أبو أنيس

جان الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 11:53
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

أبو أنيس

من خلجات الروح و ارتعاشات القلب و كهوف العقل و صناديق الذكريات, تخرج دمعات نافحة بالحب و اللوعة و الاشتياق لتعانق ضحكات نضالية قهرت الموت و دحرت الشياطين و رقصت على قبور العملاء, تغني أناشيد التحرير و التحرر و الحرية. انصهرت في صلب رفيق بسيط, ذكي, فقير, ممانع, مشاغب, محنك, مقاوم, مقاتل, محاور, علمنا الثورة بممارسته لنا فعشقناها و أحببناه.



أبو أنيس



لك الأنس و واجب الذكرى التي لا تمحى, يا معلم اضحك و اسخر من الموت و الأعداء و من شياطين آذار, و احرقهم بحرارة حزيران و براكين 16 أيلول. نم هانئا يا من علمنا معانقة الحزب حتى الشهادة.



غدرو بك يا أبا لقن العملاء و أسيادهم سنين و لم يطالوه و في دبكة الاغتيالات صفوك, و كنا بعيدين عنك, فاستفردو بك لتنفيذ اغتيالك و لاخفاءه بين عجقة الاغتيالات و ليقللوا من عظمتك يا جبل النضال و المقاومة.
و لكنهم فشلوا و ردوك إلى حزب لم تستطع أن تنسلخ عنه و لم و لن يسلخونك عن جلده, فهم وحدوك فينا و فيه و فشوا كما فشلوا في الماضي في معارك بيروت و الجبل و الجنوب و الشمال.



لقد غفل الأغبياء أن حزبك هو حزب الشهداء, قوافلهم تمتد من أقاصي لبنان إلى أقاصي العالم, هذا الحزب الذي يقوى مع كل عرس استشهاد, حيث كان الاغتيال أو التصفية وقودا للاستمرار و النضال و الوحدة و التصميم في قرار التغيير أو الموت.



نم هنيئا لنحرسك من لهاث الرفاق و من يدعي الرفاقية, نم في تابوت حزبك الأزلي و اطرد شياطين التفرقة و أزلام التملق و الانتهازية, اصفع أقزام الوصولية و كلاب العمالة الذين فرخوا كالذباب الموسمي في حديقة غيابك و ادعوا صك الوراثة في حزب أحرق الملكية الفردية.
فاستمر بلعنهم من وراء غيابك نحن نسمعك.
قلت "فليضربونا و ليضربوا هذا الشعب" و علمتنا أن هذا الشعب و هذا الحزب هو الوحيد القادر أن يرد الصاع صاعين و التاريخ خير شاهد للمستقبل. شباب حزبك العنيد كل واحد منهم أنيس و لهم فقط وحدهم حق الوراثة و البنوة.



غنينا لك في كل مظاهرة و في كل عرس استشهاد, يا قائدا في كل معركة, مع كل زفة شهيد, في كل مؤتمر. وضعنا صورتك على صدورنا و رددنا اسمك أطفالا و شبابا و عجزة, عمالا و فلاحين و مثقفين ثوريين.
كنت أبا لأبناء الشهداء فأصبحنا أبناؤك في مدرسة الحزب الشيوعي اللبناني, لعنت الزمن و الفقر و عدم توفر الإمكانيات في أزمة مادية حرقتك و حرقتنا, حاولت كل أساليب التجارة لتخرج من الأزمة و تخرجنا و فشلت. لأنك لست سمسار تجارة و السياسة ليست كالتجارة, لا يتقنها إلا الملوفكين, فشلت لأنك عصامي شريف نظيف و هذا الوكر التجاري له أربابه و تلك كانت إحدى خلافاتنا معك, و من الطبيعي و الحيوي أن يختلف الابن مع أبيه في كنف الحزب, حزبنا الشيوعي اللبناني, حزب جورج حاوي إلى أبد الآبدين.



اغتالوك بأيد عميلة رخيصة بعد أن فشلوا بجرك إلى الطرف الآخر إلى خارج الحزب. انتقموا منك و من تاريخك و من حزبك المقاوم. و الرسالة قد وصلتنا بعد أن فشلوا بإرسالها مرات عديدة مع عذابات كل رفيق أسير أو معتقل.
ففي هذا الحزب رفاق تربوا على دربك و كان كل واحد منهم أنيس, الابن الشرعي الحزبي الوحيد لجورج حاوي الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني.



اطمئن يا معلم فحتى في عملية اغتيالك فشلوا و انتصرنا و سننتصر.
كما جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وجدت لتنتصر و ستنتصر, نحن أيضا وجدنا لننتصر و سننتصر.



عشت يا أبو أنيس أبا و قائدا و معلما و أمينا عاما و قائدا عروبيا أمميا و وطنيا.

عاش حزبك الحزب الشيوعي اللبناني, حزب الشهداء و المقاومة.

عاشت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية فينا.

و لك مني ألف تحية و قبلة



أنيس



د. جان الشيخ

فرنسا







21-حزيران-2007

#جان_الشيخ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات