(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
...... ...... ..... .........
احمرارٌ غارقٌ في الحبِّ والأرقِ
احمرارٌ مفروش فوقَ وهجِ الصباحِ
فوقَ رعشةِ الشفقِ
ألوانٌ مكتنـزة بعشبةِ المحبّة
مكسوّة بدمعةِ الطفولة
بشوقِ الروحِ إلى الذاكرة الرحبةِ
في أزقّةِ ديريك
إلى مساحاتِ اللونِ
أزقّةٌ تحملُ بين جوانحها نكهةَ الطينِ
نكهةٌ مسربلة بالغمامِ
تندلقُ من ينابيعِ الأصالةِ
من سفوحِ الذاكرة
الهائجة بشلالاتِ الحنينِ
أزقّتي تبلسمُ ضجرَ الروحِ
تفرشُ همومَهَا فوقَ أجنحةِ الأصدقاءِ
متوغّلة في أوجاعِ نعيم إيليا
تنسابُ فوقَ خدودِ الغربةِ
دموعاً سخيّة
تنضحُ من المآقي
يذرفُ نعيم في سكونِ الليلِ
هموماً محفوفة بالآهاتِ
يفور الحنينُ من شواطئِ العزلةِ
شوقاً إلى أزقَّةِ العمرِ
إلى منعطفاتِ حبِّهِ الأوّلِ
إلى ملوحةِ البحرِ
إلى رحابِ الرحيلِ
رحيلُ إبنة من لونِ البهاءِ
آهٍ .. يا صديقي
تتبرعمُ الفارعة (ليال) بكلِّ عذوبتها
مسترخية في أعماقِ الحلمِ
ترتسمُ بسمتها فوقَ خدودِ الشوقِ
فوقَ خمائلِ الشفقِ
فتنسابُ دموعُ الأوجاع
طافحةً من معارجِ الغربةِ
غربة الروح!
"غريبةٌ أنتِ يا روح في دنيا من حجر!" ..
يرتعشُ نعيم حزناً يخلخلُ سفوحَ الجبالِ
يتمتمُ
كيفَ عبَرَتْ (ليال) وجنةَ الهلالِ
تاركةً خلفها لهيب الحلمِ
مفروشاً فوقَ نداوةِ الفجرِ
بسمتها محفورة بين أحضانِ الروحِ
تعالي يا (ليال) يا برعم القلبِ
فراقُكِ يا ابنتي .. كسرَ ظهري
.... .... ..... .... يُتبَع!
ستوكهولم: آب 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.