أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد محمد رحيم - تحوّل الاهتمامات














المزيد.....

تحوّل الاهتمامات


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 1958 - 2007 / 6 / 26 - 10:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يُرجع كاتب مصري هو سامي خشبة، في حوار أجرته معه مجلة "دبي الثقافية" قبل شهرين، السبب الذي يجعل معلق مباريات كرة القدم، أو فريق إنتاج أغاني فديو كليب أكثر تأثيراً بآلاف المرات من تأثير كتابات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم إلى انتشار الأمية، عندنا، بمستوياتها الثلاثة ( أمية القراءة والكتابة، الأمية الثقافية، الأمية المعلوماتية ) غير أن قراءة لواقع عالم اليوم، وحتى في تلك البقاع التي تعد، بالمعايير المألوفة، متقدمة، ولا تعاني من الأمية بمستوياتها الثلاثة مثلنا، تضعنا من حيث تحوّل الاهتمامات، في صورة مقاربة لما هي موجودة في بلداننا العالم ثالثية.
تتغير اهتمامات الناس بأكثر مما يشعرون ويدركون، ومع كل جيل نجد أن تلك الاهتمامات تنصب على أشياء أخرى غير تلك التي كانت موضع اهتمام الأجيال السابقة. فبعد أن كسبت السينما اهتمام الناس على حساب المسرح، في سبيل المثال، فإن التلفزيون قد كسب اليوم الاهتمام على حساب السينما، وربما سيكسب الإنترنت الاهتمام غداً على حساب التلفزيون، وهكذا.. فيما لا تكاد تُذكر نسبة من يهتمون بالقراءة في مقابل نسبة من يهتمون بالتلفزيون. وتقول دراسات غربية قائمة على الاستبيان أن نسبة متابعي نشرات الأخبار بدأت تنخفض لترتفع إزاءها نسبة متابعي برامج السوبر ستار، وفي مقال نشرته إحدى الصحف العربية مؤخراً هناك إشارة إلى أن توزيع الصحف الأميركية الكبيرة مثل الواشنطن بوست والنيويورك تايمز انخفض خلال العقود الأخيرة بنسبة 20% فيما ارتفع توزيع المجلات المتخصصة بأخبار المشاهير وفضائحهم بنسبة 10%. وتبين استطلاعات الرأي عن أبرز الشخصيات المؤثرة كيف أن الحاصلين على أعلى النسب في ستينيات القرن الماضي كانوا من الناشطين السياسيين والمثقفين مثل مارتن لوثر كينغ وريجيس دوبريه والجنرال ديغول أما ونحن في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين فإن من يستقطب تلك النسب هم الممثلون والمغنون والرياضيون مثل جينيفر لوبيز وميل جيبسون ومايكل جاكسن.
إن من يهتمون بما يجري في العراق ولبنان وفلسطين ودارفور، حتى في البلدان العربية، هم أقل بكثير ممن يهتمون بمباريات كرة القدم أو برامج المسابقات، ولنا أن نعود إلى عدد المكالمات الهاتفية ورسائل الموبايل التي تصوّت للمطربين والرياضيين في القنوات الفضائية لندرك هذا.
لقد خلقت الميديا ( وسائط الإعلام الحديثة ) نزوعاً جديداً عند ملايين البشر طابعه الاستهلاك الواسع وثقافة الموضة، والشهرة المفاجئة لنجوم الفن والرياضة والتي سرعان ما تخفت وتتلاشى. وحتى الرئاسة السياسية، في الغرب، غدت صناعة تلفزيونية وليست اختياراً حراً في ضوء معايير الكفاءة والشرف وفاعلية البرامج السياسية. أي أن الاهتمامات غالباً ما تنتقل إلى الأشياء الأكثر سطحية وتفاهة، وهي ظاهرة عامة، عالمية، ليس من السهل إنكارها.
أهو اليأس من العالم وأحواله؟. أهو الهرب من مآسي العصر وأحزانه إلى السهل والممتع والمثير، والبحث عن النسيان؟. أهي هيمنة قوانين مجتمع الاستهلاك على السلوك الجمعي في مختلف قارات الأرض؟.
الناس بحاجة إلى الرياضة والرياضيين، بحاجة إلى المطربين والممثلين، بحاجة إلى المتع والإثارة، وحتى إلى شيء من النسيان أحياناً. لكنها بحاجة إلى الاهتمام بمآسي أقرانها من البشر أيضاً، بحاجة إلى الاهتمام بما يغني الروح ويثري الثقافة ويجعل من العالم مكاناً طيباً لعيش الجميع، بحاجة إلى التفكير جدياً بالمستقبل الذي يريده الأخيار عامراً بالسلام والرخاء والمحبة والتسامح.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وحماري لخوان رامون خيمينث: بلاتيرو في العالم
- من لا يتغير؟
- مصالح
- الاستشراق والإسلام قراءة أخرى لشؤون الشرق
- -تقنية شهرزاد في -حكايات إيفا لونا
- مروية عنوانها؛ طه حسين
- -حياة ساكنة- لقتيبة الجنابي
- في الروح الوطنية العراقية
- إمبراطورية العقل الأميركي: قراءة أولى
- في الاستثمار الثقافي
- نحو حوار ثقافي عراقي
- بمناسبة بلوغه الثمانين: ماركيز بين روايتين
- حين يُصادر كافكا وبوشكين؛ الإيديولوجيا والإنتاج الثقافي
- فيروسات بشرية
- جحا وابنه والحمار
- الأفضل هو الأسرع
- الإعلام العربي: سلطة الإيديولوجيا ومقتضيات العصر
- سنة موت ريكاردو ريس: المخيلة تنتهك التاريخ
- السياسة والكذب
- النخب العراقية ومعضلة تأصيل الهوية الوطنية


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد محمد رحيم - تحوّل الاهتمامات