أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بيار كالفون - ليلة الانتصار - من وحي الذكرى الثلاثين للاطاحة بنظام الرئيس الليندي














المزيد.....

ليلة الانتصار - من وحي الذكرى الثلاثين للاطاحة بنظام الرئيس الليندي


بيار كالفون

الحوار المتمدن-العدد: 596 - 2003 / 9 / 19 - 02:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



Pierre KALFON

4 ايلول/سبتمبر 1970

أذكر انتخاب سلفادور الليندي.

وفرح الجنون الذي استبد شيئا فشيئا بالجماهير. الضحكات والعناق في الشوارع مع مجهولين لم يعودوا مجهولين ما ان عبّروا عن فرحتهم.

يوم الرابع من ايلول/سبتمبر 1970 كانت سانتياغو تخرج من الشتاء وكان الليل على وشك الهبوط. انتظرنا طويلا نتائج هذه الانتخابات الرئاسية الشديدة التنافس. انتظرناها اكثر من اللزوم نحن القلقين ممن فقدوا صبرهم في تحقيق الفوز لليسار والمسكونين برعشة الخروج الى الشارع للتعبير عن فرحتنا.

انتشر خبر مقلق في البداية. من المرشحين الثلاثة نجح مرشح اليمين. انصار خورخي اليساندري بدأوا النزول من الاحياء الغنية نحو وسط المدينة شامتين ورافعين الاعلام التشيلية فوق السيارات وسط صخب اصوات المنبهات. ثم نفست الاشاعة وانقلبت التقديرات. خفت حماسة مطلقي اصوات المنبهات فرجعوا نحو بيوتهم الفاخرة في اسفل الـ"كورديليير".

انتظرنا قليلا. وفجأة صعد شيء كالمد الصاخب. الليندي في الطليعة! الليندي على رأس التحالف الشعبي. الاشتراكيون والشيوعيون والراديكاليون والمسيحيون اليساريون توحدوا في وجه اليمين المنقسم على ذاته. هذه المرة كان الانتصار حقيقيا. لكن التردد استمر قليلا كأن احدا لا يصدق. بيد ان الارقام تكلمت. لم يكن انتصارا عارماً، لكن ما الهمّ؟ تقدم مرشح اليسار الحائز 36 في المئة من الاصوات بشكل واضح على المحافظ القديم السندري وتفوق على الديموقراطي المسيحي رادوميرو توميك. حقق الليندي افضل نتيجة. لقد كذّب اخيرا المبشرين بالهزائم هذا المهزوم الابدي في الانتخابات الرئاسية والذي بعد فشل ثلاثي كان يتهكم بالطلب ان يكتب على شاهد قبره "الليندي، المرشح الى الرئاسة".

نصرخ ونقفز ـ "من لا يقفز هو رجعي" ـ  نتعانق كي نتأكد اننا لا نحلم. آه! كم هو عظيم هذا البلد وكم هم رائعون اهله المسيّسون حتى اطراف اظافرهم.

هبط الليل بالفعل ومعه برد ايلول الرطب. لكن من كان ليهتم؟ الجماهير تتدفق من ضواحي العاصمة الفقيرة في الجنوب والغرب متجهة نحو "الاميدا"، طريق سانتياغو الملكية، وهم يرتدون الاصواف الملونة والشالات والبونشو. نساء، اولاد مورّدو الخدود عيونهم واسعة مستديرة، رجال ضامرون وعصبيون كامدو السحنة وسود الشعر. جو العيد ينبعث من هذا الجمع المسالم والمشع. تعويضا عن الانارة العامة الباهتة وفي سبيل التدفئة تمّ اشعال نيران الفرح هنا وهناك. وانتشر الخبر: الليندي سيتكلم.

وسط اجواء من الارتجال الكامل تم تجهيز مكبرات للصوت في الطابق الاول من اتحاد طلبة التشيلي في وسط المدينة مقابل تلة سانتا لوسيان ملتقى جميع مواعيد الغرام. في النهاية توجه الليندي الى الجماهير بواسطة مكبر صوت محمول والقى فيهم خطابا تبين بوضوح انه مرتجل ايضا. في نشوة النصر التي لا توصف بعدما ادرك انه انتصر اخيرا في المعركة التي باشرها منذ ثلاثين عاما، وجد هذا الطبيب العبارات المناسبة ليمجد الانتصار الشعبي ويوجه الشكر الى مناصريه ويشجع الآخرين على الانضمام الى المعركة من اجل عدالة اجتماعية أفضل. وقال انه بالرغم من المصاعب المقبلة فإن قاعدة التشيلي سوف تتغير. وكان الجميع يفهم من كلامه اننا "سنقلب العجة" وان المهمشين من فوائد الازدهار الاقتصادي سيتمكنون اخيرا وفي شكل من الاشكال من الإشتراك في الوليمة الوطنية.

"وطني العذب..."، الجميع يصدح بالنشيد الوطني مبتهجا ومصفقا. وفي وسط فرح اللحظة يطلع الابتذال الكلاسيكي من حناجر التشيليين لحظة شعورهم بالسعادة: "فلتعش التشيلي، تبا!"

 

--------------------------------------------------------------------------------

* صحافي وكاتب وديبلوماسي، عمل مراسلا لصحيفة "لوموند" الفرنسية في التشيلي بين 1969 و1973 حتى قامت الطغمة العسكرية بطرده من البلاد. النصان المنشوران هنا مقتطفان من كتابه الذي سيصدر قريبا "L encre verte de Pablo Neruda, éditions Terre de Brume, septembre 2003"

جميع الحقوق محفوظة 2003© , العالم الدبلوماسي و مفهوم
 



#بيار_كالفون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بيار كالفون - ليلة الانتصار - من وحي الذكرى الثلاثين للاطاحة بنظام الرئيس الليندي