|
عتاب من موقع الصداقة
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 12:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للصديق الدكتور منذر الفضل صورة ايجابية في مخيلة النخب الثقافية والسياسية الكردية في كل من العراق وسورية التي تتابع كتاباته باللغة العربية ومنها مداخلته القيمة حول الموقف من العلاقات العربية الكردية وحقوق الكرد في كردستان العراق في أيام الملتقى الثقافي الكردي – العربي قبل ثلاثة أعوام في أربيل الذي أقامته جمعية الصداقة الكردية العربية اضافة الى مساهمات أخرى ولاشك أن هذه المواقف بمجملها قد مهدت الطريق أمام هذا المثقف العربي العراقي ليتلقى لفتة وفاء من القيادة السياسية في كردستان العراق ويصبح عضوا في البرلمان العراقي عن قائمة التحالف الكردستاني . ما أثار استغرابي قبل أيام مقالة له نشرت في أكثر من موقع ألكتروني وتحت عنوانين مختلفين ففي عدد من المواقع الكردية كانت بعنوان : " انتهاكات حقوق الشعب الكردي في سوريا " وفي موقع الحوار المتمدن " – في 25 – 6 – 2007 - بعنوان : " انتهاكات حقوق الانسان في سوريا " ولو كانت المسألة في حدود خطأ مطبعي في العنوان أو أن مضمون المقالة قد أوفى باالالتزامات المبدئية تجاه قضية كرد سوريا لم أكن لأثير الموضوع ولكن الحكاية أوسع وأشمل تطال اشكالية مواقف مجموعة من المثقفين العرب وبينهم بعض شركائنا العرب السوريين من حقيقة الوجود الكردي في سوريا كشعب يقيم على أرضه التاريخية والقومية ومن سكانها الأصليين والتي ضمت الى الدولة السورية نتيجة المعاهدات الاستعمارية ومنها اتفاقية سايكس – بيكو التي قسمت كردستان موطن الكرد كما هو معروف وموثق وقياسا على ذلك التجاهل – وجودا وتاريخا – تتفاقم الاشكالية لتقترب الى تخوم شوفينية الاستعلاء القومي الناكر لحقوق الآخر الكردي القومية ومن ثم تختزل قسريا الى حقوق انسانية لاتتعدى سقف – المواطنة – وتتحول قضية حق تقرير مصير شعب وبقدرة قادر الى – حقوق المواطنة ! - . تتجلى الاشكالية التاريخية – السياسية هذه في موقف تلك النخب العربية التي نرى بأننا واياهم في خندق واحد من حقوق كرد سوريا قديما وحديثا في صور وأشكال عديدة ولا أرى ضرورة وفائدة في استجلاب توجه التيارات القومية والاسلامية السياسية الشوفينية من موضوع بحثنا لأنها معروفة للقاصي والداني أما عن مواقف من اعتبرناهم أصدقاء فلا مندوحة من توجيه النقد بداية الى مثقفي الحركة الشيوعية الرسمية الذين شككوا في نتاجاتهم وأدبياتهم حتى في وجود الكرد السوريين كشعب مقيم في موطنه ونستذكر هنا مجمل أطروحات ومواقف الحزب الشيوعي السوري في هذا المجال ولا يفوتنا هنا الاشارة الى كتاب حول الحركة القومية الكردية أصدره أحد قادة الحزب الشيوعي العراقي في حينه ( ماجد عبد الرضا ) نافيا فيه وجود الشعب الكردي السوري محددا وفي احدى هوامش كتابه امعانا في التقليل من شأنه وجود بعض الأكراد في حي الأكراد بدمشق وبصورة عامة كانت ومازالت برامج وأدبيات الأحزاب الشيوعية العربية واليسار عموما في المشرق والمغرب اما تتجاهل الحقيقة الكردية السورية وتقفز فوقها أو تتناولها في الحالات الاضطرارية على شكل مواطنين سوريين وليس قضية أرض وشعب وتقرير مصير فهل مرد هذا الموقف جهل الواقع التاريخي والبشري والجغرافي في سورية أم خلفية استعلائية لشوفينية القومية السائدة أم مصالح ذاتية دفعت باتجاه تجيير الاستراتيجية لصالح التكتيك استجابة