أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - البكاء على مجد ضائع














المزيد.....

البكاء على مجد ضائع


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل سنوات بعيدة، ربما قبل أكثر من خمسين سنة، وكان الفلسطينيون ما زالوا غارقين في صدمة النكبة التي حلّت بهم، سألوا "جون فوستر دالاس" الذي كان وقتذاك، وزير الخارجية الأشهر في إدارة الرئيس الأمريكي "دوايت أيزنهاور"، سألوه عن رأيه في قضية الشعب الفلسطيني، فقال كلمات مقتضبة جداً "إن الفلسطينيين شاءت لهم أقدارهم أن يتعثروا ويقعوا تحت أقدام الفيلة الكبار"! ولكن الفلسطينيين ما لبثوا أن استفاقوا من هول الصدمة، ومن فاجعة النكبة واستعادوا ذاتهم الممزقة وأشلاؤهم المبعثرة في الشتات، وأخذوا يرسلون الإشارات الواحدة تلو الأخرى، أنهم ينبعثون من موتهم، ويحضرون من غيابهم، وأنهم رغم مأساتهم الكبيرة، وعذابهم الواسع، لن يكونوا عبثاً بل هم رافعة الأمة، وعنوانها الحي، وميلادها المتجدد، وهكذا كانت ثورتهم المعاصرة في مطلع عام 1965 في ظل قائدهم الملهم ياسر عرفات، ورفاقه مؤسسي فتح الأوائل، الذين أهدوا لشعبهم قيامتهم الأولى، وأهدوا لأمتهم نصرها الأول في الكرامة، وأهدوا لأمتهم الإسلامية أنهم الذين اختارهم الله ليكونوا أحراراً أقوياء على قبلته الأولى ومسجده الأقصى، لن يتحولوا إلى مجرد حكاية تذوي مع الأيام، أو مرثية تقال في مراسم الموت، بل ذراعاً قوية، وصوتاً مدوياً، وعنواناً ساطعاً، ودعوة للحق تصل إلى أبعد الأفاق!.

يا ويلتي
ويا ويلنا

ماذا حل بنا؟ أين كنا وأين أصبحنا؟ إلى أين المصير؟؟
الفيلة الكبيرة سلمتنا للضباع الصغيرة، أو كما قال شاعرنا الكبير معين بسيسو – رحمه الله – "الجواسيس الكبار سلمونا للجواسيس الصغار!" يروى عن نهاية الإمبراطورية العربية الإسلامية: "سادتنا سلموا رقابنا للموالي والتابعين!"، تصوروا بالله عليكم، الفلسطيني يوفّر رصاصه ولا يفرغه كله في صدر عدوه حتى يفرغه كله في صدر أخيه! والمصّلون كتموا دعاءهم الذي كانوا يحفظونه عن ظهر قلب لكي يجهروا به في باحات المسجد الأقصى، وفي مساجد عكا وحيفا ويافا، وصرخوا به في ميادين غزة، والأدهى من كل ذلك أنهم أطلقوا على صلواتهم اسم صلاة النصر، وعلى دعائهم اسم دعاء الشكر! تصوروا كيف يفرح الفلسطيني بقتل أخيه حتى يوفّر على العدو مجرد تهمة الجريمة!.

إلى أين تتجه عيون الفلسطينيين هذه الأيام؟؟
وإلى من تسترق السمع آذانهم للسمع؟؟

ليس لزغاريد المقاومة، ولا لأعراس الشهداء، ولا لإبداعات المناضلين الأبطال، ولا لأساطير المعتقلين الذين حولوا السجون إلى ساحات شرف وبطولة! بل العيون والآذان ترحل إلى ذئب هائم في التربة اسمه أيمن الظواهري يوزع علينا شهادات الكفر والإيمان، ووعود المساعدة أو الطعنات، وإشارات الخطأ والصواب! وترحل عيوننا وآذاننا إلى شرم الشيخ، إلى "أولمرت" ماذا يعطي وماذا يمنع، ماذا يقبل وماذا يرفض، ماذا يقدم وماذا يؤخر، ماذا يوافق وماذا ينكص؟؟
ترحل العيون والآذان إلى هناك، وهنالك، وأبعد من هنا وهناك، إلى أطراف لا تعرف قضيتنا سوى أنها ورقة، ولا تعرف لحمنا سوى أنه مزق للمقايضة، ولا تعرف صراخ أطفالنا سوى أنه جوقة غناء في مواسم السياسة الإقليمية والدولية! أرسلوا لهم خبزاً، أرسلوا للفلسطينيين خبزاً وماء، وبعض دواء، نريدهم أن يظلوا أحياء، مجرد أحياء، ماذا نفيد من موتهم، المشهد يفسد علينا إن ماتوا! والمشهد يفسد علينا إن استقلوا بقرارهم ورؤياهم! دعوهم هكذا بين الحياة والموت، بين الحضور والغياب! اجعلوهم مثل عبيد روما في الأعياد، يتصارعون، الأقوى يقتل الأضعف حتى نستمتع بعد ذلك بإطعام لحم الأقوى المنتصر لأسودنا الجائعة!



كذبنا على بعضنا:

بأنه ليس بيننا شيع ولا طوائف، فلماذا الحرب الأهلية؟؟
وليس عندنا أعراق وسلالات، فمن أين يأتي الحقد والكراهية، وليس عندنا أحرار وعبيد، ومازال نير الاحتلال في رقابنا، وحلاباته على المعابر ونقاط التفتيش تجفف حليب الأمهات من الخوف , فكيف نختلف على من يكون المسئول ومن يكون الأمير , ومن يكون المسئول بالسجن , ومن هو الدليل في الطابور الخامس .؟؟

كل ذلك كان لمصلحه من

هذا حدث , لأننا سلمنا رقابنا ,وعقولنا وقلوبنا , لقرارات ,الطائفيين , والعرقيين ,والعبيد الذين ولدوا عبيد ,ففرضوا علينا ألعابهم , وحيلهم ,وحقدهم وكراهيتهم , وحولونا إلى سياط نضرب بها بعضنا البعض ,وسلمونا سكاكينهم , لكي نعمق جرحنا , فيصعب شفائه , رغم أن الاهنا اله واحد , نعبده , وقضيتنا قضيه واحده ولكنا حولناها إلى أوراق تحترق لمصالح غيرنا , فلننتبه ,

وإلا سنقعد على ما فعلنا نادمين
فلندمل الجراح ونعيد المجد
حتى لا نبكي ملكا كالنساء لم نحافظ عليه كالرجال



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصل والبديل!!
- المأزق ؟؟


المزيد.....




- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - البكاء على مجد ضائع