أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - أما آن للغريب أن يعود لوطنه















المزيد.....

أما آن للغريب أن يعود لوطنه


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 10:44
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


(دمعة وفاء لأخ غال ورفيق عزيز)
لا أدري هل يصلح ما أكتبه اليوم ليكون حكاية من حكاياتي التي ربما أصدعت رؤوس القراء بما فيها من رتابة واحتجاجات وصرخات،لم تتطرق في يوم من الأيام لخاطرة لطيفة معبرة تدعوا للفرح والبهجة،أو تتناول جانبا حياتيا فيه بعض المسرة،حتى فاجأني أحد الأحبة ذات يوم بأني كالحاجة "شمه"التي قيل فيها:
كل مأتم الطم بيه صرت أنه شمه
ومجلبه للنسوان أبجن يعمـــــــه
فلا زلت أبحث في الزوايا والخبايا عن النواقص والسلبيات،وأكتب عن مطالب المواطنين،التقط الشارد والوارد منها،وأجعل من الحبة قبة،كما يقال،رغم أني أتصور القباب التي أشيدها،حبات صغيرة لا توازي ما عليه الواقع المر،لذلك رأيت اليوم أن أنتقل بكم إلى رحاب لبنان الجميلة،لا لأنقل أليكم ما فيها من جمال يخلب الألباب،أو منظر يسر النفوس،أو ملاهي تذكرني بما كانت عليه بغداد في عهدها الزاهر من انفتاح على آخر الصرعات في عالم الليل،ولياليها الحمراء اللاهية عندما نطحن الطحين في الطاحونة الحمراء،ونعجنه بأباريق أبي نؤاس ،ونخبزه في تنور إبراهيم الحريري،وإنما أشير إلى مصادفة لم تكن بالحسبان،فقد أنتدب أحد أبنائي للسفر إلى لبنان للإطلاع على ما استجد في الجامعات اللبنانية مع مجموعة من الطلبة الأوائل،ورغم المخاطر والخوف من المجهول،شجعته على السفر لتغيير الجو والفرجة على معالم البلد الشقيق،وهكذا كان فقد سافر لمدة أسبوعين،وجلب لي أجمل هدية يمكن أن أتوقعها،ولا توازيها هدية أخرى حتى لو جاوزت آلاف الدولارات،وقد يتصور القاري أنه جلب لي غادة لبنانية حسناء "مسلفنة" كالديمقراطية التي جلبتها لنا قوات الاحتلال،أو الشفافية التي أصدعوا بها رؤوسنا،فتحولت إلى(كفافية)، ولكنها هدية من طراز آخر،فقد زامله في هذه الرحلة أحد الطلبة النابهين المتفوقين من أبناء الحلة الفيحاء،لم يكن أسمه يعني له شيئا فالكثيرون يسمون ب(زيد) والأكثرين أبوهم (شاكر) ،وربما تصديقا للمثل القائل(القلوب شواهد) فقد توطدت أواصر العلاقة بهذا الزميل،وأتخذه صديقا صدوقا لما لمس فيه من سمو الأخلاق وجميل السجايا،وفي ساعة من ساعات الصفو تجاذبا أطراف الحديث في أمور عامة وخاصة،فطلب منه ذلك الصديق أن يزور قبر عمه الشهيد المدفون في مقبرة الشهداء بيروت،وذهب مع زملاء آخرين لزيارة القبر دون أن يعرف من هو ذلك الشهيد ومتى أستشهد،وكيف دفن في لبنان وهو العراقي،وعندما وصلوا لقبر الشهيد وقرء شاهدته(الشهيد شمران الياسري) شارك زميله أحزانه،وترحم عليه وقرء الفاتحة لمرات حتى أستغرب صديقه ذلك الاهتمام،وظنه مجاملة كريمة أن يظهر هذه العواطف لعم لا يعرف عنه شيئا،ولكن الولد على سر أبيه،وبعد انتهاء مراسيم الزيارة،سأله صديقه عن سر اهتمامه بعمه،فقال له أنه صديق ورفيق وأثير لوالدي،فقد حدثنا بالكثير الكثير عن المرحوم أبو گاطع،وكثيرا ما ردد على مسامعنا بعض حكاياته في صراحته المعروفة التي كانت تبث من إذاعة بغداد (أحجيها بصراحة يبو گويطع) في الخمسينيات،أو تنشر في طريق الشعب في السبعينيات،وأن والدي لفرط إعجابه بالفقيد الغالي،كان يحاول تقليده ومجاراته فيما يكتب،وله في ذلك محاولات قد تكون ناجحة،ولكنها لم ولن تصل إلى ما كان يكتبه الراحل الكريم،ولعل للأقدار أثرها أن نلتقي على غير معرفة،فتظهر ما بيننا من وشائج ود لا تفصم عراها الأيام.