للرغبة الرسمية السورية حيث برعت منظوماتها الأمنية وعلى امتداد عقود في فرض مقايضات على كل من تعاملت معه في الداخل في اطار جبهة النظام وخارجها أو آوته من الذين ضاقت بهم السبل في بلدانهم فردا كان أم حزبا وفي كل هذه الحالات وحسب ما ارى يتم الانحراف عن مبادىء الحل الماركسي – اللينيني لقضايا القوميات والمستند أساسا على قاعدة حق تقرير المصير . في الكثير من المناسبات وعندما تلتقي النخب الثقافية الكردية والعربية وجها لوجه تحصل أشكال من الحوار وبعضها ساخن حول الموضوع الكردي في سورية خاصة عندما يصر الطرف العربي على تجاهل الاستحقاقات القومية والتركيز على وصفة حقوق المواطنة ولائحة حقوق الانسان المحفوظة على الغائب كحل لأزمة كرد سورية والأمر نفسه يحدث مع جل شركائنا في المعارضة الوطنية والديموقراطية السورية وبدرجات متفاوتة حيث انتهج السيد منذر الفضل الطريقة ذاتها في مقالته عندما كتب : " اننا نعتقد أن حل القضية الكردية في سوريا لن يكون الا بالاعتراف الكامل بحقوق المواطنة طبقا للاعلان العالمي لحقوق الانسان وفي اعتبار الكردي مواطن له حقوق وعليه واجبات ولا يجوز أن يعد مواطنا من الدرجة الثانية أو أن تسلب حقوقه ولا يمكن أن أن يكون هناك سلام وتعايش بدون احترام حقوق الانسان ومحاسبة المتهمين بالجرائم الدولية في قضايا انتهكات حقوق الانسان ... " . لست الآن ومن خلال سرد المواقف والوقائع في معرض التقليل من شأن التمسك بمبادىء حقوق الانسان وبينها وفي القلب منها حق المواطنة ولست بغافل على أن تلك المبادىء السامية تشمل عموما حقوق الشعوب والأقوام وكل المضطهدين على كوكبنا ونحن الكرد أحوج ما نكون الى تقديماتها في كل الظروف والأحوال ولكن من الانصاف والعدل أن نميز بين أمرين : الأول هو أن مبدأ حقوق المواطن قد ظهر من رحم الثورات الديموقراطية في الغرب وفي أطر بلدان مستقلة تنشد التقدم والبناء وازالة المظالم الطبقية – الاجتماعية والمساواة بين المواطنين وخاصة بين الجنسين ولم يتم المطالبة بتحقيقه من أجل حل مسألة قومية وتلبية حقوق شعب مضطهد قوميا لا في أمريكا ولا في فرنسا ولا في البلدان الأوروبية الأخرى ساحات منشأ مبادىء حقوق الانسان والمواطن . والأمر الثاني أن مبدأ حق تقرير المصير هو المنوط والكفيل بحل المسألة القومية بشكل مباشر ومن دون تردد أوشروط والمثبت في ميثاق الأمم المتحدة وبرامج الهيئات المنبثقة عنها ومعظم مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وهذا ما تسعى اليه جميع الشعوب المضطهدة في العالم وبينهم الكرد في مختلف أجزاء وطنهم المقسم والفلسطينييون والأمازيغ وجنوب السودان ودارفور وغيرهم . مازلت من الذين يميزون بين صنفين من مطالبي حل القضية القومية الكردية في سورية وغيرها حسب مبدأ حق المواطنة , واحد يفتقر الى المعلومات ومعرفة الجيو- سياسيا الكردية متأثرا با المواقف – المتوارثة – الناشئة من قراءة تاريخ وضع خطأ ومغلوطا بدوافع عنصرية وفئوية يجب تعديله واعادة النظر فيه وكذلك من ثقافة أحزاب غلبت عليها نزعةالقومية الاستعلائية السائدة أو الكوسموبوليتية وتاليا من الأجواء الاعلامية الرسمية الاقصائية الطاغية المليئة بالشك والحذر من القوميات غير العربية وبينها القومية الكردية وأسمح لنفسي أن أحسب الصديق الفضل على هذا الصنف , وآخر يتصدى للموضوع الكردي السوري بهذه الطريقة عن سابق اصرار وتصميم كما هو حال بعض شركائنا في المعارضة السورية وبناء