أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ناجي - هي فرصتكم ... إن كنتم صادقين !














المزيد.....

هي فرصتكم ... إن كنتم صادقين !


محمد ناجي
(Muhammed Naji)


الحوار المتمدن-العدد: 1964 - 2007 / 7 / 2 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تميزت جبهة التوافق ، في اكثر من حدث ومناسبة ، باتخاذ مواقف ابتزازية ومزايدة ، واحيانا طائفية ومشجعة للارهاب ، وهي بمجملها معرقلة للعملية السياسية والدولة والحكومة ، دون أي احترام لتعهدها ومسؤوليتها كطرف مشارك في كل مفاصل الدولة من القمة الى القاعدة . آخر هذه المواقف ماتردد من تعليق مشاركة أو سحبها لوزرائها من الحكومة العراقية ، وقبلها امتناعها عن المشاركة في جلسات مجلس النواب مالم يعد محمود المشهداني (ذو التصريح الشهير عن الضرب بالقندرة) الى رئاسة المجلس .
موقف الجبهة الخاطىء يضعف من تأثيرها ويقلل من صدقيتها ، إن كان لها شيء من ذلك ، ويدخلها في حالة العزلة التي اختارتها بنفسها ، بعد أن وقفت الى جانب الوزير المتهم والمطلوب للتحقيق في قضية قتل بمذكرة قضائية بحته ، وكان الأجدر بها أن تحترم سيادة القانون الذي طالما تشدقت به ، فتعزز مبدأ القانون فوق الجميع بدلا من المطالبة بتفصيله حسب المقاس لحسابها أو لهذا الطرف أو ذاك . أما قضية تنحية المشهداني من رئاسة مجلس النواب ، على خلفية الاعتداء على احد اعضاء مجلس النواب ، فقد جاءت وفقا للدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب ، وموقف الجبهة فيها يزداد تهافتا ، عند التذكير بقضية سابقة ، تمثلت باصرار القوى السياسية على منع ابراهيم الجعفري من تولي منصب رئاسة الوزراء ، الذي رشحه له الأئتلاف الفائز في الانتخابات ، فلماذا الموافقة على تنحية الجعفري من منصب إستحقه دستوريا والعناد في تنحية المشهداني من منصب هو غير مؤهل له منذ البداية ؟
هذا الموقف ، إذا تم التعامل معه بمهارة سياسية وصدق في الشعارات المطروحة ، يمكن أن يقلب السحر على التوافق ، ويمثل منعطفا يمهد لإعادة النظر بمجمل العملية السياسية لتعود الى مسارها الصحيح الطبيعي والدستوري ، فتكون لدينا أكثرية برلمانية تشكل الحكومة على اساس مبدأ المواطنة ومعايير الكفاءة والنزاهة والولاء للوطن ، وليس المحاصصة ، حكومة تؤمن وتتحرك وفقا لبرنامج سياسي اقتصادي اجتماعي عراقي وطني يتعامل مع الحالة العراقية بنظرة واحدة ، من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ، أما من يظل خارج الحكومة ، لأي سبب كان ، فليمارس دوره كمعارضة تنتقد وتوضح التقصير والفساد والخلل في اداء الحكومة وصولا الى اسقاطها بالطرق الشرعية الدستورية ، وليس بالكذب والتضليل والتحريض على العنف والارهاب ، أو الالتحاق بالارهابيين ، والاستعانة بدول الجوار القريبة منها والبعيدة .
لقد وفرت الجبهة ، دون ارادتها ، فرصة مناسبة قد لا تتكرر في تصحيح مسار العملية السياسية . فمنذ شهور والناس تسمع بين الحين والآخر عن نية رئيس الوزراء باجراء تغيير وزاري ، فضلا عن ملء الحقائب الوزارية التي تركها وزير العدل ، ووزراء الكتلة الصدرية في الحكومة ، وباضافة وزراء التوافق المنسحبين يصبح التغيير الوزاري المنتظر أكثر من ضروري .
هذه الفرصة تكتسب نصيبا أكبر من النجاح ، حين تتحول عدد من المفردات في الحراك السياسي في الساحة العراقية ، الى افعال واقعية ملموسة ، حيث عقدت مؤخرا مؤتمرات لعدد من التنظيمات المهمة هي : الاتحاد الوطني الكردستاني ، الحزب الشيوعي العراقي ، حزب الدعوة الاسلامية ، المجلس الاعلى الاسلامي ، أعلنت في ختامها خطابات ووثائق أكدت على رفضها للمحاصصة الطائفية . كما أن الحديث يجري منذ مدة طويلة عن العفو والمصالحة مع العناصر التي لم ترتكب جرما بحق العراق والعراقيين ، وهناك مبادرات ومشاريع وحوارات بهذا الخصوص يمكن تفعيلها وتجسيدها في التشكيل الوزاري المنتظر بـ (من يمتلك الكفاءة والنزاهة ولم يرتكب جرما بحق الوطن والمواطن) ، بالاضافة الى ماتردد من تكوين تكتلات جديدة ، داخل مجلس النواب ، ترفض المحاصصة والخطاب الطائفي ، وتدعو للعمل من داخل الوطن وبالوسائل الشرعية ، ومنها الكيان الذي ينتظر الاعلان عنه بين الحزبين الكرديين والمجلس الاعلى وحزب الدعوة ، وربما الحزب الاسلامي ، وهذا لو تحقق سيجعل منها كتلة برلمانية قوية تقف خلف الحكومة التي ستمتلك حرية أكبر في الحركة واتخاذ القرار .
إن التخلص الفعلي من مبدأ المحاصصة الذي ترفضه ، بالكلام حتى الآن ، كل التنظيمات السياسية ، يتطلب بالضرورة التخلص من الخطاب الطائفي ، لتسقط معه ، بالتبعية ، يافطة المظلومية والتهميش والتمثيل لهذا الطرف أو ذاك ، وأن يعود " العراق أولا " أكبر من أي انتماء آخر ، وخيمة فوق الجميع ، وهذا مايسحب البساط من جبهة التوافق وغيرها عن إدعاء التمثيل لهذا الطرف او ذاك ، على الأقل في السلطة .
كما إن وجود حكومة قوية قادرة على ضبط الوضع واستقراره ، هو مسؤولية كل من يريد ، بصدق ، وضع حد لوجود قوات التحالف في العراق ، والذي سيكون اكثر سهولة ومنطقية لو خرجت القوى السياسية من دائرة المزايدة ومن دوامة الدجاجة والبيضة ، وبدلا من ذلك تطالب مع مجلس النواب والحكومة العراقية بضرورة " وضع جدول زمني لبناء القوات العراقية على أسس مهنية دولية معروفة تقوم على اساس نسبة السكان الى عدد قوات الامن المطلوبة ، يتزامن معها عكسيا انسحاب قوات التحالف ، مع ضرورة إنهاء حالة التطوع ، وإعادة العمل بقانون الخدمة العسكرية الالزامية " وهو ماورد في الدستور المادة 9 ثانياً . وفي هذا أكثر من مصلحة وطنية عراقية .
قد لا يكون هذا هو السيناريو المفضل للأميركان ، ولكن للعراقيين إرادة ، وأميركا ليست كلية القدرة ، وقد اثبتت الاحداث ذلك .
لدينا شيء من الأمل ، يدفعنا أن نقف أحيانا ، بتعمد ، على شاطىء السذاجة ، فنطلب من أصحاب القرار السياسي ، مرة أخرى بعد كل هذا الخراب ، أن يثبتوا أهليتهم وصدق شعاراتهم وبياناتهم ومؤتمراتهم ، وانهم يجيدون السباحة ضد التيار والعوم في بحر الظلمات ... ولا يغرقون في شبر ميّه !



