أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - من يسقط أولاً غزة أم الضفة؟














المزيد.....

من يسقط أولاً غزة أم الضفة؟


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1961 - 2007 / 6 / 29 - 11:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


في أحد التعليقات على المقال الأخير حاورني اخ بكتابة تعليق كفى البكاء على الأطلال,وعلينا ضرورة البحث عن حلول بما ان ماحدث قد حدث, وضرورة محاسبة المخطئ,وإيجاد حلول ومخارج للحالة الإنقسامية السياسية,والجغرافية التي احدثها سيطرة العسكر على غزة..
وبما ان الطرح عقلاني,ويصب في جوهر الحقيقة والموضوع,وحتى لانغوص في الحرب الإعلامية المشتعلة بين الأوس والخزرج,ونجد أنفسنا تائهين بين الوثائق والمؤتمرات الصحفية,وخطابات عاش الملك مات الملك, وهي لاتتعدى خطابات احتفالية,وكرنفالات استعراضية إعلامية يدرك الجميع انها استكمالاً للفصول السابقة ولن تجدي شيئاً,سوى مزيداً من التأزم والغرق في الوحل الذي غرقنا فيه.
نعود للبدايات حيث تميزت ثورتنا منذ انطلاقتها بتعدد المشارب الفكرية والايديلوجية,وطرح العديد من البرامج السياسية التي كانت تشكل محور التجاذبات والاستقطاب السياسي والحزبي والجماهيري,حيث اعتمدت لغة الخطاب الايديلوجي كسلاح في حسمها للعديد من القضايا, وكان قادة هذه المناظرات هم قادة يحملون فكراً وايديلوجية,وقدرات اقناعية,استطاعت حسم شرائح عريضة من مجتمعنا الفلسطيني خاصة,والعربي عامة,وهذا لاينفي اشهار السلاح في بعض الحالات ولكن سرعان ماكان يتم الاحتواء والعودة للطاولة الفكرية والسياسية وحسمها سياسياً وايدولوجياً.
ومع التغيرات التي شهدها العالم اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وسقوط القطب الثاني للمنظومة العالمية وسيطرت القطب الرأسمالي وتفرده وحيداً مع طرح العولمة كحل سحري للشعوب واقتحامها لكل الميادين اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً تغيرت ملامح المعركة وتحول الخطاب الفكري والسياسي الى خطاب ساقط لايجيده سوى المتحدثون من فوهة البنادق وعليه شهد الخطاب الحزبي تحولاً في عمليات حسم الصراع فلم تعد الفصائل تجيد الصراع السياسي في ظل غياب الوعي الجماهيري سياسياً وغياب منظروا السياسة والفكر,واصبحت الوجبات الإعلامية السريعة على طريقة مطاعم ماكدونالدز هي اللغة التي تفهمها الجماهير.
اذن فالخطاب السياسي اصبح خطاب يعبر من فوهات البنادق والعاطفة الجماهيرية التي تبحث عن منقذها من الجوع والفقر,والخوف وحالة اليأس التي تعيشها في ظل التساقطات السريعة لكل الاحلام والطموحات والخروج من ازمة لأزمة أكثر قسوة والماً..
وهذا ماحدث في فلسطين, حيث يعتبر النموذج الثالث لما حدث في العالم العربي والاسلامي, فمن النموذج الافغاني الذي سيطرت عليه حركة طالبان واقصت الجميع واستفردت بالسلطة وكان سقوطها اسرع من كل التوقعات رغم مشروعيتة امام الهجمة العسكرية,ولكن السقوط السياسي هو الأهم,حيث انها لم تستطع اقناع شعبها للإلتفاف حول مشروعها السياسي,واندحرت الى معاقلها الأساسية,وكما النموذج الأفغاني تكرر النموذج الصومالي صعود سريع للمحاكم الإسلامية التي مارست نفس الدور,الإقصاء,والتفرد,وتسرب الغرور لها بالقوة العسكرية., وفشلت في حسم المعركة سياسياً كما فشلت طالبان,فكان السقوط سريعاً كما كان الصعود سريعاً.
اما في فلسطين فالصورة منعكسة حيث حققت حماس انتصاراً سياسياً وتمكنت من قلب الصورة لتقدم نموذج مختلف عن النموذج الأفغاني والصومالي وتوجهت للعملية الديمقراطية, عبر صناديق الإقتراع.. وكان الحسم,هذا الحسم الديمقراطي السريع والمفاجئ بهذا الشكل, شكل بدايات الإنكسار للشعار الذي حقق هذه الإنجازات,حيث بدأت الحركة بالسقوط رويداً رويداً وتدفع ثمن الشرك الذي دخلته تحت مسمى الديمقراطية حتى اكتمل السقوط بالسيطرة على غزة واقصاء الشركاء عسكرياً.
كثيراً من يتوقعوا ان الحالة الإنقسامية لغزة والضفة ستطول زمنياً وذلك وفقاً لقراءة الواقع, وهنا ربما المؤشرات تدلل على ذلك,ولكن العملية ستأخذ اتجاهات معاكسة ومغايرة للواقع,لان هذه الحالة لن تنتهي سوى بسقوط سياسي لأحد الطرفين في غزة والضفة وهي معركة سياسية لن تحتاج لقادة ميدانيين يحملون البنادق وصواريخ ولاجيوش تتحرك بتشكيلات للسيطرة على برج او حي, لا لقد اصبحت المعركة سياسية المعالم, سينتصر بها من يمتلك مقومات الإنتصار السياسي والتواصل وإدارة المعركة بعيداً عن التشنجات وردات الفعل حيث انه لايمكن للحسم العسكري ان يتدخل في ظل تعقيدات الساحة الفلسطينية ورفض اي فلسطيني العودة على ظهر دبابة اجنبية او عربية.
إذن فعملية الحسم العسكري غير مطروحة وأصبح الملعب مفتوحاً للسياسة ورجالاتها والحالة الفلسطينية تخوض مرحلة المخاض العسير.
والضحية ستكون الجهة التي لم تمارس وتتوقع الخطوات التي قامت بها, وغيبت المنطق السياسي عن ممارساتها, فكانت البدايات التي خطت به البنادق كلمتها هي النهايات للمشروع السياسي الذي انطلق من صناديق الإنتخابات.
إذن فحالة التشرذم لن تطول وحالة الإنفصال السياسي والجغرافي نتيجة للإنكسار والسقوط...
والبقية تأتي..
سامي الأخرس
26-6-07مـ