على موقف شوفيني استئصالي يجرد الكرد من علائم وجوده ويسقط عنه حق تأكيد هويته واقرار مصيره ولايتقبل الكرد شريكا وطنيا في الحاضر والمستقبل وبالتالي لايهمه كثيرا مايتعرض له من قهر وحرمان وتهجير أما طرح حق المواطنة كحل للأزمة الكردية فما هو الا وسيلة لذر الرماد في العيون ونوعا من التهرب أمام المسؤولية الوطنية ونكوصا لعهد التغيير الديموقراطي المنشود على صعيد سورية جديدة تعددية موحدة . وقبل أن أختم هذه المداخلة يجب الاشارة الى أسباب كردية – ذاتية في قيام هذه الاشكالية واستمرارها حتى الآن حيث لعب البعض منهم في الحركة السياسية الكردية من اتجاهات معينة ذات حظوة لدى الأوساط الشوفينية الحاكمة في نشر الشكوك منذ القدم على الحقيقة الكردية كشعب حيث استقطب السجال ومنذ أواسط ستينات القرن الماضي حول هل أن كرد سورية شعب أصيل مقيم على أرضه التاريخية أم أقلية مهاجرة غالبية المثقفين بل وأصبح العامل الأساسي للصراع داخل الحركة القومية الكردية والذي دام لعقود أربعة هزم اليسار القومي الديموقراطي فيها بالأخير التيار اليميني – الأقلاوي – والصراع مستمر بأشكال وحول مقولات أخرى في المرحلة الراهنة لايقل أهمية وخطورة عن سابقه , نعم لقد استثمرت النخب العربية غير المتفهمة لحقوق كرد سورية ومازالت تستثمر نهج التيار اليميني الى أقصى الدرجات الى حد استعماله في مواجهة الحركة القومية الكردية الديموقراطية المنطلقة من قاعدة الحل الديموقراطي للمسألة الكردية حسب مبدأ حق تقرير المصير والشراكة العربية الكردية العادلة والتعايش الأخوي في اطار سورية الجديدة الواحدة الموحدة .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيها الاسرائيلييون : صدقوا سعادة السفير
-
- الاسلام السياسي - الى أين ؟
-
هل سيغلب - طبع - النظام التركي منطق - التطبع - ؟
-
محكمة - نورنبيرغ - شرق أوسطية
-
في الذكرى الثانية لاستشهاد الخزنوي : لا تقتلوا الشيخ مرتين:
-
هل سيجسد - ساركوزي - أوروبا المتجددة
-
الى أنور البني ...... ضمير سورية الجديدة
-
موقع الكرد في الانتخابات السورية
-
اتفاقية - حلب - والتصعيد التركي
-
بيلوزي : رحلة في الظلام
-
قراءة في تحولات السياسة الامريكية
-
تحية وفاء للشيوعيين العراقيين
-
هل ستكون قمة الانفتاح الأولى على الكرد
-
بارزاني يمدد جسور الصداقة مع العرب
-
لمن نتوجه في ذكرى - هبة - آذار المجيدة ؟
-
واذا حكمتم فاعدلوا بالتوازن بين الانتمائين
-
ألا تستحق قضية المعارضة السورية لقاء للمصالحة الوطنية ؟
-
الحركة القومية التحررية الكردية الى أين ؟
-
البعد الكردستاني للشرق الأوسط الجديد 2 - 2
-
البعد الكردستاني للشرق الأوسط الجديد 1 - 2
المزيد.....
-
صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب
...
-
لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح
...
-
الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن
...
-
المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام
...
-
كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
-
إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك
...
-
العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور
...
-
الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا
...
-
-أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص
...
-
درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|