وعندما حدثني ولدي بذلك،تزاحمت الذكريات الحبيبة في مخيلتي عن ذلك الماضي التليد العبق بشذا النضال من أجل بناء صروح المحبة والوداد في العراق،وكيف التقيت به في إدارة الثقافة الجديدة عند طبع رباعيته الرائعة،وشرائي نسخ منها قبل طبعها مساهمة في تعضيدها عندما رفضت وزارة الثقافة والأعلام طبعها،وكيف دعا المؤلف القراء للمساهمة بشرائها مقدما لتوفير المبالغ اللازمة لإخراجها،وما أستقبله بها النقاد وما كتب عنها،ولقاآت عابرة في طريق الشعب وافتتاح مقر الحزب في الحلة،وما عشته من أوقات رائعة وأنا أطوف بين قطوف أزهاره في كتاباته التي عبر فيها عن آمال وتطلعات الشغيلة،وما أثارت من ردود أفعال في الأوساط الشعبية لما تميزت به من صراحة وضعت النقاط على الحروف في زمن غابت فيه النقاط فكانت الكلمات خجولة باهتة لا تفصح عن مكامن الداء، واستذكرت...واستذكرت،فالذكريات صدى السنين الحاكي،وأجراس تدق في عوالم النسيان،ولكن هل ينسى الشيوعيون رفيقهم المحبوب،ذلك ما أشك فيه،ولعلي لا أعدو الواقع إذا توقعت أن أعلام الحزب لن ينساه،وسينشر ذات يوم رباعيته وصراحته ومؤلفاته المخطوطة التي لا أدري أين صارت،ليستمتع بها الجيل الجديد،ويرى فيما أنتج الحزب في ماضيه الزاهر،من عمالقة لم يكونوا شيئا لولا الفكر الشيوعي الخلاق،وأن قيادة الحزب لا تألوا جهدا في نقل رفاته إلى بلده العراق،البلد الذي ناضل من أجله أكثر من نصف قرن ،وذاق مرارة البؤس والأذى والحرمان ذودا عن قضيته،ولابد أن أرى يوما نصبا شامخا لفقيدنا الغالي يزين بناية طريق الشعب،أو صورة كبيرة تطرز واجهة مقر الأندلس،أو قيام الثقافة الجديدة بإصدار ملف تتناول فيه آثار الفقيد دراسة ونقدا،ولا أظن أن رفاقه النجباء سيتجاوزونه فيما يجب أن يكتب عنه،كما هو حال كاتبنا الألمعي عبد الجبار وهبي (أبو سعيد)الذي كان معلما من معالم الصحافة العراقية بعموده المشهور في اتحاد الشعب.
كنت أقرء ما أكتب على صديقي سوادي الناطور،وعندما رفعت رأسي ناظرا إليه وجدته مطرقا وقد بان على وجهه ما ينم عن عمق معاناته لهذه الذكرى الأليمة...فأنتبه لتوقفي عن القراءة ورفع رأسه وقال:
بجيت وها ظن جروحي وألاماي على ألما صابني وياهم ولا ماي
لا هو دم دمــــع عيني ولا ماي لجن روحي تذوب وتكت هيــــه
أويلا ه على ذيج الأيام،أيام الثورة والنضال،والمظاهرات اللي تفك الگلب،وسوالف أبو گاطع الحلوة،السوالف ألبيها ملح وعبرة وفايدة، اللي إذا قريتها اليوم حسبا لك أبو گاطع عايش بيناتنه،وصدگ لو گالو العمل الصالح...هو هذا العمل اللي خله أسمه بگلوب الوادم،وما أحد ما يذكر سوالفه التطيح عالعلة،يوم من الأيام سولفنه سالفة،يگول أشترا أهل القرية مكينة يكربون بيها زرعهم،يوم عطلت المكينة،دفعوها رادوا عالجوا ماكو ولا طگه،واحد يگول خاف خلصت گاز،واحد يگول خاف الكهربائيات،أجه واحد وگف يمها ،أفتر داير مدايرها،باوع للمكينة يمنه يسره،الو ادم تربي عليه حسبا لهم طاح عالعلة،سألوه ها يفلان بشر عرفت شبيهة،گاللهم والله يخوتي هاي المكينة بيها برغي سايف....لكن وين اللي يحط أيده على البر غي السايف....!!!



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى أين سيؤدي الصراع الدائر في العراق
- حاولات لتقسيم العراق
- المالكي والحل الاخير
- وأخيرا توقف القلب الكبير عن الخفقان
- أتصالات شبه رسمية بين البعث والحكومة العراقية
- المرأة بين سوط الأسلام وتخلف المجتمعات
- أبو عليان
- لماذا يقتل ويهجر الشعب المسيحي
- (قانون الاستثمار النفطي..مشروع لسرقة النفط العراقي)
- أجتثاث البعث
- بيوت الصفيح للفقراء،والقصور الفخمة للزعماء
- ما لم يقله سكرتير الحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - أما آن للغريب أن يعود لوطنه