#محمد_ناجي (هاشتاغ)       Muhammed_Naji#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخامة الرئيس ... إذا أنت أكرمت اللئيم !.
- الفلسطينيون في العراق
- نوال السعداوي والمثقفون العرب ونداء شعراء بغداد
- خنادق في المتاهه العراقية
- قبلات على جبين الوطن
- أيام المزبّن كضن
- صدام الأعور ملك بين العميان
- ليكن آخر طاغية !
- كونا - في الإتجاه المعاكس !
- توضيح عن الدستور العراقي
- حكاية جندي ...عراقي وبريطاني مسرحية من موسيقى مختار وسترافنس ...
- ! وزارة المهجرين والمهاجرين تلعب في الوقت الضائع
- استحقاق انتخابي .. تكنوقراط .. قرار
- أفراح ... وتطلعات لعراق ديمقراطي
- موقف المرجعية ؟
- الدستور إستحقاق وطني أم انتخابي ؟
- مجلس الحوار ... الوجه الآخر للبعث !
- لقاء سريع مع لجنة دعم الديمقراطية
- لقاء مع الفنان العراقي أحمد مختار
- وزارة الثقافة والنشيد الوطني


المزيد.....




- رياح عاتية تقتلع سقف منزل متنقل وسط عاصفة خطيرة بأمريكا.. شا ...
- هل لا تزال أمريكا وجهة مفضلة؟ هكذا سيتنازل السياح عن أحد بلد ...
- قرب الحوثي وإيران.. تفاصيل نقل أمريكا قاذفات الشبح -بي-2- إل ...
- الغضب يمكن أن يساعد في تخطي الحزن.. فكيف ذلك؟
- نفتالي بينيت يطلق حزبا جديدا.. والاستطلاعات تظهر خطره على مق ...
- هنغاريا بصدد تعليق جنسية فئة من مواطنيها
- لوكاشينكو يهنئ بوتين بذكرى تأسيس اتحاد روسيا وبيلاروس
- زلزال ميانمار.. رجال الإنقاذ الروس مشطوا أكثر من 62 ألف متر ...
- أوكرانيا وروسيا تقدمان شكاوى للولايات المتحدة بشأن استهداف م ...
- قاضٍ أميركي يرفض نقل قضية الطالب محمود خليل إلى لويزيانا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ناجي - هي فرصتكم ... إن كنتم صادقين !