذا الرجل بحراسته لنقابة الصحفيين ودفاعه دفاعا مستميتا عن وجودها، خاصة عندما حاول الرئيس الراحل أنور السادات مسحها من الوجود وتحويلها إلى "ناد".
كما رفض الخضوع أمام محاولات السلطة السياسية لفصل بعض خصومها بحجة "تطهير الجدول"، ورفع شعاره الشهير "العضوية مثل الجنسية لا يمكن إسقاطها".
هذا الأستاذ الجميل كامل زهيرى يمر بوعكة صحية جعلته يرقد منذ أسابيع فى مستشفى قصر العينى الفرنساوى متأثرا بمضاعفات مرض السكر الملعون، وذهبت لزيارته، وكنت بصحبة الفنان الموهوب والمثقف نصير شمه، فما أن رآنا كامل زهيرى حتى هب فى سريره وأوسعنا كلاما عذبا بحيث لم نجد فرصة للحديث (كالعادة).
وكان كلام كامل زهيرى – حتى وهو على سرير المرض – جذابا وخفيف الظل، وحافلاً بالمعلومات والأسرار التاريخية بالغة الأهمية.
وخرجنا – نصير شمه وأنا – من غرفة كامل زهيرى - الذى لم يعطنا فرصة الكلام - على وعد بلقاء قريب على الأرجح أنه لن يعطينا فيه أيضا فرصة لممارسة لذة الحديث فى حضرة رئيس مجلس إدارة علم الكلام الجميل والمفيد والساحر.
أستاذى كامل زهيرى .. دمت لنا وأطال الله فى عمرك ومتعك بالصحة.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