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسنا جبناء ولكن ابناء وطن واحد اسمه فلسطين
- هل نحن العرب بشر؟!
- وماذا بعد يا فلسطين؟
- محاصصة الأرض
- زمن الفاشل والغبي
- المملكة الهاشمية الفلسطينية وولاية غزة حقيقة أم وهم
- بغداد - غزة - البارد وتصفية القضية الفلسطينية
- فحولة وعهر مقاتلي ذكرى النكبة
- حزيران وخريف فلسطين
- قضايا الأمة من الأولويات إلى الثانويات
- الجدار العراقي إنعكاس منتظم للجدار الفلسطيني
- المواطن العربي وغلاء ألسعار
- الاسرة والتنشئة الاجتماعية
- عولمة الأحزاب المنتصرة سياسيا
- مقابلة لصحيفة المستقلة اليمنية
- القمة العربية رحم لا يلد
- نحمل المنجل
- للفساد آباء فى كل مكان
- على اي ذكري نتباكي
- آه يا مخيمي احبك


المزيد.....




- في تركيا.. دير قديم معلّق على جانب منحدر تُحاك حوله الأساطير ...
- احتفالا بفوز ترامب.. جندي إسرائيلي يطلق النار صوب أنقاض مبان ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه ويدلي بأول تصريحات ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض عدة اهداف جوية مشبوهة اخترقت مجالنا ...
- شاهد.. لحظة هبوط إحدى الطائرات في مطار بيروت وسط دمار في أبن ...
- -هل يُوقف دونالد ترامب الحروب في الشرق الأوسط؟- – الإيكونومي ...
- غواتيمالا.. الادعاء العام يطالب بسجن رئيس الأركان السابق ما ...
- فضائح مكتب نتنياهو.. تجنيد -جواسيس- في الجيش وابتزاز ضابط لل ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- تحليل جيني يبدد الأساطير ويكشف الحقائق عن ضحايا بومبي


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - من يسقط أولاً غزة أم الضفة؟